أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|172 من 287|الرد على من ينفي نزول الرب سبحانه إلى سماء الدنيا|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثاني والسبعون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد سئل الشيخ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن من يثبت النزول لله سبحانه الى سماء الدنيا - 00:00:21ضَ

كما جاء في الحديث وعمن ينفي ذلك فاجاب رحمه الله بقوله الحمد لله رب العالمين. اما القائل الاول الذي ذكر نص النبي صلى الله عليه وسلم فقد اصاب فيما قال - 00:00:38ضَ

فان هذا القول الذي قاله قد استفاضت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم واتفق سلف الامة وائمتها واهل العلم بالسنة والحديث على تصديق ذلك وتلقيه بالقبول ومن قال ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فقوله حق وصدق - 00:00:53ضَ

وان كان لا يعرف حقيقة ما اشتمل عليه من المعاني كمن قرأ القرآن ولم يفهم ما فيه من المعاني فان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:01:12ضَ

والنبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وامثاله علانية وبلغه وبلغه لامته تبليغا عاما ام يخص به احدا دون احد. ولا كتمه عن احد كانت الصحابة والتابعون تذكره وتأثره وتبلغه وترويه في المجالس الخاصة والعامة - 00:01:26ضَ

واشتملت عليه كتب الاسلام التي تقرأ في المجالس الخاصة والعامة. كصحيحي البخاري ومسلم وموطأ مالك ومسند الامام احمد وسنن ابي داوود والترمذي والنسائي. وامثال ذلك من كتب المسلمين لكن من فهم من هذه الاحاديث - 00:01:49ضَ

وامثالها ما يجب تنزيه الله عنه لكن من فهم من هذا الحديث وامثاله ما يجب تنزيه الله عنه فتمثيله بصفات المخلوقين ووصفه بالنقص المنافي لكماله الذي يستحقه فقد اخطأ في ذلك. وان اظهر ذلك منع منه - 00:02:10ضَ

وان زعم ان الحديث يدل على ذلك ويقتضيه فقد اخطأ ايضا في ذلك فان وصفه سبحانه وتعالى في هذا الحديث بالنزول هو كوصفه بسائر الصفات كوصفه بالاستواء الى السماء وهي دخان - 00:02:29ضَ

ووصفه بانه خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش ووصفه بالاتيان والمجيء في مثل قوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة - 00:02:45ضَ

او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك وقوله وجاء ربك والملك صفا صفا كذلك قوله تعالى خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش وقوله والسماء انيناها بايد - 00:03:04ضَ

قوله الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلك من ذلكم من شيء قوله يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه - 00:03:21ضَ

وامثال ذلك من الافعال التي وصف الله تعالى بها نفسه التي يسميها النحات افعالا متعدية وهي غالب ما ذكر في القرآن او يسمونها لازمة بكونها لا تنصب المفعول به بل تتعدى اليه بل لا تتعدى اليه الا بحرف الا بحرف الجر - 00:03:36ضَ

كالاستواء الى السماء وعلى العرش والنزول الى السماء الدنيا ونحو ذلك فان الله وصف نفسه بهذه الافعال ووصف نفسه بالاقوال اللازمة والمتعدية. في مثل قوله واذ قال ربك للملائكة وقوله وكلم الله موسى تكليما. قوله تعالى وناداهما ربهما وقوله ويوم يناديهم - 00:03:56ضَ

قولوا ماذا اجبتم المرسلين وقوله والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. وقوله الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ومن اصدق من الله حديثا وقوله الله نزل احسن الحديث - 00:04:20ضَ

وقوله وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وقوله ولقد صدقكم الله وعده وكذلك وصف نفسه بالعلم والقوة والرحمة ونحو ذلك كما في قوله - 00:04:38ضَ

ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقوله ورحمتي وسعت كل شيء ونحو ذلك مما وصف نفسه في كتابه - 00:04:55ضَ

وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم فان القول في جميع ذلك من جنس واحد ومذهب ومذهب سلف الامة وائمتها انهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في النفي والاثبات - 00:05:13ضَ

والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين. فقال سبحانه وتعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقال تعالى هل تعلم له سم يا؟ فانكر ان يكون له سمي؟ قال تعالى فلا تجعلوا لله اندادا - 00:05:33ضَ

قال تعالى فلا تضربوا لله الامثال قال تعالى ليس كمثله شيء ففيما اخبر به عن نفسه من تنزيهه عن الكفؤ والسمي والمثل والند. وضرب الامثال له. بيان ان ان ان لا مثل له في - 00:05:56ضَ

صفاته ولا افعاله فان التماثل في الصفات والافعال يتضمن التماثل في الذات فان الذاتين مختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وافعالهما اذ تماثل الصفات والافعال يستلزم تماثل الذوات. فان الصفة تابعة للموصوف بها - 00:06:11ضَ

والفعل ايضا تابع للفاعل. بل هو مما يوصف به الفاعل فاذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين حتى انه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين كالانسانين - 00:06:34ضَ

كالانسانين كما كان من نوع واحد تختلف تقديرهما وصفاتهما بحسب اختلاف ذاتيهما ويتشابه ويتشابه ذلك بحسب تشابه ذلك كذلك اذا قيل بين الانسان والفرس تشابه من جهة ان هذا حيوان وهذا حيوان واختلاف من جهة ان هذا ناطق وهذا ساهل - 00:06:53ضَ

وغير ذلك من الامور كان بين الصفتين من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الذاتين وذلك ان الذات المجردة عن الصفة لا توجد الا في الذهن فالذهن يقدر ذاتا مجردة عن الصفة ويقدر وجودا مطلقا لا يتعين - 00:07:18ضَ

واما الموجودات في انفسها فلا يمكن فيها وجود ذات مجردة عن كل صفة ولا وجود مطلق لا يتعين ولا يتخصص واذا قال من قال من اهل الاثبات للصفات انا اثبت صفات لله - 00:07:37ضَ

زائدة على ذاته فحقيقة ذلك انا نثبتها زائدة على ما اثبته النفاة من الذات فان النفاة اعتقدوا ثبوت ذات مجردة عن الصفات. فقال اهل الاثبات نحن نقول باثبات صفات ساعدة - 00:07:53ضَ

على ما اثبته هؤلاء واما الذات نفسها الموجودة فتلك لا يتصور انها تتحقق بلا صفة اصلا بل هذا بمنزلة من قال اثبت انسانا لا حيوانا ولا ناطقا ولا قائما بنفسه ولا بغيره. ولا له قدرة ولا حياة ولا حركة ولا - 00:08:10ضَ

تكون او نحو ذلك او قال اثبت نخلة ليس لها ساق ولا جذع ولا ليف ولا غير ذلك. فان هذا يثبت ما لا حقيقة له في الخارج ولا يعقل لهذا كان السلف والائمة يسمون نفاة الصفات معطلة - 00:08:30ضَ

لان حقيقة قولهم تعطيل ذات الله سبحانه وتعالى وان كانوا هم قد لا يعلمون ان قولهم مستلزم للتعطيل بل يصفونه بالوصفين المتناقضين فيقولون هو موجود قديم واجب ثم ينفون لوازم وجوده - 00:08:47ضَ

ويكون حقيقة قولهم موجود ليس موجودا آآ فيكون حقيقة قولهم موجود ليس بموجود. حق ليس بحق خالق ليس بخالق فينفون عنه النقيضين اما تصريحا بنفيهما واما امساكا عن الاخبار بواحد منهما - 00:09:05ضَ

ثم بين الشيخ رحمه الله شبهتهم في ذلك وهي الفرار من التشبيه بزعمهم ورد عليهم فقال وما فر منه هؤلاء الملاحدة ليس بمحذور فانه اذا سمي حقا موجودا قائما بنفسه حيا عليما - 00:09:24ضَ

رؤوفا رحيما وسمى المخلوق بذلك لم يلزم من ذلك ان يكون مماثلا للمخلوق اصلا ولو كان هذا حقا لكان كل موجود مماثلا لكل موجود ولكان كل معدوم مماثلا لكل معدوم - 00:09:42ضَ

وبهذا القدر انتهت هذه الحلقة اين الحلقة القادمة باذن الله صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:59ضَ