أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|174 من 287|تفاوت ما بين أسماء الله وأسماء المخلوقين|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والسبعون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد واله وصحبه وبعد لما ذكر الشيخ رحمه الله تفاوت ما بين مسميات ما في الجنة ومسميات ما في الدنيا من التفاوت - 00:00:21ضَ

الذي لا يعلمه الا الله مع اتفاق الجنسين في الاسم والمعنى توصل الى النتيجة من ذلك وهي وجوب تفاوت ما بين اسماء الله وصفاته واسمائي وصفات المخلوقين في الكيفية وان اتفقت في الاسم والمعنى - 00:00:37ضَ

فقال رحمه الله فاذا كانت صفات ذلك المخلوق مع مشابهتها لصفات هذا المخلوق بينهما من التفاضل والتباين ما لا نعلمه في الدنيا ولا يمكن ان نعلمه بل هو من التأويل الذي لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى. فصفات الخالق عز وجل اولى ان يكون بينها وبين صفات المخلوق من - 00:00:55ضَ

من التباين والتفاضل ما لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى وان يكون هذا من التأويل الذي لا يعلمه احد. بل منه ما يعلمه الراسخون في العلم ومنه ما يعلمه الانبياء والملائكة ومنه ما لا يعلمه الا الله. كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه قال - 00:01:19ضَ

ان تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير تعلمه العلماء تفسير لا يعلمه الا الله من ادعى علمه فهو كاذب ولفظ التأويل في كلام السلف - 00:01:43ضَ

يراد به التفسير او الحقيقة الموجودة في الخارج التي يؤول اليها. كما في قوله تعالى هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله كل اية واما استعمال التأويل بمعنى صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به - 00:02:02ضَ

او متأخر او لمطلق الدليل فهذا اصطلاح بعض المتأخرين. ولم يكن في لفظ احد من السلف ما يراد منه بالتأويل المعنى ثم لما شاع هذا بين المتأخرين صاروا يظنون ان هذا ان هذا هو التأويل في قوله وما يعلم تأويله الا - 00:02:21ضَ

الله ثم طائفة تقول لا يعلمه الا الله وقالت طائفة بل يعلمه الراسخون وكلتا الطائفتين غالطة فان هذا لا حقيقة له بل هو باطل والله الم وانتفاء وانه لم يرده. وهذا مثل تأويلات القرامطة الباطنية والجهمية وغيرهم. من اهل الالحاد والبدع - 00:02:41ضَ

وتلك التعويلات باطلة والله لم يردها بكلامه ولم يردوا وما لم يرده لا نقول انه يعلم انه انه مراده. فان هذا كذب على الله عز وجل. والراسخون في العلم لا يقولون على الله تبارك وتعالى - 00:03:05ضَ

الكذب. وان كنا مع ذلك قد علمنا بطريق خبر الله عز وجل عن نفسه. بل وبطريق الاعتبار ان لله المثل الاعلى لا وان الله يوصف بصفات الكمال فهو موصوف بالحياة والعلم والقدرة. وهذه صفات كمال والخالق احق بها من المخلوق - 00:03:24ضَ

فيمتنع ان يتصف المخلوق بصفات الكمال دون الخالق. ولولا ان هذه الاسماء والصفات تدل على معنى مشترك كلي يقتضي من المواطأة والموافقة والمشابهة ما به ما به تفهم وتثبت هذه المعاني لله لم نكن قد عرفنا عن - 00:03:45ضَ

لله شيئا ولا صار في قلوبنا ايمان بها ولا علم ولا محبة ولا معرفة ولا ارادة لدعائه وعبادته وسؤاله ومحبته وتعظيمه. فان جميع هذه الامور لا تكون الا مع العلم ولا يمكن العلم الا الا ولا يمكن ولا يمكن العلم الا بالاثبات لتلك المعاني - 00:04:06ضَ

التي فيها من الموافقة والمواطأة ما به حصل لنا ما حصل من العلم لما غاب عن عن شهودنا ومن فهم هذه الحقائق الشريفة والقواعد الجليلة حصل له من العلم والمعرفة والتحقيق والتوحيد والايمان - 00:04:30ضَ

وانجاب عنه من الشبه ومن الشبه والضلال والحيرة ما يصير به في هذا الباب من افضل الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ومن سادات اهل العلم والايمان - 00:04:48ضَ

تبين له ان القول في بعض صفات الله كالقول في سائرها. وان القول في صفاته كالقول في ذاته وان من اثبت صفة دون صفة مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مع مشاركة احدهما الاخر فيما به - 00:05:02ضَ

لنفاها كان متناقضا فمن نفى النزول والاستواء او الرضا والغضب او العلم والقدرة او اسم العليم او القدير او اسم الموجود فرارا بزعمه من تشبيه وتركيب وتجسيم فانه يلزمه فيما اثبته - 00:05:20ضَ

نظير ما ما لزمه نظير ما الزمه لغيره فيما نفاه فيما نفاه هو واثبته المثبت. فكل ما يستدل به على نفي النزول والاستواء والرظا والغظب يمكن منازعه ان يستدل بنظيره على نفي الارادة والسمع والبصر والقدرة والعلم. وكل ما يستدل به على نفي القدرة والعلم والسمع والبصر يمكن - 00:05:39ضَ

ناجيعه ان يستدل بنظيره على نفع العلم على نفي العليم والقدير والسميع والبصير وكل ما يستدل به على نفي على نفي هذه يمكن منازعه يمكن منازعه ان يستدل به على نفي الموجود والواجب - 00:06:07ضَ

ومن المعلوم بالظرورة انه لا بد من موجود قديم واجب بنفسه يمتنع عليه العدم فان الموجود اما ممكن واما ممكن ومحدث واما واجب وقديم. والممكن المحدث لا يوجد الا بموجب الا بواجب قديم - 00:06:24ضَ

والممكن المحدث لا يوجد الا بواجب قديم. فاذا كان ما يستدل به على نفي الصفات الثابتة يستلزم نفي الوجود الواجب ها فيستنفي يستلزم نفي الموجود الواجب القديم. ونفي ذلك يستلزم نفي الموجود مطلقا - 00:06:44ضَ

علم ان من عطل شيئا من الصفات الثابتة بمثل هذا بمثل هذا الدليل كان قوله مستلزما تعطيل الموجود المشهود. مثال ذلك انه اذا قال النزول والاستواء ونحو ذلك من صفات الاجسام فانه لا يعقل النزول والاستواء الا لجسم مرتب. والله سبحانه منزه عن هذه - 00:07:05ضَ

فيلزم تنزيهه عن الملزوم. او قال هذه حادثة والحوادث لا تقوم الا بجسم مركب فكذلك اذا قال الرضا والغضب والفرح والمحبة ونحو ذلك هو من صفات الاجسام فانه يقال له وكذلك الارادة والسمع والبصر والعلم والقدرة من صفات الاجسام - 00:07:28ضَ

فانا كما لا نعقل ما ينزل ويستوي ويغضب ويرضى الا جسما لم نعقل ما يسمع ويبصر ويريد ويعلم ويقدر الا جسما فاذا قيل سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا وارادته ليست كارادتنا وكذلك علمه وقدرته. قيل له وكذلك - 00:07:51ضَ

رضاه ليس كرضانا وغضبه ليس كغضبنا وفرحه ليس كفرحنا ونزوله ليس ونزوله واستوائه ليس كنزولنا واستوائنا فاذا قال لا يعقل في الشاهد غضب الا غليان دم القلب لطلب الانتقال لطلب الانتقام. ولا يعقل نزول الا - 00:08:11ضَ

الانتقال ولا والانتقال يقتضي تفريغ حيز وشغل اخر فلو كان ينزل لم يبقى فوق العرش رب قيل لا يعقل فيها قيل لا يعقل يعني في الجواب. قيل لا يعقل في الشاهد ارادة الا ميل القلب الى جلب ما يحتاج اليه وينفعه - 00:08:32ضَ

يفتقر فيه الى ما سواه ودفع ما يضره والله سبحانه وتعالى كما اخبر عن نفسه المقدسة في حديثه الالهي يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني فهو منزه عن الارادة - 00:08:53ضَ

التي لا يعقل في الشاهد الا هي. وكذلك السمع لا يعقل في الشاهد الا بدخول صوت في الصماخ. وذلك لا يكون الا في اجوف والله سبحانه احد صمد منزه عن مثل ذلك - 00:09:13ضَ

بل وكذلك البصر والكلام لا يعقل في الشاهد الا في محل اجوف. الا في محل اجوف. والله سبحانه احد صمد منزه عن ذلك قال ابن مسعود وابن عباس والحسن وسعيد ابن جبير وخلق من السلف الصمد هو الذي لا جوف له. وقال اخرون هو - 00:09:28ضَ

الذي هو الذي كمل في سؤدده وكلا القولين حق الى ان قال الشيخ والمقصود هنا ان هذا الذي ان هذا الذي فرض ان يجعل القديم موجودا وموصوفا بصفات الكمال لئلا يلزم ما ذكره من التشبيه - 00:09:48ضَ

هو التجسيم وجعل نفي هذا اللازم دليلا على نفي ما جعله ملزوما له لزمه في اخر الامر ما فر منه وبهذا نكتفي والى الحلقة القادمة باذن الله. صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:10:08ضَ