Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والسبعون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد يواصل الشيخ رحمه الله الرد على نفاة نزول الرب سبحانه وتعالى - 00:00:22ضَ

كما صح في الحديث الى سماء الدنيا ويفند شبهاتهم فيقول قول السائل كيف ينزل بمنزلة قوله كيف كيف استوى وقوله وكيف يسمع وكيف يبصر وكيف يعلم ويقدر وكيف يخلق ويرزق - 00:00:35ضَ

وقد تقدم الجواب عن مثل هذا السؤال من ائمة الاسلام مثل مالك ابن يا انس وشيخه ربيعة بن ابي عبدالرحمن فانه قد روي من غير وجه ان سائلا سأل مالكا عن قوله - 00:00:54ضَ

الرحمن على العرش استوى كيف استوى فاطرق ما لك حتى علاه الرحظاء ثم قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما اراك الا رجل سوء ثم امر به فاخرج - 00:01:08ضَ

ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك قد روي هذا الجواب عن ام سلمة رضي الله عنها موقوفا ومرفوعة لكن ليس اسناده مما يعتمد عليه وهكذا سائر الائمة قولهم يوافق قول مالك في انا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته ولكن - 00:01:27ضَ

ان نعلم المعنى الذي دل عليه الخطاب. فنعلم معنى الاستواء ولا نعلم كيفيته وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة ولا نعلم كيفية ذلك ونعلم - 00:01:50ضَ

معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك. ولا نعلم كيفية ذلك الى ان قال رحمه الله وان كان المعترظ من المثبتة للعلو ويقول ان الله فوق العرش لكن لا يقر بنزوله بل يقول بنزول - 00:02:06ضَ

ملك او يقول بنزول امره الى ان قال فان قلت الذي ينزل ملك قيل هذا باطل من وجوه منها ان الملائكة لا تزال تنزل بالليل والنهار الى الارض. كما قال تعالى ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده - 00:02:24ضَ

قال تعالى وما نتنزل الا بامر ربك. في الصحيحين عن ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر - 00:02:45ضَ

ثم يعرج اليه الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون اتيناهم وهم يصلون تركناهم وهم يصلون وكذلك ثبت في الصحيح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله ملائكة سياحين - 00:03:03ضَ

يتبعون مجالس الذكر فاذا مروا على قوم يذكرون الله تعالى يتنادون هلموا الى حاجتكم فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم ما يقول عبادي؟ قال فيقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك - 00:03:24ضَ

الوجه الثاني انه قال فيه من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني فاغفر له. وهذه العبارة لا يجوز. لا يجوز ان يقولها ملك عن الله. بل الذي يقول الملك ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا احب الله العبد نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه - 00:03:46ضَ

يحبه جبريل ثم ينادي في السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء. ثم يوضع له القبول في الارض وذكر في البغض مثل ذلك. فالملك اذا نادى عن الله - 00:04:12ضَ

لا يتكلم بصيغة المخاطب بل يقولوا ان الله امر بكذا وقال كذا. وهكذا اذا امر السلطان مناديا ينادي فانه يقول يا معشر الناس امر بكذا ونهى عن كذا ورسم كذا - 00:04:27ضَ

لا يقول امرت بكذا ونهيت عن كذا بل لو قال ذلك بودر الى عقوبته وهذا تأويل من التأويلات الجهمية القديمة فانهم تأولوا تكليم الله لموسى عليه السلام بانه امر ملكا فكلمه - 00:04:44ضَ

فقال لهم اهل السنة لو كلمه ملك لم يقل انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني بل كان يقول المسيح عليه السلام ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي - 00:05:02ضَ

وربكم فالملائكة رسل الله الى الانبياء. تقول كما كان جبريل عليه السلام يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك - 00:05:16ضَ

ويقول ان الله يأمرك بكذا ويقول كذا ولا يمكن ان يقول ملك من الملائكة انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني. ولا يقول من يدعوني فاستجيب له ان يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له - 00:05:32ضَ

ولا يقول ولا يقول لا اسأل عن عبادي غيري كما رواه النسائي وابن ماجة وسنده صحيح ثم قال الشيخ وان ولا وان تأول ذلك وان تؤول ذلك بنزول رحمته او غير ذلك. قيل الرحمة التي تثبتها اما ان تكون عينا قائمة بنفسها - 00:05:49ضَ

واما ان تكون صفة قائمة في غيرها فان كانت عينا وقد نزلت الى السماء الدنيا لم يمكن ان تقول من يدعوني فيستجيب له كما لا يمكن الملك ان يقول ذلك. وان كانت صفة من الصفات فهي لا تقوم بنفسها بل لابد لها من محل - 00:06:12ضَ

ثم لا يمكن الصفة ان تقول هذا الكلام ولا محلها ثم اذا نزلت الرحمة الى السماء الدنيا ولم تنزل الينا فاي منفعة لنا في ذلك وان قال بل الرحمة ما ينزل على قلوب قوام الليل في تلك الساعة من حلاوة المناجاة والعبادة وطيب الدعاء - 00:06:32ضَ

وما يحصل في القلوب من مزيد المعرفة بالله والايمان به وذكره وتجليه لقلوب اوليائه فان هذا امر معروف يعرفه قوام الليل. قيل له حصول هذا في القلوب حق ولكن هذا ينزل الى الارض الى قلوب عباده لا ينزل الى سماء الدنيا ولا يصعد بعد نزوله وهذا يوجد في - 00:06:54ضَ

قلوب يبقى بعد طلوع الفجر لكن هذا النور والبركة والرحمة التي في القلوب هي من اثار ما وصف به نفسه من نزوله بذاته سبحانه وتعالى كما وصف نفسه بالنزول عشية عرفة بعدة احاديث صحيحة - 00:07:19ضَ

وبعضها في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبد من النار من يوم عرفة. وانه عز وجل ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة. فيقول ما اراد هؤلاء - 00:07:36ضَ

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم عرفة ان الله ينزل الى سماء دنيا يباهي باهل عرفة الملائكة. فيقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا ضاحينا من كل فج عميق. وعن ام سلمة رضي الله عنها - 00:07:56ضَ

قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ينزل الى السماء الدنيا يباهي باهل عرفة الملائكة ويقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا فوصف انه يدنو فوصف فوصف انه يدنو عشية عرفة الى السماء الدنيا - 00:08:16ضَ

ويباهي الملائكة بالحجيج فيقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا ما اراد هؤلاء فانه من المعلوم ان الحجيج عشية عرفة ينزل على قلوبهم من الايمان والرحمة والنور والبركة ما لا يمكن - 00:08:38ضَ

التعبير عنه لكن ليس هذا الذي في قلوبهم هو الذي يدنو الى السماء الدنيا ويباهي الملائكة بالحجيج. وايضا فيقال له نفسه بالنزول كوصفه في القرآن بانه خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وبانه استوى الى السماء - 00:08:55ضَ

يا دوخان وبانه نادى موسى وناجاه في البقعة المباركة من الشجرة والمجيء والاتيان في قوله وجاء ربك والملك صفا صفا وقال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك وبهذا القدر نكتفي بين الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله - 00:09:15ضَ

وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:39ضَ