أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|177 من 287|نزاع الناس في أفعال الله|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والسبعون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين على فضله واحسانه والصلاة والسلام على خاتم رسله وافضل انبيائه نبينا محمد وعلى اله وصحبه وعلى جميع الانبياء والمرسلين منا الصلاة وازكى التسليم وبعد بين الشيخ رحمه الله اختلاف الناس في افعال الله تعالى. وما هو القول الصحيح في ذلك - 00:00:23ضَ
فقال نزاع الناس في معنى حديث النزول وما اشبهه في الكتاب والسنة من الافعال اللازمة المضافة الى الرب سبحانه وتعالى مثل المجيء والاتيان والاستواء الى السماء وعلى العرش. بل وفي الافعال المتعدية - 00:00:46ضَ
مثل الخلق والاحسان والعدل وغير ذلك هو ناشئ عن نزاعهم في اصلين احدهما ان الرب تعالى هل يقوم به فعل من الافعال؟ فيكون خلقه للسموات والارض فعلا فعله غير مخلوق او ان فعله هو المفعول والخلق هو المخلوق على قولين معروفين عندهم - 00:01:03ضَ
والاول هو المأثور عن السلف وهو الذي ذكره البخاري في كتاب خلق افعال العباد عن العلماء مطلقا. ولم يذكر فيه نزاعا وكذلك ذكره البغوي وغيره ومذهب اهل السنة وكذلك ذكره ابو علي الثقفي والظبعي - 00:01:24ضَ
وغيرهما من اصحاب ابن خزيمة في العقيدة التي اتفقوا هم وابن خزيمة على انها مذهب اهل السنة وكذلك ذكره الكلابي في كتاب التعرف لمذهب التصوف انه مذهب الصوفية وهو مذهب الحنفية وهو مشهور عندهم - 00:01:43ضَ
وبعض المصنفين في الكلام كالرازي ونحوه ينصب الخلاف في ذلك معهم. فيظن الضان ان هذا ممن فردو به وهو قول السلف قاطبة وجماهير الطوائف وهو قول جمهور اصحاب احمد متقدموهم كلهم واكثر المتأخرين منهم - 00:02:00ضَ
وواحد قولي القاضي ابي يعلى وكذلك هو قول ائمة المالكية والشافعية واهل الحديث واكثر اهل الكلام كالهشامية او كثير منهم والكرامية كلهم. وبعض المعتزلة وكثير من اساطير الفلاسفة متقدميهم ومتأخريهم. وذهب - 00:02:19ضَ
قرون من اهل الكلام الجهمية واكثر المعتزلة والاشعرية الى ان الخلق هو نفس المخلوق وليس لله عند هؤلاء صنع ولا فعل ولا خلق ولا ابداع الا المخلوقات انفسها. وهو قول طائفة من الفلاسفة المتأخرين - 00:02:40ضَ
اذ قالوا بان الرب مبدع كابن سين وامثاله. والحجة المشهورة لهؤلاء المتكلمين انه لو كان خلق المخلوقات لكان ذلك الخلق اما قديما واما حادثا فان كان قديما لزم قدم كل مخلوق وهذا مكابرة وان كان حادثا فان قام بالرب لزم لزم قيام الحوادث به - 00:02:57ضَ
وان لم يكن به كان الخلق قائما بغير الخالق وهذا ممتنع وسواء قام به او لم يقم به يفتقر ذلك الخلق الى خلق اخر ويلزم التسلسل. هذا عمدتهم وجواب السلف والجمهور - 00:03:23ضَ
عنها وجواب السلف والجمهور عن ذلك بمنع مقدمات ذلك. كل بمنع مقدماتها. كل طائفة تمنع مقدمة وتلزمهم ذلك الزاما لا محيد عنه. اما الاولى فقولهم لو كان قديما لزم قدم المخلوق - 00:03:38ضَ
يمنعهم ذلك من يقول بان الخلق فعل قديم يقوم بالخالق والمخلوق محدث كما يقول ذلك من يقوله من الكلابية والحنفية والحنبلية والشافعية والمالكية والصوفية واهل الحديث وقالوا انتم وافقتمونا على ان ارادته قديمة ازلية مع تأخر المراد كذلك الخلق هو قديم ازلي وان كان - 00:03:58ضَ
انا المخلوق متأخرا ومهما قلتموه في الارادة الزمناكم نظيره في الخلق. وهذا جواب الزامي جدلي لا حيلة لهم فيه واما المقدمة الثانية وهي قولهم لو كان حادثا قائما بالرب لزم قيام الحوادث به وهو ممتنع - 00:04:25ضَ
قد منعهم ذلك السلف وائمة اهل الحديث واساطين الفلاسفة وكثير من متقدميهم ومتأخريهم وكثير من اهل الكلام كالهشامية والكرامية وقالوا لا نسلم انتفاء اللازم واما الثالث فقولهم وان لم يكن به كان الخلق قائما بغير الخالق وهذا ممتنع فهذا لم يمنعهم اياه الا طوائف - 00:04:43ضَ
من اهل الكلام من المعتزلة وغيرهم فمنهم من قال بل الخلق يقوم بالمخلوق ومنهم من يقول بل الخلق ليس في محل. كما تقول المعتزلة البصريون فعلى بارادة لا في محل. وهذا ممتنع لا اعرفه عن احد من السلف واهل الحديث والفقهاء والصوفية والفلاسفة - 00:05:08ضَ
واما المقدمة الرابعة وهي قوله والخلق حادث يفتقر الى خلق اخر الخلق الحادث يفتقر الى خلق اخر ويلزم التسلسل فقد منعهم من ذلك عامة من يقول بخلق حادث من اهل الحديث والكلام والفلسفة والفقه والتصوف وغيرهم - 00:05:31ضَ
كابي معاذ التمني وزهير الابري وشلوى الهشامية والكرامية وداوود بن علي الاصفهاني واصحابه الحديث والسلف الذين ذكرهم البخاري وغيره قالوا اذا خلق السماوات والارض بخلق لم يلزم ان يحتاج ذلك الخلق الى خلق اخر - 00:05:52ضَ
ولكن ذلك الخلق يحصل بقدرته ومشيئته. وان كان ذلك الخلق حادثا. ثم اجاب رحمه الله عن المقدمة الخامسة وهي قوله ان ذلك يفضي الى التسلسل لان الحي لا يكون الا فعالا كما قال البخاري وذكره عن نعيم ابن حماد - 00:06:13ضَ
وعثمان بن سعيد وابن خزيمة وغيرهم ولا يكون الا متحركا كما قال عثمان ابن سعيد الدارمي وغيره. وكل منهما يذكر ان ذلك مذهب السلف. قالوا وهذا تسلسل في الاثار والبرهان انما دل على امتناع التسلسل في المؤثرين - 00:06:33ضَ
فان هذا مما يعلم فساده بصريح المعقول وهو مما اتفق الفقهاء على امتناعه. واما كونه سبحانه وتعالى يتكلم لا نهاية لها وهو يتكلم بمشيئته وقدرته فهذا هو الذي يدل عليه صحيح المنقول وصريح المعقول وهو - 00:06:52ضَ
سلف الامة وائمتها والفلاسفة والفلاسفة توافق على دوام هذا النوع وقدماء اساطينهم يوافقون على قيام ذلك بذات الله كما يقوله ائمة المسلمين وسلفهم ولذلك قالوا ان ذلك ممتنع ولذلك والذين قالوا والذين قالوا ان ذلك ممتنع هم اهل الكلام المحدث في الاسلام - 00:07:13ضَ
من الجهمية والمعتزلة ومن هنا يظهر الاصل الذي تبني عليه الذي تبنى عليه افعال الرب تعالى اللازمة والمتعدية وهو انه سبحانه هل تقوم به الامور الاختيارية المتعلقة بقدرته ومشيئته ام لا؟ فمذهب السلف وائمة الحديث وكثير من طوائف اهل الكلام والفلاسفة جواز ذلك - 00:07:38ضَ
وذهب نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة والفلاسفة والكلابية من مثبت هذه الصفات الى امتناع قيام ذلك به ثم بين الشيخ رحمه الله ان دوام نوع الحوادث والافعال هو قول ائمة اهل السنة والحديث القائلين بان الله يتكلم بمشيئته وقدرته وان كلماته - 00:08:03ضَ
في لا نهاية لها ويقولون بانه لم يزل فعالا كما يقوله البخاري وغيره. ويقولون الحركة من لوازم الحياة فيمتنع فيمتنع وجود حياة بلا حركة اصلا. كما يقوله الدارمي وغيره وقد روى الثعلبي في تفسيره باسناده عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه انه سئل عن قوله تعالى افحسبتم انما خلق - 00:08:25ضَ
هناكم عبثا لما خلق الله الخلق فقال لان الله كان محسنا بما لم يزل فيما لم يزل الى ما لم يزل فاراد الله ان يفيض احسانه الى خلقه وكان غنيا عنهم لم يخلقهم لجر منفعة ولا لدفع مضرة ولكن خلقهم واحسن اليهم وارسل اليهم الرسل - 00:08:52ضَ
حتى حتى يفصلوا بين الحق والباطل. فمن احسن كافأه بالجنة ومن عصى كافأه بالنار. قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله وتعالى وكان الله غفورا رحيما. وكان الله عليما حكيما. ونحو ذلك - 00:09:15ضَ
قال كان ولم يزل ولا يزال انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله في هذه الحلقة وحاصله ان مذهب اهل السنة والجماعة اثبات افعال الله سبحانه وانه لم يزل ولا يزال يفعل ما يشاء وان افعاله قد - 00:09:33ضَ
قيمة القدم ذاته سبحانه وباقية بقاء ذاته سبحانه لا نهاية لها ولا بداية. والحمد لله رب العالمين وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:09:51ضَ