أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|178 من 287|أمر الله غير مخلوق|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن والسبعون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي لا نبي بعده وعلى اله وصحبه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله بيان انه ليس ليس كل ما اضيف ليس كل ما اضيف الى الله سبحانه يكون من صفاته - 00:00:22ضَ
وان ذلك راجع الى السياق الذي ورد فيه فيفسر بحسبه قد سبق في الحلقة التي قبل هذه ذكر المثال الاول لذلك وهو الوجه في قوله تعالى فثم وجه الله. وفي هذه الحلقة يذكر المثال الثاني وهو لفظ الامر - 00:00:44ضَ
فان الله تعالى لما اخبر بقوله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وقال الا له الخلق والامر استدل طوائف من السلف على ان الامر غير مخلوق - 00:01:06ضَ
بل هو كلامه وصفة من صفاته بهذه الاية وغيرها صار كثير من الناس يطرد ذلك في لفظ الامر حيث ورد فيجعله صفة طرد للادلة. ويجعل دلالته على غير الصفة نقضا لها - 00:01:21ضَ
وليس الامر كذلك فبينت في بعض رسائلي ان الامر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها اخرى فالرحمة صفة لله ويسمى ما خلق رحمة والقدرة من صفات الله ويسمى المقدور قدرة - 00:01:40ضَ
ويسمى تعلق ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة والخلق من صفات الله تعالى ويسمى ما خلق خلقا والعلم من صفات الله ويسمى المعلوم او المتعلق علما فتارة يراد الصفة وتارة يراد متعلقها - 00:02:03ضَ
وتارة يراد نفس التعلق والامر مصدر فالمأمور به يسمى امرا ومن هذا الباب سمي عيسى صلى الله عليه وسلم كلمة لانه مفعول بالكلمة وكائن بالكلمة وهذا هو الجواب عن سؤال الجهمية لما قالوا عيسى كلمة الله فهو مخلوق. والقرآن اذا كان كلام الله لم يكن - 00:02:25ضَ
الا مخلوقا. قال الشيخ في الرد عليهم فان عيسى ليس هو نفس ليس هو نفس كلمة الله وانما سمي بذلك لانه خلق بالكلمة على خلاف سنة المخلوقين فخرقت فيه العادة. وقيل له كن فكان - 00:02:52ضَ
والقرآن نفس كلام الله فمن تدبر ما ورد في باب اسماء الله تعالى وصفاته وان دلالة ذلك في بعض المواضع على ذات الله او بعض صفات ذاته. لا يوجب ان يكون ذلك هو مدلول اللفظ - 00:03:12ضَ
حيث ورد حتى يكون ذلك طردا للمثبت ونقظا حتى يكون ذلك طردا للمثبت ونقظا للنافي بل ينظر في كل اية وحديث بخصوصه وسياقه وما يبين معناه من القرآن والدلالات فهذا اصل عظيم مهم نافع في باب فهم الكتاب والسنة - 00:03:30ضَ
والاستدلال بهما مطلقا ونافع في معرفة الاستدلال والاعتراض والجواب وطرد الدليل ونقضه فهو نافع في كل علم خبري وانشائي وفي كل استدلال او معارضة من الكتاب والسنة. وفي سائر ادلة الخلق - 00:03:55ضَ
فاذا كان العبد لا يمتنع ان يتقرب من ربه وان يقرب منه ربه باحد المعنيين المتقدمين او بكليهما اي قربه بذاته او قربه الذي هو من لوازم ذاته. لم يمتنع حمل النص على ذلك اذا كان دالا عليه - 00:04:13ضَ
فان لم يكن دالا عليه لم يجز حمله وان احتمل هذا المعنى وهذا المعنى وقف فجواز ارادة المعنى في الجملة غير كونه هو المراد بكل نص واما قربه اللازم من عباده واما قربه اللازم من عباده بعلمه وقدرته وتدبيره. فقوله - 00:04:32ضَ
سبحانه ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد من الناس طوائف عندهم لا يحتاج الى تأويل ومنهم من يحوجها الى التأويل ثم اقول هذه الاية لا تخلو اما ان يراد بها قربه سبحانه او قرب ملائكته - 00:04:54ضَ
كما قد اختلف الناس في ذلك فان اريد بها قرب الملائكة فقوله قوله سبحانه اذا تلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد فيكون الله سبحانه وتعالى قد اخبر بعلمه هو سبحانه بما في نفس الانسان واخبر بقرب الملائكة الكرام الكاتبين منه - 00:05:17ضَ
ودليل ذلك قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. اذ يتلقى ففسر ذلك بالقرب الذي هو حين يتلقى المتلقيان وباي معنى فسر فان معنى كفى وباي معنى فسر فان علمه وقدرته - 00:05:40ضَ
عام التعلق وكذلك نفسه سبحانه لا يختص بهذا الوقت وتكون هذه الاية مثل قوله تعالى ام يحسبون عنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ومنه قوله تعالى في اول السورة قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ - 00:05:58ضَ
وعلى هذا فالقرب لا مجاز فيه وانما الكلام في قوله تعالى ونحن اقرب حيث عبر بها عن ملائكته ورسله او عبر بها عن نفسه وعن الملائكة ولكن كل قرب بحسبه. فقرب الملائكة منه اي الانسان تلك الساعة. وقربه تعالى منه مطلق - 00:06:21ضَ
كالوجه الثاني اذا اريد به الله تعالى اي نحن اقرب اليه من حبل الوريد فيرجع هذا الى القرب الذاتي اللازم. وفيه القولان احدهما اثبات ذلك وهو قول طائفة من المتكلمين والصوفية - 00:06:44ضَ
والثاني ان القرب هنا بعلمه لانه قد قال ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فديك آآ فذكر لفظ العلم هنا دل على القرب بالعلم - 00:07:00ضَ
ومثل هذه الاية حديث ابي موسى انكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا ان الذي تدعونه اقرب والى احدكم من عنق راحلته فالاية لا تحتاج الى تأويل القرب في حق الله تعالى - 00:07:17ضَ
الا على هذا القول وحينئذ فالسياق دل عليه وما دل عليه السياق هو ظاهر الخطاب فلا يكون من موارد النزاع قد تقدم انا لا نذم كل ما يسمى تأويلا. وانما نذم تحريف الكلم عن مواضعه - 00:07:34ضَ
ومخالفة الكتاب والسنة والقول في القرآن بالرأي وتحقيق الجواب هو ان يقال. اما ان يكون قربه بنفسه القرب اما ان يكون قربه بنفسه القربى اللازم اما ان يكون قربه بنفسه القرب اللازم ممكنا او لا يكون - 00:07:52ضَ
فان كان ممكنا لم تحتج الاية الى تأويل وان لم يكن ممكنا حملت الاية على ما دل عليه سياقها وهو قربه بعلمه وعلى هذا القول فاما ان يكون هذا هو ظاهر الخطاب الذي دل عليه السياق او لا يكون. فان كان هو ظاهر الخطاب فلا كلام - 00:08:15ضَ
اذ لا تأوي الى حينئذ وان لم يكن ظاهر الخطاب فانما حمل على ذلك لان الله تعالى قد بين في غير موضع من كتابه انه على العرش وانه فوق انما ذكره في كتابه في غير موضع انه فوق العرش مع ما قرنه في هذه الاية بالعلم دليلا على انه اراد قربه - 00:08:35ضَ
العلم اذ مقتضى تلك الايات ينافي ظاهر هذه الاية على هذا على هذا التقدير وعلى هذا التقدير والصريح يقضي على الظاهر ويبين معناه ويجوز باتفاق المسلمين ان تفسر احدى الايتين - 00:08:58ضَ
او ان تفسر احدى الايتين بظاهر الاخرى ويصرف الكلام عن ظاهره الا محظورا في ذلك عند احد من اهل السنة وانما سمي تأويلا وصرفا عن الظاهر فذلك لدلالة القرآن عليه ولموافقة السنة والسلف عليه. لانه تفسير للقرآن بالقرآن ليس تفسيرا له بالرأي - 00:09:18ضَ
والمحظور انما هو صرف القرآن عن فحواه بغير دلالة من الله ورسوله والسابقين وللامام احمد رحمه الله رسالة في هذا النوع وهو ذكر الايات التي يقال بينها بينها معارضة. وبيان الجمع بينها - 00:09:42ضَ
وان كان فيه مخالفة لما يظهر من احدى الايتين او حمل احداهما على المجاز وكلامه في هذا اكثر من غيره من الائمة المشهورين فان كلام غيره اكثر ما يوجد في المسائل العلمية - 00:10:04ضَ
واما المسائل فان كلام غيره اكثر ما يوجد في المسائل العملية. واما المسائل العلمية فقليل. وكلام احمد كثير في المسائل العلمية والعملية في قيام الدليل من القرآن والسنة على ذلك - 00:10:19ضَ
ومن قال ان مذهبه نفي ذلك فقد افترى عليه. والله اعلم. وبهذه وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة فالى القادمة باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:10:37ضَ