أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن عشر - 00:00:00ضَ
الحمد لله الذي علم بالقلم وعلم الانسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي انزل الله عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم وعلى اله واصحابه خير الامم. وبعد - 00:00:20ضَ
نمضي في القاء الاضواء على فتاوى شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ما زلنا نقتبس من رسالته القيمة الواسطة بين الحق والخلق قد انتهينا فيها الى موضوع الدعاء حيث قال رحمه الله - 00:00:39ضَ
والدعاء مشروع ان يدعو الاعلى للادنى والادنى للاعلى ومراده ما دام الداعي على قيد الحياة. اما بعد الموت فانه لا يطلب من الميت دعاء ولا غيره ولهذا قال فطلب الشفاعة والدعاء من الانبياء كما كان المسلمون يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء. ويطلبون منه - 00:00:57ضَ
دعاء بل وكذلك العباس عمه من بعده استسقى عمر والمسلمون بالعباس عمه والناس يطلبون الشفاعة يوم القيامة من الانبياء. محمد صلى الله عليه وسلم سيد الشفعاء وله شفاعات يختص بها - 00:01:21ضَ
ومع هذا فقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا - 00:01:44ضَ
ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها درجة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون ذلك العبد فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة - 00:02:00ضَ
وقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر لما اراد ان يعتمر وودعه قال له يا اخي لا تنسني من دعائك فالنبي صلى الله عليه وسلم قد طلب من امته ان يدعوا له - 00:02:17ضَ
ولكن ليس ذلك من باب سؤالهم بل امره بذلك لهم كامره بسائر الطاعات التي يثابون عليها مع انه صلى الله عليه وسلم له مثل اجورهم في كل ما يعملونه فانه قد صح عنه انه قال - 00:02:32ضَ
من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الوزر مثل اوزار من اتبعه - 00:02:51ضَ
من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا وهو داعي الامة وهو داعي الامة الى كل هدى فله فله مثل اجورهم في كل ما اتبعوه فيه وكذلك اذا صلوا عليه فان الله يصلي على احدهم عشرا - 00:03:06ضَ
وله مثل اجورهم مع ما يستجيبه الله من دعائهم له فذلك الدعاء قد اعطاهم الله اجرهم عليه وصار ما حصل له من النفع نعمة من الله عليه قد ثبت في الصحيح انه قال ما من رجل يدعو لاخيه بظهر الغيب بدعوة - 00:03:25ضَ
الا وكل الله به ملكا كلما دعا لاخيه بدعوة قال الملك الموكل به امين ولك مثل ذلك وفي حديث اخر اسرع الدعاء دعوة غائب لغائب الدعاء للغير ينتفع به الداعي - 00:03:46ضَ
والمدعو له وان كان الداعي دون المدعو له فدعاء المؤمن لاخيه المؤمن ينتفع به الداعي والمدعو له فمن قال لغيره ادعو لي وقصده انتفاعهما جميعا بذلك كان هو واخوه متعاونين على البر والتقوى - 00:04:04ضَ
فهو نبه المسؤول واشار عليه بما ينفعهما بمنزلة من يأمر غيره ببر وتقوى فيثاب المأمور على فعله والامر ايضا يثاب على يثاب مثل ثوابه الى ان قال رحمه الله والمقصود هنا - 00:04:25ضَ
ان من اثبت وسائط بين الله وبين خلقه كالوسائط التي تكون بين الملوك والرعية فهو مشرك بل هذا دين المشركين عباد الاوثان كانوا يقولون انها تماثيل الانبياء والصالحين وانها وسائل يتقربون بها الى الله - 00:04:44ضَ
وهو من الشرك الذي انكره الله على النصارى حيث قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون - 00:05:04ضَ
الى ان قال وقد بين الله هذا التوحيد في كتابه وحسن مادة الشرك حتى لا يخاف احد غير الله ولا يرجى سواه ولا يتوكل الا عليه فقال تعالى فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا - 00:05:22ضَ
انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين اي الشيطان يخوفكم اولياءه الى ان قال رحمه الله ومع علم المؤمن ان الله رب كل شيء ومليكه فانه لا ينكر ما خلقه الله من الاسباب - 00:05:44ضَ
كما جعل المطر سببا لانبات النبات قال الله تعالى وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وكما جعل الشمس والقمر سببا لما يخلقه بهما - 00:06:06ضَ
وكما جعل الشفاعة والدعاء سببا لما يقضيه بذلك مثل صلاة المسلمين على جنازة الميت فان ذلك من الاسباب التي يرحمه الله بها ويثيب عليها المصلين عليه لكن ينبغي ان يعرف في الاسباب - 00:06:24ضَ
ثلاثة امور احدها ان السبب المعين لا يستقل بالمطلوب بل لابد معه من اسباب اخر. ومع هذا فلها موانع فان لم يكمل الله الاسباب ويدفع الموانع لم يحصل المقصود وهو سبحانه ما شاء كان وان لم يشأ الناس - 00:06:43ضَ
وما شاء الناس لا يكون الا ان يشاء الله الثاني انه لا يجوز ان يعتقد ان الشيء سبب الا بعلم فمن اثبت شيئا سببا بلا علم او يخالف الشرع كان مبطلا - 00:07:05ضَ
مثل ان يظن ان النذر سبب في حصول النعماء ودفع البلاء قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل - 00:07:22ضَ
الثالث ان الاعمال الدينية لا يجوز ان يتخذ منها شيء سببا الا ان تكون مشروعة. فان العبادات مبناها على التوقيف. فلا يجوز لانسان ان يشرك بالله فيدعو غيره. وان ظن ان ذلك سبب في حصول بعظ اغراضه - 00:07:38ضَ
وكذلك لا يعبد لا يعبد الله بالبدع المخالفة للشريعة. وان ظن ذلك سببا. وان ظن ذلك سببا ولمقصوده فان الشياطين قد تعين الانسان على بعض مقاصده اذا اشرك وقد يحصل بالكفر والفسوق والعصيان بعض اغراض الانسان - 00:07:58ضَ
فلا يحل له ذلك اذ المفسدة الحاصلة بذلك اعظم من المصلحة الحاصلة به اذ الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها فما امر الله به فمصلحته راجحة - 00:08:19ضَ
وما نهى الله عنهما فمفسدته راجحة ثم قال رحمه الله ردا على من قال ان الله يسمع الدعاء بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال ان اراد بذلك ان الايمان بمحمد وطاعته والصلاة والسلام عليه وسيلة للعبد في قبول دعائه وثواب دعائه فهو صادق. وان اراد ان - 00:08:39ضَ
ان الله لا يجيب الدعاء حتى يرفعه الى مخلوق. او يقسم عليه وان اراد ان الله لا يجيب الدعاء حتى يرفعه اليه مخلوق او يقسم عليه بمخلوق. او ان نفس الانبياء بدون الايمان بهم وطاعتهم وبدون - 00:09:02ضَ
وسيلة لاجابة الدعاء فقد كذب في ذلك. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه والى الحلقة قادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:22ضَ