أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|180 من 287|الرد على الذين يقولون نصوص الصفات تدل على التجسيم|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثمانون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي لا نبي بعده وعلى اله وصحبه وبعد. سئل الشيخ رحمه الله عمن يقول عن نصوص الصفات انها تدل على التجسيم. والعقل دلة - 00:00:21ضَ
ودل على تنزيه الرب عنه فالاسلم للمؤمن ان يقول هذا متشابه لا يعلم تأويله الا الله فاجاب رحمه الله بقوله الحمد لله رب العالمين هذه مسألة كبيرة عظيمة القدر اضطرب فيها خلائق من الاولين والاخرين - 00:00:37ضَ
من عوائل المئة الثانية من الهجرة النبوية فاما المئة فاما المئة الاولى فلم يكن بين المسلمين اضطراب في هذا. وانما نشأ ذلك في اوائل المئة الثانية لما ظهر ترى الجعد بن درهم وصاحبه الجهم بن صفوان ومن اتبعهما من المعتزلة وغيرهم على انكار الصفات. فظهرت مقالة الجهمية - 00:00:56ضَ
وفاة الصفات قالوا لان اثبات الصفات يستلزم التشبيه والتجسيم الله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك لان الصفات التي هي العلم والقدرة والارادة ونحو ذلك. اعراض ومعان تقوم بغيرها والعرض لا يقوم الا بجسم والله ليس بجسم لان الاجسام لا تخلو من الاعراض الحادثة وما لا يخلو من الحوادث فهو محدث. قالوا وبهذا - 00:01:19ضَ
استدللنا على حدوث الاجسام. فان بطل هذا بطل الاستدلال على حدوث الاجزاء الاجسام. فيبطل الدليل على حدوث العالم فيبطل على اثبات الصفات قالوا واذا كانت الاعراض التي هي الصفات لا تقوم الا بجسم - 00:01:48ضَ
والجسم مركب من اجزائه والمركب مفتقر الى غيره ولا يكون غني غنيا عن غيره الا واجب الوجود بنفسه. والله تعالى غني عن غيره. واجب الوجود بنفسه الى اخر ما ذكر - 00:02:06ضَ
الشيخ عنهم من الاعتراضات والافتراظات الفارغة ثم قال رحمه الله فلما ظهر هؤلاء الجهمية انكر السلف والائمة مقالتهم وردوها وقابلوها بما تستحق من الانكار الشرعي وكانت خفية الى ان ظهرت وقويت شوكة الجهمية في اواخر المئة الاولى واوائل المئة الثانية في دولة اولاد الرشيد - 00:02:20ضَ
فامتحنوا الناس المحنة المشهورة التي دعوا الناس فيها الى القول بخلق القرآن ولوازم ذلك مثل آآ مثل انكار مثل انكار الرؤية والصفات بناء على ان القرآن هو من جملة الاعراظ. ولو قام بذات الله لقامت به الاعراض - 00:02:45ضَ
فيلزم التشبيه والتجسيم بزعمهم وحدث مع الجهمية قوم شبه الله تعالى بخلقه فجعلوا صفاته من جنس صفات المخلوقين فانكر السلف والائمة على الجهمية المعطلة وعلى المشبهة الممثلة وكان ابو الهزيل العلاف ونحوه من نفاة الصفات قالوا يقتضي اثباتها ان يكون الله جسما والله منزه عن ذلك - 00:03:05ضَ
قال هؤلاء اي الممثلة بل هو جسم والجسم هو القائم بنفسه او الموجود او غير ذلك من المقالات وطعنوا في ادلة نفاة الجسم ثم ذكر الشيخ مقالة ابن كلاب وابن كرام واتباعهما في الرد على اولئك. ثم قال واما السلف والائمة فلم يدخلوا مع طائفة من الطوائف فيما ابتدعوه - 00:03:33ضَ
من نفي او اثبات بل اعتصموا بالكتاب والسنة ورأوا ذلك هو الموافق لصريح العقل فجعلوا كل لفظ جاء بها به الكتاب والسنة من اسمائه وصفاته حقا يجب يجب الايمان به - 00:03:57ضَ
وان لم تعرف حقيقة معناه اي كيفيته. وكل لفظ احدثه الناس فاثبته قوم ونفاه اخرون. اليس علينا ان نطلق اثباته ولا نفيه حتى نعرف مراد المتكلم. فان كان مراده حقا موافقا لما جاءت به الرسل والكتاب والسنة من نفي - 00:04:14ضَ
قلنا به وان كان باطلا مخالفا لما جاء به الكتاب والسنة من نفي او اثبات منعنا القول به ورأوا ان الطريقة التي جاء بها القرآن هي طريقة هي الطريقة الموافقة لصريح المعقول وصحيح المنقول - 00:04:34ضَ
وهي طريقة الانبياء والمرسلين وان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا بنفي مجمل واثبات مفصل. ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون - 00:04:53ضَ
الرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من العيب والنقص. وطريقة الرسل ما جاء بها القرآن والله تعالى القرآن يثبت الصفات على وجه التفصيل وينفي عنه وينفي عنه على طريق الاجمال التشبيه والتمثيل فهو في القرآن يخبر انه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير وانه - 00:05:16ضَ
او عزيز حكيم غفور رحيم. وانه سميع بصير وانه غفور ودود. وانه تعالى على عظم ذاته يحب المؤمنين ويرضى عنهم ويغضب على الكفار ويسخط عليهم وانه خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وانه كلم موسى تكليما - 00:05:41ضَ
وانه تجلى للجبل فجعله دكا وامثال ذلك. ويقول في النفي ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ فلا تضربوا لله الامثال قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:06:02ضَ
يثبت الصفات وينفي مماثلة المخلوقات. ولما كانت طريقة السلف ان يصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. ومخالف الرسل يصفونه بالامور السلبية. ليس كذا ليس - 00:06:21ضَ
فاذا قيل لهم فاثبتوه قالوا هو هو وجود مطلق او ذات بلا صفات وقد علم بصريح المعقول ان المطلق بشرط الاطلاق لا يوجد الا في الاذهان لا في الاعيان وان المطلق بشرط الاطلاق لا يوجد في الخارج مطلقا. بل لا يوجد الا معينا. ولا يكون للرب عندهم - 00:06:41ضَ
حقيقة مغايرة للمخلوقات بل اما ان يعطلوه او يجعلوا وجوده وجود المخلوقات او جزءها او وصفها. والالفاظ المجملة يكفون عن معناها ثم بين الشيخ رحمه الله موقف اهل السنة من مقالات هؤلاء فقال فاذا قال قوم ان الله في جهة او حيز - 00:07:07ضَ
وقالوا وقال قوم ان الله ليس في جهة ولا حيز استفهموا استفهموا كل واحد من القائلين عن مراده. فان لفظ الجهة والحيز فيه اجمال واشتراك فيقولون ما ثم موجود الا الخالق والمخلوق. والله تعالى منزه باين عن مخلوقاته. فانه سبحانه خلق مخلوقاته - 00:07:30ضَ
بائنة عنه متميزة عنه خارجة عن ذاته ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. ولو لم يكن مباينا لكان اما مداخلا لها او حالا فيها - 00:07:55ضَ
او محلا لها. والله تعالى منزه عن ذلك. واما ان يقال لا يكون مباينا لها ولا مداخلا لها فيكون معدو والله تعالى منزه عن ذلك. والجهمية نفاة الصفات. تارة يقولون بما يستلزم الحلول والاتحاد او يصرحون - 00:08:09ضَ
ذلك وتارة بما يستلزم الجحود والتعطيل فنفاتهم لا يعبدون شيئا ومثبتتهم يعبدون كل شيء ويقال ايضا فاذا كان ما ثم موجود الا الخالق والمخلوق فالخالق بائن عن المخلوق. فاذا قال القائل هو في جهة او ليس في جهة - 00:08:29ضَ
قيل له الجهة امر موجود او معدوم. فان كان امرا موجودا ولا موجود الا الخالق والمخلوق والخالق بائن عن المخلوق لم يكن لم يكن الرب في جهة موجودة مخلوقة. وان كانت الجهة امرا معلوما بان يسمى - 00:08:49ضَ
او رأى العالم جهة فاذا كان الخالق مباينا مباينا العالم وكان ما وراء العالم وكان ما وراء العالم ما وراء العالم جهة مسماة وليس هو شيئا موجودا كان الله في جهة معدومة بهذا الاعتبار وبهذا - 00:09:08ضَ
نكتفي في هذه الحلقة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:28ضَ