أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|183 من 287|ضابط ما يثبت لله من صفات الكمال-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والثمانون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد قد سئل الشيخ رحمه الله عن الظابط في ما هو من صفات الكمال التي تثبت لله عز وجل - 00:00:22ضَ
وصفة النقص التي ينزه عنها فاجاب بقوله الحمدلله الجواب عن هذا السؤال مبني على مقدمتين احداهما ان يعلم ان الكلام ان الكمال ثابت لله. بل الثابت له هو واقسم يمكن من الاكملية - 00:00:37ضَ
بحيث لا يكون وجودك مال لا نقص فيه الا هو ثابت لله تعالى يستحقه بنفسه المقدسة وثبوت ذلك مستلزم النفي نقيضه فثبوت الحياة يستلزم نفي الموت. وثبوت العلم يستلزم نفي الجهل. وثبوت القدرة يستلزم نفي العجز. وان هذا الكمال - 00:00:56ضَ
ثابت له بمقتضى الادلة العقلية والبراهين اليقينية في دلالة السمع على ذلك ودلالة القرآن على الامور نوعان احدهما خبر الله الصادق اما اخبر الله ورسوله به فهو حق كما اخبر الله به. والثاني دلالة القرآن بضرب الامثال - 00:01:18ضَ
وبيان الادلة العقلية الدالة على المطلوب فهذه دلالة شرعية عقلية فهي شرعية لان الشرع دل عليها وارشد اليها. وعقلية لانها تعلم صحتها بالعقل. ولا يقال انها لم تعلم الا بمجرد الخبر - 00:01:38ضَ
اذا واذا اخبر الله بالشيء ودل عليه بالدلالات العقلية صار مدلولا عليه بدليله العقلي الذي يعلم به فيصير ثابتا بالسمع والعقل. وكلاهما داخل في دلالة القرآن التي تسمى الدلالة الشرعية - 00:01:54ضَ
وثبوت معنى الكمال قد دل عليه القرآن بعبارات متنوعة دالة على معان متظمنة لهذا المعنى. فما في من اثبات الحمد له وتفصيل محامده وان له المثل الاعلى واثبات معاني اسمائه ونحو ذلك كله دل كله دال على هذا المعنى. وقد ثبت لفظ الكامل فيما رواه - 00:02:13ضَ
ابن ابي طلحة عن ابن عباس في تفسير قل هو الله احد الله الصمد. ان الصمد هو المستحق للكمال. وهو السيد الذي كما الذي كمل في سؤدده والشريف الذي كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته - 00:02:39ضَ
والحكم الذي قد كمل في حكمه. والغني الذي قد كمل في غناه. والجبار الذي قد كمل في جبروته. والعالم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الشريف الذي قد كمل في انواع الشرف والسؤدد. وهو الله سبحانه وتعالى - 00:02:57ضَ
وهذه صفة لا ينبغي وهذه صفة لا تنبغي الا له ليس له كفؤ ولا كمثله شيء وهكذا سائر صفات الكمال ولم يعلم احد من الامة نازع في هذا المعنى بل هذا المعنى مستقر في فطر الناس بل هم - 00:03:17ضَ
مفطورون عليه فانهم كما انهم مفطورون على الاقرار بالخالق فانهم مفطورون على انه اجل واكبر واعلى واعلى واعظم واكمل قال الشيخ وقد بينا في غير هذا الموضع ان الاقرار بالخالق وكماله يكون فطريا ظروريا في حق من سلمت فطرته - 00:03:37ضَ
وان كان مع ذلك تقوم عليه الادلة الكثيرة وقد يحتاج الى الادلة عليه كثير من الناس عند تغير الفطر واحوال تعرضوا لها والمقصود هنا ان ثبوت الكمال له ونفي النقائص عنه مما يعلم بالعقل وزعمت طائفة من اهل الكلام كابي - 00:03:59ضَ
معالي والرازي والآمد وغيرهم ان ذلك لا يعلم الا بالسمع الذي هو الاجماع. وان نفي الافات والنقائص عنه لم يعلم لا بالاجماع وجعلوا الطريق الذي نفعوا عنه ما نفعوه انما هو انما هو نفي مسمى الجسم - 00:04:21ضَ
ونحو ذلك وخالفوا ما عليه شيوخ متكلمة الصفاتية كالاشعري والقاضي وابي بكر وابي اسحاق ومن قبلهم من السلف والائمة في لاثبات السمع والبصر والكلام له بالادلة العقلية وتنزيهه عن النقائص بالادلة العقلية. ولهذا صار هؤلاء يعتمدون في اثبات - 00:04:39ضَ
هذه الصفات على مجرد السمع ويقولون اذا كنا نثبت هذه الصفات بناء على نفي الافات ونفي الافات انما يكون بالاجماع الذي هو دليل سمعي. والاجماع انما يثبت بادلة سمعية من الكتاب والسنة - 00:04:59ضَ
الى ان قال رحمه الله والمقصود هنا ان نبين ان ثبوت الكمال لله معلوم بالعقل. وان نقيض ذلك منتف عنه. فان ان الاعتماد في الاثبات والنفي على هذه الطريق مستقيم في العقل والشرع دون دون تلك - 00:05:16ضَ
اه مستقيم في العقل والشرع دون تلك خلاف ما قاله المتكلمون الى ان قال الشيخ رحمه الله فاذا كان الكمال للممكن الموجود ممكنا فامكانه لواجب الوجود اولى لانه اذا امكن الكمال - 00:05:35ضَ
قالوا للمفضول فان كانوا للفاضل اولى. لان ما كان ممكنا لمن هو موجود ناقص فلا ان يمكن لما هو في وجوده لما هو في وجوده اكمل منه بطريق الاولى. لان ذلك الكمال انما استفاده المخلوق من - 00:05:51ضَ
يخالف والذي جعل غيره كاملا هو احق بالكمال منه. فالذي جعل غيره قادرا اولى بالقدرة. والذي علم غيره اولى بالعلم والذي يحيا غيره اولى بالحياة الى ان قال رحمه الله قد بين الله سبحانه انه احق بالكمال من غيره وان غيره لا يساويه - 00:06:09ضَ
في الكمال في مثل قوله تعالى افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون. قد بين ان الخلق صفة كمال وان الذي يخلق افضل من الذي لا يخلق. وان من وان من عدل - 00:06:29ضَ
وان من عدل هذا بهذا فقد ظلم. قال تعالى ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء. ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. فبين ان كونه مملوكا عاجزا صفة نقص - 00:06:46ضَ
وان القدرة والملك والاحسان صفة كمال. وانه ليس هذا مثل هذا وهذا لله وذاك لما يعبد من دونه قال تعالى وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء فهو كل على مولاه واينما يوجهه لا يأتي بخير هل - 00:07:06ضَ
يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. وهذا مثل اخر. فالاول مثل العاجز عن الكلام وعن الفعل اخر مثل المتكلم الآمر بالعدل الذي هو على صراط مستقيم فهو عادل في امره مستقيم في فعله - 00:07:26ضَ
تبين ان التفضيل بالكلام المتظمن للعدل والعمل المستقيم فان مجرد الكلام والعمل قد يكون محمودا وقد يكون مذموما المحمود هو الذي يستحق صاحبه الحمد فلا يستوي هذا والعاجز عن الكلام والفعل - 00:07:45ضَ
وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:08:03ضَ