أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|184 من 287|ضابط ما يثبت لله من صفات الكمال-الجزء الثاني|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعاني الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والثمانون بعد المئة - 00:00:00ضَ
فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد تقول الشيخ رحمه الله في سياق اثبات صفات الكمال لله تعالى وان كل كمال ثبت للمخلوق وهو لا يستلزم نقصا فالخالق اولى به - 00:00:22ضَ
قال وقال تعالى ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم كذلك نفصل الايات لقوم يعقلون يقول تعالى - 00:00:42ضَ
اذا كنتم لا ترضون بان المملوك يشارك مالكه لما في ذلك من النقص والظلم فكيف ترضون ذلك لي وانا احق بالكمال والغنى منكم وهذا يبين انه تعالى احق بكل كمال من كل احد - 00:01:02ضَ
وهذا كقوله تعالى واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب؟ الا ساء ما يحكمون - 00:01:20ضَ
للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون - 00:01:37ضَ
ويجعلون لله ما يكرهون وتصف السنتهم الكذبة ان لهم الحسنى لا جرم ان لهم النار وانهم مفرطون حيث كانوا يقولون الملائكة بنات الله وهم يكرهون ان يكون لاحدهم بنت فيعدون هذا نقصا وعيبا - 00:02:00ضَ
والرب تعالى احق بتنزيهه عن كل عيب ونقص منكم فان له المثل الاعلى فكل كمال ثبت للمخلوق الخالق احق بثبوته منه اذا كان مجردا عن النقص وكل ما ينزه عنه المخلوق من نقص وعيب فالخالق اولى بتنزيهه عنه - 00:02:21ضَ
قال تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فهذا يبين ان العالم اكمل ممن لا يعلم قال تعالى وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور - 00:02:44ضَ
تبين ان البصر فبين ان البصير اكمل والنور اكمل والظل اكمل. وحينئذ فالمتصف به اولى. ولله المثل الاعلى. قال تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار - 00:02:59ضَ
الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين فدل ذلك على ان عدم التكلم والهداية نقص وان الذي يتكلم ويهدي اكمل ممن لا يتكلم ولا يهدي والرب احق بالكمال - 00:03:17ضَ
قال تعالى قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق قل الله يهدي للحق افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهد الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون - 00:03:36ضَ
بين سبحانه بما هو مستقر في الفطر ان الذي يهدي الى الحق احق بالاتباع ممن لا يهتدي الا ان يهديه غيره فلزم ان يكون الهادي بنفسه هو فلزم ان يكون الهادي بنفسه هو الكامل دون الذي لا لا يهتدي الا بغير - 00:03:50ضَ
واذا كان لا بد من وجود الهادي لغير المهتدي بنفسه فهو الاكمل. قال تعالى في الاية الاخرى افلا يرون ان لا يرجعوا اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا - 00:04:12ضَ
فدل على ان الذي يرجع اليهم القول ويملك الظر والنفع اكمل منه قال ابراهيم لابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا فدل على ان السميع البصير الغني اكمل. وان المعبود يجب ان يكون كذلك - 00:04:26ضَ
ومثل هذا في القرآن متعدد من وصف الاصنام بسلب صفات الكمال كعدم التكلم والفعل وعدم الحياة ونحو ذلك مما يبين ان المتصف بذلك متن متنقص معيب كسائر الجمادات وان هذه الصفات لا تسلب الا عن ناقص وعيب - 00:04:47ضَ
واما رب الخلق الذي هو اكمل من كل موجود فهو احق الموجودات بصفات الكمال وانه لا يستوي المتصف بصفات الكمال والذي لا يتصف بها وهو يذكر ان الجمادات في ان الجمادات في العادة لا تقبل الاتصاف بهذه الصفات - 00:05:08ضَ
فمن جعل الواجب الوجود لا يقبل الانتصاف فقد جعله من جنس الاصنام الجامدة التي عابها الله تعالى وعاب عابديها ولهذا كانت القرامطة الباطنية من اعظم الناس شركا وعبادة لغير الله. اذ كانوا لا يعتقدون في الههم انه يسمع او يبصر او - 00:05:27ضَ
يغني عنهم شيئا والله سبحانه لم يذكر هذه النصوص لمجرد تقرير صفات الكمال له. من ذكرها لبيان انه المستحق للعبادة دون ما سواه فافاد الاصلين اللذين بهما يتم التوحيد وهما اثبات صفات الكمال ردا على اهل التعطيل - 00:05:47ضَ
وبيان انه المستحق للعبادة لا اله الا هو ردا على المشركين والشرك في العالم اكثر من التعطيل. ولا يلزم من اثبات التوحيد المنافي للاشراك ابطال قول اهل التعطيل. ولا يلزم بمجرد - 00:06:08ضَ
اثبات المبطل في قول المعطلة الرد على المشركين الا ببيان اخر. والقرآن يذكر فيه الرد على المعطلة تارة كالرد على فرعون وامثاله. ويذكر فيه الرد على المشركين. وهذا اكثر. لان القرآن - 00:06:24ضَ
فشفاء لما في الصدور ومرض الاشراك اكثر في الناس من مرض التعطيل وايضا فان الله سبحانه اخبر ان له ان له الحمد وانه حميد مجيد وان له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم - 00:06:42ضَ
ونحو ذلك من انواع المحامد والحمد نوعان. حمد على احسانه الى عباده وهو من الشكر. وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله وهذا الحمد لا يكون الا على ما هو في نفسه مستحق للحمد. وانما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال - 00:07:00ضَ
وهي امور وجودية فان الامور العدمية لا حمد فيها ولا خير ولا كمال. ومعلوم ان كل ما يحمد فانما يحمد على ما له من صفات الكمال فكل ما يحمد به الخلق فهو من الخالق - 00:07:20ضَ
والذي منهما يحمد عليه هو احق بالحمد فثبت انه والذي منه ما يحمد عليه هو احق بالحمد فثبت انه المستحق المستحق للمحامد الكاملة وهو احق من كل محمود بالحمد والكمال من كل كامل وهو المطلوب - 00:07:36ضَ
وبهذا تنتهي هذه الحلقة فان الحلقة القادمة باذن الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين - 00:07:57ضَ