أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|194 من 287|إثبات الصفات ونفي المماثلة|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والتسعون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده الصلاة على والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد يقول الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في بيان مذهب من اهل السنة ومذهب المخالفين لهم في اسماء الله وصفاته. يقول في ذلك - 00:00:22ضَ
وقد اتفق جميع اهل الاثبات على ان الله حي حقيقة عليم الحقيقة قدير حقيقة سميع حقيقة مصير الحقيقة مريد الحقيقة متكلم الحقيقة حقيقة كما قالوا عيسى في سائر كما قالوا مع سائر المسلمين ان الله عليم حقيقة قدير حقيقة - 00:00:40ضَ
فذهب طائفة منهم في العباس الناشي الى ان هذه الاسماء حقيقة لله مجاز للخلق واما جمهور المعتزلة مع المتكلمة صفاتية من الاشعرية الكلابية والكرامية والسالمية واتباع الائمة الاربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية - 00:01:01ضَ
واهل الحديث والصوفية فانهم يقولون ان هذه الاسماء حقيقة للخالق سبحانه وتعالى. وان كانت تطلق على خلقه حقيقة ايوا ويقولون ان لله علما حقيقة وقدرة حقيقة وسمعا حقيقة وبصرا حقيقة - 00:01:22ضَ
وانما ينكر ان تكون هذه الاسماء حقيقة ان نفات من القرامطة الاسماعيلية الباطنية ونحوها من المتفلسفة الذين ينفون عن الله الاسماء الحسنى الذين ينفون عن الله الاسماء الحسنى ويقولون ليس بحي ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ولا موجود ولا معدوم - 00:01:40ضَ
وهؤلاء الذين يسميهم المسلمون الملاحدة لانهم الحدوا في اسماء الله واياته. قد قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وقال تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا - 00:02:02ضَ
وهؤلاء فر من المشركين الذين اخبر الله عنهم بقوله واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمان؟ فنفسوا بما تأمرنا وزادهم قال الله تعالى وكذلك ما ارسلنا في امتي وقال الله تعالى كذلك - 00:02:23ضَ
كذلك ارسلناك في امة قد حلت من قبلها امم لتتلو عليهم الذي اوحينا اليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه نتاب فان اولئك المشركين انما انكروا اسم الرحمن فقط. وهم لا ينكرون اسماء الله وصفاته. ولهذا ولهذا كانوا اي القرامطة - 00:02:42ضَ
عند المسلمين اكثر من اليهود والنصارى. ولو كانت اسماء الله وصفاته مجازا يصح نفيها عند الاطلاق لكان يجوز ان الله ليس بحي ولا عليم ولا قدير ولا سميع ولا بصير. ولا يحبهم ولا يحبونه - 00:03:05ضَ
ولا استوى على العرش ونحو ذلك ومعلوم بالاضطرار من دين الاسلام انه لا يجوز اطلاق النفي على ما اثبته الله تعالى من الاسماء الحسنى والصفات بل هذا جحد للخالق وتمثيل له بالمعلومات - 00:03:22ضَ
قد قال ابو عمر ابن عبدالبر اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والايمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة - 00:03:36ضَ
وما واما اهل البدع من الجهلية والمعتزلة والخوارج فينكرونها ولا يحملونها على الحقيقة. ويزعمون ان من اقر بها فهو مشبه. وهم عند من اقر بها نافون للمعبود لا مثبتون والحق فيما قاله القائلون بما نطق به الكتاب والسنة وهم ائمة الجماعة - 00:03:54ضَ
انتهى ما نقله الشيخ عن ابن عبدالبر. ثم قال الشيخ معلقا عليه وهذا الذي حكاه ابن عبدالبر عن المعتزلة ونحوهم هو في بعض ما ينفونه من الصفات. واما فيما يثبتونه من الاسماء والصفات كالحي والعليم والقدير والمتكلم فهم يقولون - 00:04:16ضَ
ان ذلك حقيقة. ومن انكر ان يكون شيء من هذه الاسماء والصفات حقيقة انما انكره لجهله مسمى الحقيقة او لكفره وتعطيله لما يستحقه رب العالمين. وذلك انه كان يظن ان اطلاق ذلك يقتضي ان يكون المخلوق مماهلا للخالق - 00:04:36ضَ
فيقال له هذا باطل فان الله موجود حقيقة والعبد موجود حقيقة وليس هذا مثل هذا. والله تعالى له ذات الحقيقة والعبد له ذات شقيق وليس وليس ذاته كذات المخلوقات وكذلك له سمع وعلم وبصر حقيقة. وللعبد سمع والعبد علم وسمع وبصر حقيقة. وليس علمه - 00:04:55ضَ
وبصره مثل علمه مثل علمي مثل علم الله وسمعه وبصره ولله كلام حقيقة وللعبد كلام الحقيقة وليس كلام الخالق مثل كلام المخلوقين والله تعالى استوى على عرشه حقيقة وللعبد استواء على الفلك حقيقة وليس استواء الخالق كاستواء المخلوقين - 00:05:21ضَ
فان الله لا يفتقر الى شيء ولا يحتاج الى شيء بل هو الغني عن كل شيء. والله تعالى يحمل العرش وحملته ويضيق ويمسك السماوات والارض ان تزول فمن ظن ان قول الائمة ان الله مستو على عرشه حقيقة يقتضي ان يكون استوائه مثل استواء العبد على الفلك والانعام لزمه ان يكون - 00:05:46ضَ
فقولهم ان الله ان الله له علم حقيقة وسمع حقيقة وبصر حقيقة وكلام حقيقة يقتضي ان يكون علمه وسمعه وبصره وكلامه مثل علم مخلوقين وسمعهم وبصرهم وكلامهم الى ان قال رحمه الله فمن ظن ان اسماء الله تعالى وصفاته اما ان اسماء - 00:06:10ضَ
الله تعالى وصفاته اذا كانت حقيقة لزم ان يكون مماثل للمخلوقين. وان صفاته مماثلة كل صفاته كان من اجهل الناس وكان اول كلامه كفقه واخره زندقة لانه يقتضي نفي جميع اسماء الله وصفاته وهذا هو غاية الزندقة والالحاد - 00:06:31ضَ
من فرق بين صفة وسيطة مع تساويهما في اسباب الحقيقة والمجاز كان متناقضا في قوله متهافتا في مذهبه مشابها لمن امن ببعض الكتاب وكفر ببعض. واذا تأمل اللبيب الفاضل هذه الامور تبين له ان مذهب السلف والائمة في - 00:06:52ضَ
غاية الاستقامة والسداد والصحة والاضطراب. وانه مقتضى المعقول الصريح والمنقول الصحيح. وان من خالفه كان مع تناقض قوله الذي يضحك عنه ما نهك خارجا عن موجب العقل والسمع مخالفا للفطرة والسمع. انتهى كلام الشيخ رحمه الله - 00:07:13ضَ
هذه الحلقة وبه يظهر بطلان قول الذين لا يزالون يقولون ان مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم. وذلك انهم يظنون ان مذهب السلفي هو التفويض للصفات والجهل بمعناها وان الخلف حلموا المقصود منها وانه خلاف الظاهر - 00:07:33ضَ
فصاروا يؤولونها بغرائب المجازات ثم ان قولهم ان مذهب السلف اسلم قول متناقض لانه لا لا تحصل السلام وانما العلم دل على ان السلف يعلمون معنى الصفات ويحييتونه وان الخلف جهلوا المعنى الصحيح للصفات - 00:07:53ضَ
فصاروا يتخبطون في تأويلها ثم كيف يكون الخلف المتأخرون؟ اعلم من السلف المتقدمين بما فيهم الصحابة والتابعون والقرون المفضلة التي اثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذم ما بعدها هل هذا الا عين الجهل بمكانة السلف - 00:08:12ضَ
بمقدار علمهم ولهؤلاء الضلال اشباه من باب مثقفي عصرنا الذين يجهلون قدر الذين يجهلون قدر العلماء ويجهلونهم يقولون انهم لا يعرفون الا احكام الحيض والنفاس. قصدهم من ذلك التنفير من علماء المسلمين - 00:08:32ضَ
والحصل بينه وبين شباب الامة حتى يتسنى لهم تضليلهم وتطويعهم لاغراضهم ومبادئهم. اسأل الله ان يهدي ضلال المسلمين ويقنع الاعداء والحاسدين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:08:50ضَ
بهذه انتهت هذه الحلقة - 00:09:10ضَ