أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|195 من 287|حقيقة المعطلة للصفات|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والتسعون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله الرد على الذين ينجون الصفات عن الله عز وجل بحجة ان اثباتها يلزم منه التشبيه - 00:00:22ضَ

لان هذه الصفات موجودة في المخلوقين فيقول رحمه الله ان الاشتراك في الاسم العام المطلق لا يلزم منه التشابه بين المشتركين ولو اتفق المعنى العام يقول وذلك ان هذه الاسماء العامة - 00:00:37ضَ

اما ان تستعمل عامة مطلقة كما اذا قيل الموجود ينقسم الى واجب وممكن وقديم ومحدث وخالق ومخلوق والعلم المهم ينقسم الى قديم ومحدث واما ان تستعمل خاصة معينة. كما اذا قيل وجود زيد وعمرو - 00:00:55ضَ

وعلم زيد وعمرو وذات زيد وعمرو. فاذا استعملت خاصة معينة دلت على ما يختص به المسمى لم تدل على ما يشركه فيه غيره في الخارج فانما يختص به المسمى لا شريك فيه بينه وبين غيره - 00:01:13ضَ

فاذا قيل علم زيد ونزول زيد واستواء زيد ونحو ذلك ونحو ذلك لم يدل على ما يشركه فيه غيره لكن لما علمنا ان زيدا ان زيدا نظير عمرو وعلمنا ان علمه نظير علمه - 00:01:33ضَ

ونزوله نظير نزوله واستواءه نظير استواءه فهذا علمناه من جهة القياس والمعقول والاعتبار لا من جهة دلالة اللفظ فاذا كان هذا في صفات المخلوقين فذلك في الخالق اولى فاذا قيل علم الله وكلام الله - 00:01:52ضَ

ونزوله واستواه ووجوده وحياته ونحو ذلك لم لم يدل ذلك على ما يشركه فيه احد من المخلوقين بطريق الاولى ولم يدل ذلك على مماثلة الغير له في ذلك كما دل في زيد وعمرو بان هناك - 00:02:11ضَ

بان هناك علمنا التماثل من جهة الاعتبار والقياس لكون زيد مثل عمرو وهنا نعلم ان الله لا مثل له ولا كفؤ له ولا ند له فلا يجوز ان نفهم من ذلك ان علمه مثل ما ان علمه مثل علم غيره - 00:02:31ضَ

ولا كلامه مثل كلام غيره ولا استواءه مثل استواء غيره. ولا نزوله مثل مثل نزول غيره ولا حياته مثل حياة غيره. ولهذا كان مذهب السلف والائمة اثبات الصفات ونفي مماثلتها - 00:02:49ضَ

ونفي مماثلتها لصفات المخلوقات الله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه. منزه عن صفات النقص مطلقا. ومنزه عن عن ان يماثله غيره في صفاته كماله فهذان المعنيان جمعا التنزيه - 00:03:06ضَ

قد دل عليهما قوله تعالى قل هو الله احد الله الصمد. الاسم الصمد يتضمن صفات الكمال والاسم الاحد يتضمن نفي المثل فالقول في صفاته كالقول في ذاته والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته - 00:03:26ضَ

لكن يفهم من ذلك ان نسبة هذه الصفة الى موصوفها كنسبة هذه الصفة الى موصوفها فعلم الله كلامه ونزوله واستواءه هو كما يناسب ذاته ويليق بها كما ان صفة العبد هي كما تناسب ذاته وتليق بها - 00:03:44ضَ

ونسبة صفاته الى ذاته كنسبة صفات العبد الى ذاته ولهذا قال بعضهم اذا قال لك السائل كيف ينزل؟ او كيف استوى؟ او كيف يعلم؟ او كيف يتكلم ويكتب ويقدر ويخلق؟ فقل - 00:04:04ضَ

له كيف هو في نفسه فاذا قال انا لا اعلم كيفية ذاته فقل له وانا لا اعلم كيفية صفاته فان العلم بكيفية الصفة يتبع العلم بكيفية قصور فهذا اذا فهذا اذا استعملت هذه الاسماء والصفات على وجه التخصيص والتقييد - 00:04:21ضَ

وهذا هو الوارد في الكتاب والسنة واما اذا قيلت مطلقة وعامة فالمعاني لا تكون مطلقة وعامة الا في الاذهان لا في الاعيان فلا يكون موجود موجودا عاما مطلقا او عاما الا في الذهن - 00:04:43ضَ

الى ان قال رحمه الله وتمام الكلام في هذا الباب انك تعلم انا لا نعلم ما غاب عنا الا بمعرفة ما شهدناه فنحن نعرف اشياء بحسنا الظاهر او الباطن وتلك معرفة - 00:05:00ضَ

معا وتلك معرفة معينة مخصصة ثم انا بعقولنا نعتبر الغائب بالشاهد فيبقى في اذهاننا قضايا عامة كلية فاذا خاطبنا بوصف بوصف ما غاب عنا لم نفهم ما قيل لنا الا بمعرفة المشهود لنا - 00:05:17ضَ

فلولا اننا نشهد من انفسنا جوعا وعطشا وشبعا وليا وحبا وبغضا ولذة وعلما ورضا وسخطا لم نعرف حقيقة ما نخاطب به اذا وصف لنا ذلك واخبرنا به عن غيرنا كذلك لو لم نرى في الشاهد حياة وقدرة وعلما وكلاما لم نفهم ما نخاطب به اذا وصف الغائب عنا بذلك - 00:05:38ضَ

وكذلك لو لم نشهد موجودا لم نعرف وجود الغائب عنا فلا بد فيما شهدناه وما غاب عنا من قدر مشترك هو مسمى اللفظ المتواطئ فبهذه الموافقة والمشاركة والمشابهة والمواطاة نفهم الغائب ونثبته - 00:06:05ضَ

وهذا خاصة العقل. ولولا ذلك لما ولولا ذلك لم نعلم الا ما نحسه ولم نعلم امورا عامة ولا امورا غائبة عن احساسنا. الظاهرة والباطنة. ولهذا من لم ولهذا من لم يحسن - 00:06:26ضَ

الشيء ولا نظيره لم يعرف حقيقته ثم ان الله تعالى اخبرنا بما وعدنا به في الدار الاخرة من النعيم والعذاب واخبرنا بما يوكل ويشرب وينكح ويفرش وغير ذلك فلولا معرفتنا بما يشبه ذلك في الدنيا - 00:06:44ضَ

لم نفهم ما وعدنا به ونحن نعلم مع ذلك ان تلك الحقائق ليست مثل هذه. حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء - 00:07:01ضَ

وهذا تفسير قوله تعالى واتوا به متشابها على احد الاقوال فبين هذه الموجودات في الدنيا وتلك الموجودات في الاخرة مشابهة وموافقة واشتراك من بعض الوجوه وبه فهمنا المراد وبه فهمنا المراد واحببناه ورغبنا فيه. او ابغضناه ونفرنا عنه - 00:07:14ضَ

وبينهما مباينة ومفاضلة لا يقدر قدرها او لا يقدر قدرها في الدنيا وهذا من التأويل الذي لا نعلمه نحن بل يعلمه الله تعالى. ولهذا كون ولهذا كان قول من قال ان المتشابه لا يعلم تأويله الا الله حقا. وقول من قال - 00:07:38ضَ

الا ان الراسخين في العلم يعلمون تأويله حقا. وكلا القولين مأثور عن السلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان فالذين قالوا انهم يعلمون تأويله مرادهم بذلك انهم يعلمون تفسيره ويعلمون معناه - 00:07:58ضَ

والا فهل يحل لمسلم ان يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعرف معنى ما كان يعرف معنى ما يقوله ويبلغه من الاية والاحاديث بل كان يتكلم بالفاظ لها معان لا يعرف معانيها - 00:08:17ضَ

ومن قال انهم لا يعرفون تأويله ارادوا به الكيفية الثابتة التي اختص الله تعالى بعلمها ولهذا كان السلف كربيعة ومالك بن انس وغيرهما يقولون الاستواء معلوم والكيف مجهول وهذا قول سائر السلف كابن الماجشون والامام احمد بن حنبل وغيرهم وفي ذلك من الصفات - 00:08:33ضَ

ووغيرهم وفي وفي غير ذلك من الصفات. فمعنى الاستواء معلوم وهو التأويل والتفسير الذي يعلمه الراسخون والكيفية هي التأويل المجهول لبني ادم وغيرهم الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى - 00:08:58ضَ

وكذلك ما وعد به في الجنة تعلم العباد تفسير ما اخبر الله به. واما كيفيته فقد قال الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفيت ما اخفي لهم من قرة جزاء بما كانوا يعملون - 00:09:15ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اما اخبرنا الله تعالى من صفات المخلوقين نعلم تفسيره ومعناه ونفهم الكلام الذي خوطبنا به - 00:09:32ضَ

ونعلم معنى العسل واللحم واللبن والحرير والذهب والفضة ونفرق بين مسميات هذه الاسماء واما حقائقها على ما هي عليه فلا يمكن ان نعلم نحن ولا نعلم متى تكون الساعة تفصيل ما اعده الله عز وجل لعباده - 00:09:52ضَ

لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل بل هذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى فاذا كان هذا في هذين المخلوقين فالامر بين الخالد والمخلوق اعظم. فان مباينة الله لخلقه - 00:10:11ضَ

وعظمته وكبريائه فان مباينة الله لخلقه وعظمته وكبريائه وفضله اعظم واكبر مما بين مخلوق ومخلوق وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:10:27ضَ