أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|200 من 287|الأكل من الحلال|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس مئتان الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد. يقول الشيخ رحمه الله - 00:00:00ضَ

اذا فعل المؤمن ما ابيح له قاصدا للعدول عن الحرام الى الحلال لحاجته اليه فانه يثاب على ذلك. كما قال النبي وصلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم له صدقة قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال - 00:00:28ضَ

رأيتم لو وضعها في حرام كان عليه وزر فكذلك اذا وضعها في حلال كان له اجر وهذا كقوله في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يكره ان تؤتى معصية - 00:00:48ضَ

رواه احمد وابن خزيمة في صحيحه وغيرهما فاخبر ان الله يحب اتيان رخصه كما يكره فعل معصيته. وبعض الفقهاء يرويه كما يحب ان تؤتى عزائمه وليس هذا لفظ الحديث وذلك لان الرخص انما اباحها الله لحاجة العباد اليها - 00:01:05ضَ

والمؤمنون يستعينون بها على عبادته فهو يحب الاخذ بها. لان الكريم يحب قبول احسانه وفضله. كما قال في حديث القصر صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته. ولانه بها تتم عبادته وطاعته - 00:01:27ضَ

وما لا يحتاج الى وما لا يحتاج اليه الانسان من قول وعمل بل يفعله عبثا فهذا عليه لا له كما في الحديث حديث كل كلام ابن ادم عليه لا له الا امرا بمعروف او نهيا عن منكر او ذكرا لله. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله - 00:01:47ضَ

عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فامر المؤمن باحد امرين اما فقول الخير او السمات. ولهذا كان قول الخير خيرا من السكوت عنه. والسكوت عن الشر خير من قوله. ولهذا قال الله - 00:02:07ضَ

تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. الى ان قال رحمه الله وايضا فهو مأمور اما بقول الخير واما بالصمات فاذا عدل عما امر به من الصمات الى فضول القول الذي ليس بخير كان هذا عليه. فانه - 00:02:27ضَ

ويكون مكروها والمكروه ينقصه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه فاذا خاض فيما لا يعنيه نقص من حسن اسلامه فكان هذا عليه اذ ليس من شرط ما هو عليه ان يكون مستحقا لعذاب جهنم - 00:02:47ضَ

وغضب الله بل ينقص قدره ودرجته. ولهذا قال تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. فما يعمل احد الا عليه او فان كان مما امر به كان له والا كان عليه. ولو انه ينقص قدره - 00:03:08ضَ

والنفس طبعها الحركة ولا تسكن. لكن قد عفا الله عما حدث به المؤمنون انفسهم ما لم يتكلموا به او يعملوا به فاذا عملوا به دخل في الامر والنهي فاذا كان الله قد كره الى المؤمنين جميع المعاصي - 00:03:27ضَ

وهو قد حبب اليهم الايمان الذي يقتضي جميع الطاعات اذا لم يعارضه ضد باتفاق الناس. فاذا كان قد كره الى المؤمنين المعارض كان المقتضي للطاعة سالما من هذا المعارض. وايضا فاذا فاذا كرهوا جميع السيئات لم يبقى الا - 00:03:45ضَ

او مباحات والمباحات لم تباح الا لاهل الايمان. الذين يستعينون بها على الطاعات. فالله لم يبيح قط لاحد شيئا ان يستعين به على كفر ولا فسوق ولا عصيان. ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم عاصر الخمر ومعتصرها - 00:04:05ضَ

ما لعن شاربها والعاصر يعصر عنبا يمكن ان ينتفع به في المباح. لكن لما علم ان قصد العاصر ان يجعلها لم يكن له ان يعينه بما بما جنسه مباح على معصية الله. بل لعنه صلى الله عليه وسلم على ذلك لان - 00:04:25ضَ

ان الله لم يبح اعانة العاصي على معصيته. ولا اباح له ما يستعين به في المعصية. فلا تكونوا مباحات لهم الا اذا استعانوا بها الطاعات فيلزم من انتفاء السيئات انهم لا يفعلون الا الحسنات. ولهذا كان من ترك المعاصي كلها فلا بد ان - 00:04:45ضَ

بطاعة الله وفي الحديث الصحيح كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها او موبقها. فالمؤمن لابد له ان يحب الحسنات ولابد ان يبغض السيئات ولابد ان يسره فعل الحسنة ويسوءه فعل السيئة ومتى قدر ان - 00:05:05ضَ

انه في بعض الامور ليس كذلك كان ناقص الايمان. والمؤمن قد تصدر منه السيئة فيتوب منها او يأتي بحسنات تمحوها او يبتلى ببلاء يكفرها عنه ولكن لابد ان يكون كارها لها فان الله اخبر انه حبب الى المؤمنين الايمان - 00:05:25ضَ

اليهم الكفر والفسوق والعصيان. فمن لم يكره الثلاثة لم يكن منهم. ولكن محمد بن نصر يقول الفاسق يكرهها تدينا فيقال ان اريد بذلك انه يعتقد ان دينه حرمها وهو يحب دينه وهذه من جملته فهو يكرهها وان كان - 00:05:45ضَ

ويحب دينه مجملا وليس في قلبه كراهة لها كان قد عدم من الايمان بقدر ذلك. كما في الحديث الصحيح مر امنكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وفي الحديث الاخر الذي - 00:06:06ضَ

في الصحيح ايضا صحيح مسلم فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان مثقال حبة من خردل فعلم ان القلب اذا لم يكن فيه كراهة ما يكرهه الله لم يكن فيه من الايمان الذي يستحق من الايمان الذي يستحق به الثواب - 00:06:26ضَ

وقوله من الايمان اي من هذا الايمان وهو الايمان المطلق اي ليس وراء هذه الثلاث ما هو من الايمان. ولا ولا قدر خردل والمعنى هذا اخر هذا اخر حدود الايمان - 00:06:51ضَ

فما بقي بعد هذا من الايمان شيء. ليس مراده انه من لم يفعل ذلك لم يبقى معه من الايمان شيء. اللفظ الحديث انما يدل على المعنى الاول وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة الى الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى - 00:07:08ضَ

اله وصحبه - 00:07:28ضَ