Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. يتكلم الشيخ رحمه الله في بيان متى يجوز التقليد؟ ومتى لا يجوز؟ فيقول ولهذا اتفق العلماء على انه اذا عرف الحق لا يجوز له تقليد احد في خلافه - 00:00:21ضَ

وانما تنازع في جواز التقليد للقادر على الاستدلال. وان كان عاجزا عن اظهار الحق الذي يعلمه فهذا يكون كما من عرف ان دين الاسلام حق وهو بين النصارى. فاذا فعل ما يقدر عليه من الحق لا يؤاخذ بما عجز بما عجز عنه - 00:00:41ضَ

اولئك النجاشي وغيره. قد انزل الله في هؤلاء ايات من كتابه كقوله وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم وقوله ومن قوم موسى امتي يهدون بالحق وبه يعدلون. وقوله واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض - 00:01:01ضَ

من الدمع مما عرفوا من الحق. واما ان كان المتبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الحق على التفصيل. وقد فعل ما يقدر عليه مثله من الاجتهاد في التقليد فهذا لا يؤاخذ ان اخطأ كما في القبلة. واما ان قلد شخصا دون نظير - 00:01:25ضَ

بمجرد هواه ونصره بيده ولسانه من غير علم ان معه الحق فهذا من اهل الجاهلية ان كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا وان كان متبوعه مخطئا كان اثما كما قال في في كمن قال - 00:01:45ضَ

قال في القرآن برأيه فان اصاب فقد اخطأ وان اخطأ فليتبوأ مقعده من النار. وهؤلاء من جنس مانع الزكاة الذي تقدم فيه الوعيد يعني قوله والذين يكنزون الذهب والفضة ومن جنس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميس - 00:02:05ضَ

طيب فان ذلك لما احب المال حبا منعه من عبادة الله وطاعته صار عبدا له. وكذلك هؤلاء فيكون فيه شرك نهار الصغر ولهم من الوعيد بحسب ذلك. وفي الحديث ان يسير الرياء شرك. ثم رجع الشيخ الى اصل الموضوع الذي يتكلم - 00:02:25ضَ

وهو المقصود بالظلم. فقال والمقصود هنا ان الظلم المطلق يتناول الكفر. ولا يختص بالكفر بل يتناول فدونه ايضا وكل بحسبه كلفظ الذنب والخطيئة والمعصية فان هذا يتناول الكفر والفسوق والعصيان كما في - 00:02:45ضَ

الصحيحين عن عبدالله بن مسعود قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت ثم اي ان قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك. قلت ثم اي؟ قال ان تزاني بحليلة جارك - 00:03:05ضَ

فانزل الله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل - 00:03:24ضَ

صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وكان الله غفورا رحيما. ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابة. فهذا الوعيد بتمامه على الثلاثة ولكل عمل قسط قسطه منه. فلو اشرك ولم - 00:03:44ضَ

يقتل ولم يزني كان عذابه دون ذلك. ولو زنا وقتل ولم يشرك كان له من هذا العذاب نصيب. كما في قوله تعالى ومن اقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. ولم يذكر - 00:04:04ضَ

وابدا وقد قيل ان لفظ التأبيد لم يجيء الا مع الكفر. وقال الله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليت اذا اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا. فلا - 00:04:24ضَ

فلا ريب ان هذا يتناول الكافر الذي لم يؤمن بالرسول. وسبب نزول الاية كان في ذلك. فان الظلم المطلق يتناول ويتناول ما دونه بحسبه. فمن خال فمن خال مخلوقا في خلاف امر الله ورسوله. كان له من هذا الوعيد - 00:04:47ضَ

طيب كما في قوله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. قال تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب قال الفضيل ابن عياض حدثنا حدثنا الليث عن مجاهد هي المودات التي كانت بينهم لغير الله. فان المخالة - 00:05:07ضَ

اب وتواد ولهذا قال المرء على دين خليله فان المتحابين يحب احدهما ما يحب الاخر بحسب الحب فاذا اتبع احدهما صاحبه على محبته ما يبغضه الله ورسوله نقص من دينهما بحسب ذلك الى ان ينتهي الى - 00:05:32ضَ

الشرك الاكبر قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله والذين قدموا محبة المال الذي كنزوه والمخلوق الذي اتبعوه على محبة الله ورسوله كان فيهم من الظلم - 00:05:52ضَ

بحسب ذلك فلهذا الزمهم محبوبهم كما في الحديث يقول الله اليس عدلا مني ان ولي كل منكم ما كان يتولاه في الدنيا قد ثبت في الصحيح يقول ليذهب كل قوم الى ما كانوا يعبدون فمن كان يعبد - 00:06:12ضَ

الشمس الى الشمس ومن كان يعبد القمر القمر ومن كان يعبد الطواغيت الطواغيت ويمثل للنصارى المسيح ولليهود عزير فيتبع كل قوم ما كانوا يعبدون. وتبقى هذه الامة فيها منافقوها. فهؤلاء اهل الشرك الاكبر. واما عبيد المال الذي - 00:06:32ضَ

كنزوه عبيد الرجال الذين اطاعوهم في معاصي الله فاولئك يعذبون عذابا دون عذاب اولئك المشركين. اما في قاتل القيامة واما في جهنم. ومن احب شيئا دون الله عذب به. ومعنى كلام الشيخ رحمه الله هنا ان من اشتغل في - 00:06:52ضَ

وحاب نفسه عن طاعة الله عذبه الله بهذا الذي اشتغل به عن طاعة الله عقوبة له. كما قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله وتربصوا حتى يأتي الله بامره. والله لا - 00:07:12ضَ

القوم الفاسقين وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:32ضَ