أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|207 من 287|الحقيقة والمجاز-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. تكلم الشيخ رحمه الله عن الحقيقة والمجاز ومدى صحة وجود المجاز في اللغة بالمعنى الذي يذكره البلاغيون - 00:00:21ضَ
فيقول رحمه الله فان قيل ما ذكر من تنوع دلالة اللفظ بالاطلاق والتقييد في كلام الله ورسوله وكلام كل احد بين ظاهر لا يمكن دفعه لكن نقول دلالة لفظ الايمان على الاعمال مجاز - 00:00:39ضَ
فقوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة او بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وعدناها اماطة الاذى عن الطريق مجاز وقوله الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخره حقيقة - 00:00:58ضَ
وهذا عمدة المرجئة والجهمية والكرامية. وكل من لم يدخل الاعمال في اسم الايمان قال الشيخ رحمه الله ونحن نجيب بجوابين احدهما كلام عام في لفظ الحقيقة والمجاز والثاني ما يختص بهذا الموضوع. فبتقديري ان يكون احدهما مجازا - 00:01:20ضَ
ما هو الحقيقة من ذلك ما هو الحقيقة من ذلك من المجاز هل الحقيقة هو المطلق او المقيد او كلاهما حقيقة حتى يعرف ان لفظ الايمان اذا اطلق على ماذا يحمل - 00:01:42ضَ
فيقال اولا تقسيم الالفاظ الدالة على معانيها الى حقيقة ومجاز وتقسيم دلالتها او المعاني مدلول عليها تقسيم حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة لم يتكلم به احد من الصحابة ولا التابعين لهم باحسان ولا - 00:01:59ضَ
احد من الائمة المشهورين في العلم كمالك والثوري والاوزاعي وابي حنيفة والشافعي. بل ولا تكلم به ائمة اللغة والنحو كالخليل وابي عمرو بن العلا ونحوهم. واول من عرف انه تكلم بلفظ المجاز ابو عبيدة. معمر ابن المثنى في كتابه - 00:02:19ضَ
ولكن لم يعني بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة. وانما عنا بمجاز الاية ما يعبر به عن الاية. ولهذا قال من قال من الوصوليين كابي الحسين البصري وامثاله. انها تعرف الحقيقة من المجاز بطرق. منها نص اهل اللغة على ذلك بان يقولوا هذا حقيقة - 00:02:39ضَ
وهذا مجاز وقد تكلم يعني هؤلاء تكلموا بلا علم فانه فان من قال ظن ان اهل اللغة قالوا هذا ولم يقل ذلك احد من اهل اللغة ولا من سلف الامة وعلمائها وانما هذا اصطلاح حادث - 00:02:59ضَ
والغالب انه كان من جهة المعتزلة ونحوهم من المتكلمين فانه لم يوجد هذا في كلام احد من اهل الفقه والاصول والتفسير والحديث ونحوهم من السلف. وهذا الشافعي هو اول من جرد الكلام في اصول الفقه لم يقسم هذا التقسيم ولا تكلم بلفظ الحقيقة - 00:03:19ضَ
كذلك محمد بن الحسن له له في المسائل المبنية على العربية كلام معروف في الجامع الكبير وغيره ولم يتكلم بلفظ الحقيقة والمجاز. وكذلك سائر الائمة لم يوجد لفظ المجاز في كلام احد منهم. الا في كلام احمد - 00:03:39ضَ
ابن حنبل فانه قال في كتاب الرد على الجهمية في قوله انا ونحن ونحو ذلك في القرآن هذا من مجاز اللغة يقول الرجل انا سنعطيك انا سنفعل. فذكر ان هذا من مجاز اللغة. وبهذا احتج وبهذا احتج وبهذا - 00:03:59ضَ
فاحتج على مذهبه من اصحابه من قال ان في القرآن مجاز كالقاضي ابي يعلى وابن عقيل وابي الخطاب وغيرهم و اخرون من اصحابه منعوا واخرون من اصحابه منعوا ان يكون في القرآن مجاز كاب الحسن الخرزي وابي عبد الله - 00:04:19ضَ
ابن حامد وابي الفضل التميمي ابن ابي الحسن التميمي وكذلك منع ان يكون في القرآن مجاز محمد بن خويزمانداد وغيره من المالكية ومنع منه داوود بن علي وابنه ابو بكر ومنذر بن سعيد البلوطي وصنف فيه مصنفا وحكى بعض الناس عن احمد - 00:04:39ضَ
فيه روايتين واما سائر الائمة فلم يقل احد منهم ولا من قدماء اصحاب احمد ان في القرآن مجازا لا ما لك ولا الشافعي ولا ابو حنيفة فان تقسيم الالفاظ الى حقيقة ومجاز انما اشتهر في المئة الرابعة وظهرت - 00:05:02ضَ
في المئة الثالثة وما علمته موجودا في المئة الثانية. اللهم الا ان يكون في اواخرها والذين انكروا ان يكون احمد احمد وغيره نطقوا بهذا التقسيم قالوا ان معنى قول احمد من مجاز اللغة اي مما يجوز في اللغة - 00:05:21ضَ
ان يقول الواحد العظيم الذي له اعوان نحن فعلنا كذا ونفعل كذا ونحو ذلك. قالوا ولم يرد احمد بذلك ان اللفظ استعمل في غير ما وضع له قد انكر طائفة ان يكون في اللغة مجاز لا في القرآن ولا في غيره كابي اسحاق الاسفرائيني. وقال المنازعون له النزاع - 00:05:42ضَ
معه لفظي فانه اذا سلم ان في اللغة لفظا مستعملا في غير ما وضع له لا يدل على معناه الا بقرينة فهذا هو المجاز وان لم مجازا فيقول من ينصره ان الذين قسموا اللفظ - 00:06:05ضَ
الى حقيقة ومجاز قالوا الحقيقة هو اللفظ المستعمل في موضع له. والمجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له. كلفظ الاسد والحمار اذا اريد بهما البهيمة او اريد بهما الشجاع والبليد وهذا التقسيم والتحديد يستلزم ان يكون اللفظ قد وضع اولا لمعنى ثم بعد - 00:06:20ضَ
ذلك قد يستعمل في موضوعه وقد يستعمل في غير موضوعه. ولهذا كان المشهور عند اهل التقسيم ان كل مجاز فلا بد من فلابد له من حقيقة وليس لكل حقيقة مجاز - 00:06:43ضَ
فاعترض عليه فاعترض عليهم بعض متأخريهم. وقال اللفظ الموضوع قبل الاستعمال لا حقيقة ولا مجاز. فاذا استعمل في غير فهو مجاز لا حقيقة هذا كله انما يصح لو علم ان الالفاظ العربية وضعت اولا لمعان ثم بعد ذلك استعملت فيها - 00:06:59ضَ
فيكون لها وضع متقدم على الاستعمال وهذا انما صح على قول من يجعل اللغات اصطلاحية فيدعي ان قوما من اجتمعوا واصطلحوا على ان يسموا هذا بكذا وهذا بكذا. ويجعلوا هذا عاما في جميع اللغات وهذا القول لا نعرف احدا - 00:07:21ضَ
من المسلمين قاله قبل ابي هاشم ابن ابي الجبائي وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله عليكم ورحمة الله وبركاته. صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:07:41ضَ