Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس العاشر بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد واله وصحبه ومن والاه وبعد قال الشيخ رحمه الله في نفي ما يدعونه من المجاز في القرآن قال وحين اذ فكل لفظ - 00:00:22ضَ

موجود موجود في كتاب الله ورسوله فانه مقيد بما بما يبين معناه فليس في شيء من ذلك مجاز بل كله حقيقة. ولهذا لما ادعى كثير من المتأخرين ان في القرآن مجاز وذكر - 00:00:39ضَ

روما يشهد لهم رد عليهم المنازعون جميع ما ذكروه فمن اشهر ما ذكروه قوله تعالى جدارا يريد ان ينقض قالوا والجدار ليس بحيوان والارادة انما تكون للحيوان فاستعمالها في ميل الجدار مجاز - 00:00:56ضَ

فقيل لهم لفظ الارادة قد استعمل في الميل الذي يكون معه شعور وهو ميل الحي وفي الميل الذي لا شعور فيه وهو ميل الجماد وهو من مشهور اللغة يقال هذا السقف يريد ان يقع وهذه الارض تريد ان تحرش. وهذا الزرع يريد ان يسقى وهذا الثمر يريد ان يقطف - 00:01:16ضَ

وهذا الثوب يريد ان يغسل وامثال ذلك واللفظ اذا استعمل في معنيين فصاعدا فاما ان يجعل حقيقة في احدهما مجازا في الاخر او حقيقة فيما يختص به كل منهم فيكون مشتركا اشتراكا لفظيا - 00:01:40ضَ

او حقيقة في القدر المشترك بينهما وهي الاسماء المتواطئة وهي الاسماء العامة كلها. وعلى الاول يلزم المجاز وعلى الثاني يلزم الاشتراك وكلاهما خلاف الاصل فوجب ان يجعل من المتواطئة وبهذا يعرف عموم الاسماء العامة كلها - 00:01:57ضَ

والا فلو قال قائل هو في ميل الجماد حقه هو في ميل الجماد حقيقة وهو في ميل الحيوان مجاز لم يكن بين الدعويين فرق الا كثرة الاستعمال في ميل الحيوان لكن يستعمل مقيدا بما يبين انه اريد به - 00:02:17ضَ

ميل الحيوان وهنا استعمل مقيدا بما يبين انه اريد به ميل الجماد. ثم ذكر الشيخ رحمه الله مثالا اخر لما ادعوا انه مجاز في القرآن وهو قوله تعالى فاذاقها الله لباس الجوع والخوف - 00:02:39ضَ

فان من الناس من يقول الذوق حقيقة في الذوق بالفم. واللباس بما يلبس على البدن وانما استعير هذا وهذا. وليس ذلك بل قال الخليل يعني الخليل ابن احمد الامام في اللغة - 00:02:58ضَ

قال الذوق في لغة العرب هو وجود طعم الشيء والاستعمال يدل على ذلك. قال تعالى ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر. وقال ذق انك انت العزيز الكريم وقال فذاقت وبال امرها وقال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. فذوقوا عذابي ونذر. لا - 00:03:13ضَ

يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا وقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا - 00:03:38ضَ

وفي بعض الادعية اذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك. فلفظ الذوق يستعمل في كل ما يحس به في كل ما يحس به ويوجد المه او لذته. فدعوى المدعي اختصاص لفظ الذوق بما يكون في الفم تحكم منه. لكن - 00:03:57ضَ

يعني الذوق بالفم مقيد فيقال ذقت الطعام وذقت هذا الشراب فيكون معه من القيود ما يدل على انه ذوق بالفم. واذا كان الذوق مستعملا فيما يحسه الانسان بباطنه او بظاهره - 00:04:19ضَ

حتى الماء الحميم يقال ذاقه فالشراب اذا كان باردا او حارا يقال ذقت حره وبرده واما اللفظ واما لفظ فهو مستعمل في كل ما يغشى الانسان ويتلبس به قال تعالى وجعلنا الليل لباسا. قال تعالى ولباس التقوى ذلك خير. وقال هن لباس لكم وانتم لباس لهن. ومنه - 00:04:38ضَ

وقالوا لبس الحق بالباطل اذا خلطه به حتى غشيه فلم يتميز فالجوع الذي يشمل المه جميعا جميع الجائع بدنه ونفسه وكذلك الخوف الذي يلبس البدن فلو قيل فاذاقها الله الجوع والخوف - 00:05:03ضَ

لم يدل ذلك على انه شامل لجميع اجزاء الجائع بخلاف ما اذا قيل لباس لباس بخلاف ما اذا قيل لباس الجوع والخوف. ولو قال فالبسهم الله لم يكن فيه ما يدل على انهم ذاقوا ما يؤلمهم - 00:05:23ضَ

الا بالعقل من حيث انه يعرف ان الجائع الخائف يعلم بخلاف لفظ ذوق الجوع والخوف فان اللفظ يدل على الاحساس بالمؤلم واذا اضيف الى الى الى الملذ دل على الاحساس به كقوله صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا - 00:05:42ضَ

وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. كذلك ما ادعوا انه مجاز في القرآن فلفظ المكر والاستهزاء والسخرية المضاف الى الله وزعموا انه سمي باسم ما يقابله على طريق المجاز وليس كذلك. بل مسميات هذه الاسماء اذا فعلت - 00:06:08ضَ

لمن لا يستحق العقوبة كانت ظلما له. واما اذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلا كما قال الله تعالى كذلك كدنا ليوسف فكاد له كما كادت اخوته لما قال له ابوه لا تقصص رؤياك - 00:06:29ضَ

على اخوتك فيكيدوا لك كيدا قال تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. قال تعالى ومكروا ومكرنا مكروا وقال تعالى ومكروا مكرا ومكرا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم. وقال تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات - 00:06:49ضَ

والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم. ولهذا كان الاستهزاء بهم فعلا يستحقوا وهذا الاسم كما روى ابن عباس انه يفتح انه يفتح لهم باب باب من الجنة وهم في النار فيسرعون اليه فيغلق. ثم يفتح لهم باب اخر فيسرعون اليه فيغلق - 00:07:13ضَ

فيضحك من فيضحك منهم المؤمنون. قال تعالى فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون هل الكفار ما كانوا يفعلون. وبهذا القدر تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله - 00:07:38ضَ

وبركاته صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:07:58ضَ