أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|211 من 287|الحقيقة والمجاز-الجزء الخامس|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي عشر بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. يتابع الشيخ رحمه الله على الذين يقولون بوجود المجاز في القرآن الكريم. فيقول ومن الامثلة المشهورة لمن يثبت المجال - 00:00:22ضَ
القرآن قوله تعالى واسأل القرية قالوا والمراد به اهلها فحذف المضاف فحذف المضاف واقيم المضاف اليه مقامه فقيل لهم لفظ القرية والمدينة والنهر والميزاب وامثال وامثال وامثال هذه الامور التي فيها الحال والمحال - 00:00:42ضَ
كلاهما داخل في الاسم ثم قد يعود الحكم على الحال وهو وهو السكان قد يعود الحكم على الحال وهم السكان على المحل وهو المكان وكذلك في النهر يقال حفرت النهر وهو المحل - 00:01:12ضَ
وجرى النهر وهو الماء ووضعت الميزاب وهو المحل. وجرى الميزاب وهو الماء وكذلك القرية قال تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة وقوله وكم من قرية اهلكناها فجاءها بأسنا بياتا او هم قائلون - 00:01:32ضَ
فما كان دعواهم اذ جاءهم بأسنا الا ان قالوا انا كنا ظالمين وقال في اية اخرى افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون فجعل القرى هم السكان وقال وكأي من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك اهلكناهم فلا ناصر لهم - 00:01:58ضَ
وهم السكان وكذلك قوله تعالى وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا قال تعالى او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فهذا المكان لا السكان. لكن لا بد ان يلحظ انه كان مسكونا - 00:02:24ضَ
فلا يسمى قرية الا اذا كان قد عمر للسكنى مأخوذ من القري وهو الجمع ومنه قولهم قريت الماء في الحوض اذا جمعته فيه ونظير ذلك الانسان يتناول الجسد والروح ثم الاحكام تتناول - 00:02:49ضَ
هذا تارة وهذا تارة لتلازمهما فكذلك القرية اذا عذب اهلها خربت واذا خربت كان عذابا لاهلها فما يصيب احدهما من الشر في وما يصيب احدهما من الشر ينال الاخر كما ينال البدن والروح - 00:03:13ضَ
وما يصيب احدهما فقوله واسأل القرية مثل قوله قرية كانت امنة مطمئنة فاللفظ هنا يراد به يراد به السكان من غير اظمار. ولا حذف فهذا بتقدير ان يكون في اللغة مجاز - 00:03:34ضَ
فلا مجاز في القرآن بل وتقسيم اللغة الى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع محدث لم ينطق به السلف والخلف فيه على قولين وليس النزاع فيه لفظيا بل يقال نفس هذا التقسيم باطل لا يتميز هذا عن هذا - 00:03:56ضَ
ولهذا كان كل ما يذكرونه من الفروق تبين انها فروق باطلة وكلما ذكر بعضهم فرقا ابطله الثاني وقولهم اللفظ ان دل بلا قرينة فهو حقيقة وان لم يدل الا معها فهو مجاز قد تبين بطلانه - 00:04:19ضَ
وانه ليس في الالفاظ الدالة ما يدل مجردا عن جميع القرائن ولا فيها ما يحتاج الى جميع القرائن واشهر الامثلة واشهر امثلة المجاز لفظ الاسد والحمار والبحر ونحو اه ونحو ذلك مما يقولون انه استعير - 00:04:40ضَ
للشجاع والبليد والجواد وهذه لا تستعمل الا مؤلفة مركبة مقيدة بقيود لفظية كما تستعمل الحقيقة كقول ابي بكر الصديق عن ابي قتادة لما طلب غيره سلب القتيل لا الله اذا يعمد الى اسد من من اسود الله - 00:05:03ضَ
يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه فقوله يعمد الى اسد من اسد الله يقاتل عن الله ورسوله وصف له بالقوة للجهاد في سبيله وقد عينه تعيينا ازال اللبس وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:27ضَ
ان خالدا سيف من سيوف الله سله الله على المشركين وامثال ذلك فان قيل القرائن اللفظية موظوعة ودلالتها على المعنى حقيقة لكن القرائن الحالية مجاز قيل اللفظ لا يستعمل قط الا مقيدا بقيود لفظية موضوعة - 00:05:50ضَ
والحال حال المتكلم والمستمع لا بد من اعتباره في جميع الاحكام. فانه اذا عرف المتكلم فهم من معنى كلامه ما لا يفهم اذا لم يعرف لانه بذلك تعرف عادته في خطابه - 00:06:13ضَ
واللفظ انما يدل اذا عرف لغة اذا عرف لغة المتكلم التي بها يتكلم وهي عادته وعرفه التي تعدها في خطابه ودلالة اللفظ على المعنى دلالة قصدية ارادية اختيارية المتكلم يريد دلالة اللفظ على المعنى - 00:06:34ضَ
فاذا اعتاد ان يعبر باللفظ عن المعنى كانت تلك لغته ولهذا كل من له عناية بالفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم ومراده عرف عادته في خطابه وتبين له من مراده ما لا يتبين لغيره - 00:06:56ضَ
ولهذا ينبغي ان يقصد اذا ذكر لفظ من القرآن والحديث ان يذكر نظائر هذا اللفظ فاذا عنى بها الله ورسوله فيعرف ولهذا اذا ذكر اللفظ من القرآن والحديث فلا بد ان يذكر نظائر هذا اللفظ - 00:07:16ضَ
ماذا عن ماذا عنا بها الله ورسوله فيعرف بذلك لغة القرآن والحديث هو سنة رسوله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي يخاطب بها وهي العادة المعروفة من كلامه ثم اذا كان لذلك نظائر في كلام غيره - 00:07:40ضَ
وكانت النظائر كثيرة عرف ان تلك العادة واللغة مشتركة عامة لا يختص بها هو صلى الله عليه وسلم بل هي لغة قومه ولا يجوز ان يحمل كلامه على عادات حدثت بعده - 00:08:03ضَ
ولا يجوز ان يحمل كلامه على عادات حدثت بعده في الخطاب لم تكن معروفة في خطابه وخطاب اصحابه كما يفعله كثير من الناس وقد لا يعرفون انتفاء ذلك في زمانه - 00:08:22ضَ
الى ان قال الشيخ رحمه الله ولابد في تفسير القرآن والحديث من ان يعرف ما يدل على مراد الله ورسوله من الالفاظ وكيف يفهم كلامه فمعرفة العربية التي خوطبنا بها - 00:08:38ضَ
مما يعين على ان نفقه على ان نفقه مراد الله ورسوله بكلامه وكذلك معرفة دلالة الالفاظ على المعاني فان عامة ضلال اهل البدع فان عامة ضلال اهل البدع كان بهذا السبب - 00:08:56ضَ
فانهم صاروا يحملون كلام الله ورسوله على ما يدعون انه دال عليه ولا يكون الامر كذلك ويجعلون هذه الدلالة حقيقة وهذه مجازا كما اخطأ المرجئة في اسم الايمان جعلوا لفظ الايمان حقيقة في مجرد التصديق - 00:09:17ضَ
وتناوله للاعمال مجاز وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:37ضَ