أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|213 من 287|إبطال قول المرجئة في تعريف الإيمان-الجزء الثاني|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث عشر بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد يقول الشيخ رحمه الله في الرد على قول المرجئة في حقيقة الايمان وانه عندهم مجرد التصديق قال ونحن نذكر عمدتهم - 00:00:22ضَ

لاجل كونه مشهورا عند كثير من المتأخرين المنتسبين الى اهل السنة قال القاضي ابو بكر في التمهيد فان قالوا فخبرونا عن الايمان عندكم قيل الايمان هو التصديق بالله وهو العلم - 00:00:41ضَ

والتصديق يوجد بالقلب فان قال فما الدليل على ما قلتم؟ قيل اجماع اهل اللغة قاطبة على ان الايمان قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق لا يعرفون في اللغة - 00:00:58ضَ

ايمانا غير ذلك ويدل على ذلك قوله تعالى وما انت وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق لنا ومنه قولهم فلان يؤمن بالشفاعة وفلان لا يؤمن بعذاب القبر اي لا يصدق بذلك - 00:01:15ضَ

فوجب ان الايمان في الشريعة هو الايمان المعروف في اللغة لان الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ولو فعل ذلك لتواترت الاخبار بفعله وتوفرت دواعي الامة على نقله ولغلب اظهاره على كتمانه - 00:01:34ضَ

وفي علمنا انه لم يفعل ذلك بل اقرار اسماء الاشياء والتخاطب على ما كان دليل على ان الايمان في الشريعة هو الايمان اللغوي ومما يبين ذلك قوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه - 00:01:54ضَ

وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا فاخبر انه انزل القرآن بلغة العرب وسمى الاسماء بمسمياتهم ولا وجه للعدول بهذه الايات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوقيف على ان القرآن نزل بلغتهم. فدل على ما قلناه من ان الايمان ما وصفناه دون ما سواه من - 00:02:13ضَ

خير الطاعات من النوافل والمفروضات هذا لفظه يعني ابا بكر في الاستدلال على مذهب المرجئة وهذا عمدة من نصر قول الجهمية في مسألة الايمان وللجمهور من اهل السنة وغيرهم عن هذا اجوبة - 00:02:41ضَ

احدها قول من ينازعه في ان الايمان في اللغة مرادف للتصديق ويقول هو بمنع الاقرار وغيره والثاني قول من يقول وان كان في اللغة هو التصديق فالتصديق يكون بالقلب واللسان وسائر الجوارح - 00:03:02ضَ

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والفرج يصدق ذلك او يكذبه والثالث ان يقال ليس هو مطلق التصديق بل تصديق خاص مقيد بقيود اتصل اللفظ بها وليس هذا نقلا - 00:03:21ضَ

لللفظ ولا تغييرا له فان الله لم يأمرنا بايمان مطلق. بل بايمان خاص ووصفه وبينه والرابع ان يقال وان كان هو التصديق فالتصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من اعمال القلب والجوارح - 00:03:41ضَ

فان هذه لوازم الايمان التام وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم ونقول ان هذه اللوازم تدخل في مسمى اللفظ تارة وتخرج عنه اخرى. والخامس قول من يقول ان اللفظ باق على معناه في اللغة - 00:04:00ضَ

ولكن الشارع زاد فيه احكاما. السادس قول من يقول ان اللفظ باق على معناه في اللغة. ولكن الشارع اه زاد فيه احكاما السادس قول من يقول ان الشارع استعمله في معناه المجازي فهو حقيقة شرعية مجاز لغوي. السابع قوله - 00:04:20ضَ

ومن يقول انه من قول فهذه سبعة اقوال الاول قول من ينازع في ان معناه في اللغة التصديق ويقول ليس هو التسقيط بل بمعنى الاقرار وغيره وقوله اجماع اهل اللغة قاطبة على ان الايمان قبل نزول القرآن هو التصديق - 00:04:43ضَ

يقال له من نقل هذا الاجماع؟ ومن اين يعلم هذا الاجماع؟ وفي اي كتاب ذكر هذا الاجماع الثاني ان يقال اتعني باهل اللغة نقلتها كابيب كابي عمرو والاصمعي والخليل ونحوهم او المتكلمين بها. فان عنيت الاول فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الاسلام - 00:05:05ضَ

باسناد وانما ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم. وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالاسناد ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الايمان فضلا عن ان يكونوا اجمعوا عليه - 00:05:31ضَ

وان عانيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الاسلام فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا ولا نقل لنا احد عنهم ذلك والثالث انه لا يعرف عن هؤلاء جميعهم انهم قالوا الايمان في اللغة هو التصديق - 00:05:50ضَ

بل ولا عن بعضهم وان قدر انه قاله واحد او اثنان فليس هذا اجماعا الرابع ان يقال هؤلاء لا ينقلون عن العرب انهم قالوا معنى هذا اللفظ كذا وكذا وانما ينقلون الكلام المسموع من العرب - 00:06:09ضَ

وانه يفهم منه كذا وكذا وحينئذ فلو قدر انهم نقلوا كلاما عن العرب يفهم منه ان الايمان هو التصديق لم يكن ذلك ابلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبي صلى الله عليه - 00:06:28ضَ

سلم. الخامس لو قدر انهم قالوا هذا فهم احاد لا يثبت بنقلهم التواتر. والتواتر من شرطه استواء الطرفين والواسطة واين التواتر الموجود عن العرب قاطبة قبل نزول القرآن انهم كانوا لا يعرفون للايمان معنى غير التصديق - 00:06:45ضَ

السادس انه لم يذكر شاهدا من كلام العرب على ما ادعاه عليهم. وانما استدل من غير القرآن بقول الناس فلان يؤمن الشفاعة وفلان يؤمن بالجنة والنار وفلان يؤمن بعذاب القبر وفلان لا يؤمن بذلك ومعلوم ان هذا - 00:07:07ضَ

ليس من الفاظ العرب قبل قبل نزول القرآن. بل هو مما تكلم به الناس بعد عصر الصحابة لما صار من الناس من اهل البدع الذين يكذبون بالشفاعة وعذاب القبر مرادهم بذلك هو مرادهم بقوله فلان يؤمن بالجنة - 00:07:28ضَ

والنار وفلان لا يؤمن بذلك. والقائل لذلك وان كان والقائل لذلك وان كان تصديق القلب داخلا في مراده فليس مراده ذلك وحده بل مراده التصديق بالقلب واللسان. فان مجرد تصديق - 00:07:47ضَ

في القلب بدون اللسان لا يعلم حتى يخبر عنه السابع ان يقال من قال ذلك فليس مراده التصديق بما يرجى ويخاف بدون خوف ولا رجا بل يصدق بعذاب القبر ويخافه ويصدق بالشفاعة ويرجوها - 00:08:06ضَ

والا فلو صدق بانه يعذب في قبره ولم يكن في قلبه خوف من ذلك اصلا لم يسموه مؤمنا به. كما انهم يسمون مؤمنا بالجنة والنار الا من رجا الجنة وخاف النار - 00:08:26ضَ

دون دون المعرض عن ذلك بالكلية مع علمه بانه حق كما لا يسمون ابليس مؤمنا بالله وان كان مصدقا بوجوده وربوبيته. ولا يسمون فرعون مؤمنا وان كان عالما بان الله - 00:08:41ضَ

الله بعث موسى وانه هو الذي انزل الايات وقد استيقنتها انفسهم مع جحدهم لها بالسنتهم وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:08:58ضَ