أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|216 من 287|إبطال قول المرجئة في تعريف الإيمان-الجزء الخامس|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس عشر بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد يبين الشيخ رحمه الله مذهب الجهمية ومن تبعهم في مسمى الايمان في مسمى الاسلام والايمان فيقول قال الذين نصروا مذهب جهم في الايمان من المتأخرين - 00:00:21ضَ

كالقاضي ابي بكر وهذا لفظه قال فان قال قائل وما الاسلام عندكم؟ قيل له الاسلام الانقياد والاستسلام فكل طاعة ان قاد العبد بها لربه واستسلم فيها لامره فهو اسلام والايمان خصلة من خصال الاسلام - 00:00:43ضَ

وكل ايمان اسلام وليس كل اسلام ايمانا فان قال فلم قلتم ان معنى الاسلام ما وصفتم قيل لاجل قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا فنفى عنهم الايمان واثبت لهم الاسلام - 00:01:05ضَ

وانما اراد بما اثبته الانقياد والاستسلام ومنه القوا اليكم السلم وكل من استسلم لشيء فقد اسلم وان كان اكثر ما يستعمل ذلك في الاستسلام لله ولرسوله قال الشيخ رحمه الله معلقا على كلام ابي بكر هذا - 00:01:26ضَ

قلت وهذا الذي ذكروه مع بطلانه ومخالفته للكتاب والسنة هو تناقض فانهم جعلوا الايمان خصلة من خصال الاسلام الطاعات كلها اسلام وليس فيها ايمان الا التصديق والمرجئة وان قالوا الايمان يتضمن الاسلام. فهم يقولون الايمان هو تصديق القلب واللسان - 00:01:47ضَ

واما الجهمية فيجعلونه تصديق القلب. فلا تكون الشهادتان ولا الصلاة ولا الزكاة ولا غيرهن من الايمان قد تقدم ما بينه الله ورسوله من ان الاسلام داخل في الايمان فلا يكون الرجل مؤمنا حتى يكون مسلما - 00:02:12ضَ

كما ان الايمان داخل في الاحسان ثم قال الشيخ واما التناقض فانهم اذا قالوا الايمان خصلة من خصال الاسلام كان من اتى بالايمان انما اتى بخصلة من خصال الاسلام لا بالاسلام الواجب جميعه - 00:02:31ضَ

فلا يكون مسلما حتى يأتي بالاسلام كله كما لا يكون عنده مؤمن حتى يأتي بالايمان كله. والا فمن اتى ببعض الايمان عندهم لا يكون مؤمنا ولا فيه شيء من الايمان - 00:02:49ضَ

فكذلك يجب ان يقولوا في الاسلام وقد قالوا كل ايمان اسلام وليس كل اسلام ايمانا وهذا ان ارادوا به ان كل ايمان هو الاسلام الذي امر الله به ناقض قولهم ان الايمان خصلة من خصال الاسلام فجعلوا الايمان بعضه ولم يجعلوه اياه - 00:03:04ضَ

وان قالوا كل ايمان فهو الاسلام اي هو طاعة لله. وهو جزء من الاسلام الواجب وهذا مراده قيل لهم فعلى هذا يكون الاسلام متعددا بتعدد الطاعات وتكون الشهادتان وحدهما اسلاما - 00:03:26ضَ

والصلاة وحدها اسلاما والزكاة اسلاما بل وكل درهم تعطيه للفقير اسلاما وكل سجدة اسلام وكل يوم تصومه اسلاما كل تسبيحة تسبحها في الصلاة او غيرها اسلاما ثم المسلم ان كان لا يكون مسلما الا الا بفعل كل ما سميتموه اسلاما لزم ان يكون الفساق ليسوا مسلمين - 00:03:44ضَ

مع كونهم مؤمنين فجعلتم المؤمنين الكامل الايمان عندكم ليسوا مسلمين. وهذا شر من قول الكرامية ويلزم ان الفساق من اهل القبلة ليسوا مسلمين. وهذا شر من قول الخوارج والمعتزلة وغيرهم - 00:04:10ضَ

بل وان يكون من ترك التطوعات ليس مسلما. اذا كانت التطوعات طاعة لله ان جعلتم كل طاعة لله فرضا او نفلا انا ثم هذا خلاف ما احتجتم به من قوله للاعراب - 00:04:27ضَ

لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. فاثبت لهم الاسلام دون الايمان وايضا فاخراجكم الفساق من الاسلام ان اخرجتموهم وايضا وايضا فاخراجكم الفساق من الاسلام ان اخرجتموهم اعظم شناعة من اخراجهم من اسم - 00:04:42ضَ

ايمان ووقعتم في اعظم مما عبتموه على المعتزلة. فان الكتاب والسنة تنفي عنهم اسم الايمان اعظم مما تنفي اسم الاسلام واسم الايمان في الكتاب والسنة اعظم. وان قلتم بل كل من فعل طاعة سمي مسلما لزم ان يكون من فعل طاعة من - 00:05:04ضَ

ولم يتكلم بالشهادتين مسلما ومن صدق بقلبه ولم يتكلم بلسانه ان يكون مسلما عندكم لان الايمان عندكم اسلام فمن اتى به فقد اتى بالاسلام فيكون مسلما عندكم من تكلم بالشهادتين ولا اتى بشيء من الاعمال. واحتجاجكم بقوله قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا - 00:05:25ضَ

لكن قولوا اسلمنا قلتم نفى عنهم الايمان واثبت لهم الاسلام فيقال هذه الاية حجة عليكم لانه لما اثبت لهم الاسلام مع انتفاء الايمان دل ذلك على ان الايمان ليس جزءا من الاسلام. اذ لو كان بعضه لما كانوا مسلمين ان لم يأتوا به. الى ان ختم الشيخ - 00:05:49ضَ

هذا الحوار مع المرجئة بقوله وقول المعتزلة والخوارج والكرامية باسم الايمان والاسلام اقرب الى قول السلف من قول الجهمية لكن المعتزلة والخوارج يقولون بتخليد العصاة وهذا ابعد عن قول السلف من كل قول - 00:06:12ضَ

فهم اقرب في الاثم وابعد في الحكم والجهمية وان كانوا في قولهم بان الفساق لا يخلدون اقرب في الحكم الى السلف. فقوله وفي مسمى الاسلام والايمان وحقيقتهما ابعد من كل قول عن الكتاب والسنة - 00:06:30ضَ

وفيه من مناقضة العقل والشرع واللغة ما لا يوجد مثله لغيرهم وبهذا القدر من كلام الشيخ تنتهي هذه الحلقة وملخصه ان المرجئة يرون ان الايمان هو التصديق بالقلب وان الناس في - 00:06:46ضَ

لا يتفاضلون فلا يزيد ولا ينقص وان الاعمال لا تدخل في مسمى الايمان فلو ترك الواجبات وفعل المحرمات فذلك لا يؤثر على ايمانه ما دام مصدقا في قلبه وهذا قول في غاية الفساد. نسأل الله العافية والسلامة. وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:07:02ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:07:27ضَ