أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|219 من 287|الإيمان الظاهر تترتب عليه أحكام الدنيا دون الآخرة-الجزء الثاني|الفوزان

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع عشر بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله على فضله واحسانه. الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله كلامه عن المنافقين فيقول ولما قال صلى الله عليه وسلم لاسامة ابن زيد - 00:00:22ضَ

اقتلته بعدما قال لا اله الا الله قال انما قالها تعودا قال هلا شققت عن قلبه وقال اني لم اومر ان انقب عن قلوب الناس ولا اشق بطونهم وكان اذا استأذن في قتل رجل يقول اليس يصلي - 00:00:41ضَ

اليس يتشهد؟ فاذا قيل له انه منافق قال ذاك فكان حكمه صلى الله عليه وسلم في دمائهم واموالهم كحكمه في دماء غيرهم لا يستحل منها شيئا الا بامر ظاهر مع انه كان يعلم نفاق كثير منهم - 00:01:03ضَ

وفيهم من لم يكن يعلم نفاقه قال تعالى وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم. سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم - 00:01:24ضَ

وكان من مات منهم صلى عليه المسلمون الذين لا يعلمون انه منافق ومن علم انه منافق لم يصلي عليه كان عمر اذا مات ميت لم يصلي عليه حتى يصلي عليه حذيفة - 00:01:42ضَ

لان حذيفة كان قد علم اعيانهم قد قال الله تعالى يا ايها الذين يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات امتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار - 00:01:59ضَ

فامر بامتحانهن هنا وقال الله اعلم بايمانهن. والله تعالى لما امر في الكفارة بعتق رقبة مؤمنة لم يكن على الناس الا يعتقوا الا من يعلمون ان الايمان في قلبه فان هذا كما لو قيل لهم اقتلوا الا من - 00:02:21ضَ

ان الايمان في قلبه وهم لم يؤمروا ان ينقبوا عن قلوب الناس ولا ان يشقوا بطونهم فاذا رأوا رجلا يظهر الايمان جاز لهم عتقه وصاحب الجارية لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل هي مؤمنة - 00:02:42ضَ

انما اراد الايمان الظاهر الذي يفرق به بين المسلم والكافر وكذلك من عليه نذر لم يلزمه ان يعتق الا من علم ان الايمان في قلبه فانه لا يعلم ذلك مطلقا ولا احد من الخلق يعلم ذلك مطلقا - 00:03:01ضَ

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق والله يقول له وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق لا تعلمهم. نحن نعلم سنعذبهم مرتين فاولئك انما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحكم فيهم كحكمه في سائر المؤمنين. ولو حضرت جنازة احدهم - 00:03:23ضَ

ان صلى عليها ولم يكن منهيا عن الصلاة الا على من علم نفاقه. والا لزم ان ينقب عن قلوب الناس. ويعلم سرائرهم الا يقدر عليه بشر ولهذا لما كشفهم الله بسورة براءة - 00:03:50ضَ

بقوله ومنهم ومنهم صار يعرف نفاق ناس منهم لم يكن يعرف نفاقهم قبل ذلك. فان الله وصفهم بصفات علمها الناس منهم ولما كان الناس يجزمون بانها مستلزمة لنفاقهم وان كان بعظهم يظن ذلك وبعظهم يعلمه - 00:04:08ضَ

فلم يكن نفاقهم معلوما عند الجماعة بخلاف حالهم لما نزل القرآن ولهذا لما نزلت سورة براءة كتموا النفاق وما بقي يمكنهم من اظهاره احيانا ما كان يمكنهم قبل ذلك. وانزل الله تعالى - 00:04:32ضَ

لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرضوا والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخيوا وقتلوا تقتيلا. سنة الله في الذين خلوا من قبل. ولن تجد لسنة الله - 00:04:51ضَ

تبديلا فلما توعدوا بالقتل اذا اظهروا النفاق كتموه ولهذا تنازع الفقهاء في استتابة الزنديق فقيل يستتاب واستدل من قال ذلك بالمنافقين الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل امرهم الى الله - 00:05:13ضَ

فيقال له هذا كان في اول الامر وبعد هذا انزل الله ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. فعلموا انهم ان اظهروه كما كانوا يظهرونه قتلوا كما فكتموه والزنديق هو المنافق وانما يقتله من يقتله اذا ظهر انه يكتم النفاق. قالوا ولا نعلم توبته - 00:05:36ضَ

لان غاية ما عنده انه يظهر ما كان يظهره وقد كان يظهر الايمان وهو منافق. ولو قبلت توبة الزنادقة لم يكن سبيل الى تقتيلهم والقرآن قد توعدهم بالتقتيل. والمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:05ضَ

انما اخبر عن تلك الامة بالايمان الظاهر الذي علقت به الاحكام الظاهرة. والا فقد ثبت عنه ان سعدا لما شهد لرجل انه مؤمن قال او مسلم وكان يظهر من الايمان ما تظهره وكان يظهر من الايمان ما - 00:06:24ضَ

يظهره الامة وزيادة فيجب ان يفرق بين احكام المؤمنين الظاهرة التي يحكم فيها الناس في الدنيا وبين حكمهم في الاخرة بالثواب والعقاب فالمؤمن المستحق للجنة لابد ان يكون مؤمنا باتفاق جميع اهل القبلة حتى الكرامية الذين يسمون المنافق - 00:06:44ضَ

مؤمنا ويقولون الايمان هو الكلمة يقولون انه لا ينفع في الاخرة الا الايمان الباطن وقد حكى بعضهم عنهم انهم يجعلون المنافقين من اهل الجنة وهو غلط عليهم وانما نازعوا في الاسم لا في الحكم بسبب شبهة المرجئة ان الايمان لا يتبعظ ولا يتفاظل - 00:07:08ضَ

وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. صلى الله على نبينا محمد - 00:07:32ضَ