أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|223 من 287|الرد على الخوارج في مسمى الإيمان-الجزء الثالث|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والعشرون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده الصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد سبق في الحلقة التي قبل هذه ذكر جواب الشيخ عن قول المرجية الايمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص - 00:00:22ضَ
وانتهينا الى اخر الوجه الثالث من الجواب قال رحمه الله الوجه الرابع ان التصديق المستلزم لعمل القلب اكمل من التصديق الذي لا يستلزم عمله فالعلم الذي يعمل به صاحبه اكمل من العلم الذي لا يعمل به - 00:00:39ضَ
وان كان شخصان يعلمان ان الله حق ورسوله حق والجنة حق والنار حق وهذا علمه اوجب له محبة الله وخشيته والرغبة في الجنة والهرب من النار والاخر علمه لم يوجب ذلك. فعلم الاول اكمل. فان قوة المسبب دل على قوة السبب - 00:00:59ضَ
وهذه الامور نشأت عن العلم فالعلم بالمحبوب يستلزم طلبه والعلم بالمخوف يستلزم الهرب منه. فاذا لم يحصل اللازم دل على ضعف الملزوم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المخبر كالمعاين - 00:01:24ضَ
فان موسى لما اخبره ربه ان قومه عبدوا العجلة لم يلق الالواح فلما رآهم قد عبدوه القاها وليس ذلك لشك موسى في خبر الله ولكن المخبر وان جزم بصدق المخبر - 00:01:43ضَ
فقد لا يتصور المخبر المخبر به في نفسه كما يتصوره اذا عاينه. بل يكون قلبه مشغولا عن تصور المخبر به ما لم يكن عند الخبر فهذا التصديق اكمل من ذلك التصديق. وجه الخامس ان الاعمال الظاهرة مع الباطنة هي ايضا من الايمان - 00:02:00ضَ
والناس يتفاضلون فيها الوجه السادس ان اعمال القلوب مثل محبة الله ورسوله خشية الله تعالى ورجائه ونحو ذلك هي كلها من الايمان كما دل على ذلك الكتاب والسنة واتفاق المسلمين وهذه يتفاضل الناس فيها تفاضلا عظيما - 00:02:22ضَ
الوجه السابع ذكر الانسان بقلبه ما امره الله به استحضاره لذلك بحيث لا يكون غافلا عنه اكمل ممن به وغفل عنه فان الغفلة فان الغفلة تظاد كمال العلم والتصديق والذكر والاستحظار - 00:02:46ضَ
والاستحضار يكمل العلم واليقين ولهذا قال عمر ابن حبيب من الصحابة اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته واذا غفلنا ونسينا وضيعنا فتلك نقصانه وهو كذلك وكان معاذ بن جبل يقول لاصحابه اجلسوا بنا ساعة نؤمن - 00:03:08ضَ
قال تعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه قال تعالى فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. قال تعالى سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقاء ثم كلما تذكر الانسان ما عرفه قبل ذلك وعمل به حصل له معرفة شيء اخر - 00:03:29ضَ
لم يكن عرفه قبل ذلك وعرف من معاني اسماء الله واياته ما لم يكن عرفه قبل ذلك كما في الاثر من علم بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم. وهذا امر يجده في نفسه كل مؤمن - 00:03:51ضَ
في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. قال تعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وذلك انها تزيدهم علم ما لم يكونوا اه قبل ذلك علموه وتزيدهم عملا بذلك العلم - 00:04:08ضَ
وتزيدهم تذكرا لما كانوا نسوه وعملا بتلك التذكرة. وكذلك ما ما يشاهده العباد من الايات في الافات وفي انفسهم قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق - 00:04:32ضَ
اي ان القرآن حق. ثم قال تعالى اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد. فان الله شهيد في القرآن بما اخبر به فامن به المؤمن ثم اراهم في الافاق وفي انفسهم من الايات ما يدل على مثل ما اخبر به في القرآن - 00:04:51ضَ
فبينت لهم هذه الايات ان القرآن حق مع ما كان قد حصل لهم قبل ذلك قال تعالى افلم ينظروا افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج والارض مددناها - 00:05:11ضَ
اه والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. الايات المخلوقة والمتلوة فيها تبصرة وفيها تذكرة. تبصرة من العمى وتذكرة من الغفلة. فيبصر مالا - 00:05:27ضَ
فيبصر من لم يكن عرف حتى يعرف ويتذكر من عرف ونسي والانسان يقرأ السورة مرات حتى سورة الفاتحة ويظهر له في اثناء الحال من معانيها ما لم يكن خطر له قبل ذلك حتى كأنها تلك الساعة حتى كأنها تلك الساعة نزلت. فيؤمن بتلك - 00:05:47ضَ
المعاني ويزداد علمه وهذا موجود في كل من قرأ القرآن بتدبر بخلاف من قرأه مع الغفلة عنه ثم كلما فعل شيئا مما امر به استحضر استحظر انه امره به ربه فصدق الامر فحصل له في تلك الساعة من التصديق في قلبه ما كان غافلا - 00:06:11ضَ
عنه وان لم يكن مكذبا منكرا الوجه الثامن ان الانسان قد يكون مكذبا ومنكرا لامور لا يعلم ان الرسول اخبر بها وامر بها ولو علم ذلك لم يكذب ولم ينكر - 00:06:34ضَ
بل قلبه جازم بانه لا يخبر الا بصدق ولا يأمر الا بحق. ثم يسمع الاية والحديث او يتدبر ذلك او يفسر له معناه او يظهر ذلك بوجه من الوجوه فيصدق بما كان مكذبا به - 00:06:51ضَ
ويعرف ما كان منكرا وهذا تصديق جديد وايمان جديد ازداد به ايمانه ولم يكن قبل ذلك كافرا بل اهلا وبهذا القدر تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:09ضَ