أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|227 من 287|الفرق بين الإسلام والإيمان-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والعشرون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين على فضله واحسانه الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان الفرق بين الاسلام والايمان قال وحقيقة الفرق ان الاسلام دين والدين مصدر دان يدين دينا اذا خضع وذل - 00:00:22ضَ

ودين الاسلام الذي ارتضاه الله وبعث به رسله هو الاستسلام لله وحده فاصله في القلب هو الخضوع لله وحده بعبادته وحده دون سواه فمن عبده وعبد معه الها اخر لم يكن مسلما - 00:00:48ضَ

ومن لم يعبده بل استكبر عن عبادته لم يكن مسلما والاسلام هو الاستسلام لله وهو الخضوع له والعبودية له هكذا قال اهل اللغة اسلم الرجل اذا استسلم فالاسلام في الاصل من باب العمل عمل القلب والجوارح - 00:01:08ضَ

واما الايمان فاصله تصديق واقرار ومعرفة فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القلب المتضمن عمل القلب والاصل فيه التصديق والعمل تابع له ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان - 00:01:29ضَ

بايمان القلب وبخضوعه وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وفسر الاسلام باستسلام مخصوص وهو المباني الخمس وهكذا في سائر كلامه صلى الله عليه وسلم فسروا الايمان بذلك النوع ويفسر الاسلام بهذا - 00:01:49ضَ

وذلك النوع اعلى. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام على انية والايمان في القلب فان الاعمال الظاهرة يراها الناس. واما ما في القلب من تصديق ومعرفة وحب وخشية - 00:02:12ضَ

ورجى فهذا باطن لكن له لوازم قد تدل عليه واللازم لا يدل الا اذا كان ملزوما فلهذا كان من لوازمه ما يفعله المؤمن والمنافق وفي حديث عبدالله بن عمرو وابي هريرة جميعا - 00:02:28ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم ففسر المسلم بامر ظاهر وهو سلامة الناس منه وفسر المؤمن بامر باطن وهو ان يأمنوه على دمائهم واموالهم - 00:02:48ضَ

وهذه الصفة اعلى من تلك فان من كان مؤمنا سلم الناس منه وليس كل من سلموا منه يكون مأمونا فقد يترك اذاهم وهم لا وهم لا يؤمنون اليه خوفا ان يكون ترك اذاهم لرغبة او رهبة لا لايمان في قلبه - 00:03:11ضَ

وفي حديث عبيد بن عمير عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما الاسلام قال اطعام الطعام ولين الكلام. قال فما الايمان؟ قال السماحة والصبر - 00:03:33ضَ

فاطعام الطعام عمل ظاهر يفعله الانسان لمقاصد متعددة وكذلك لين الكلام واما السماحة والصبر فخلقان في النفس قال تعالى وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة وهذا اعلى من ذلك وهو ان يكون صابرا شكورا فيه سماحة بالرحمة للانسان وصبر على المكاره - 00:03:52ضَ

وهو ضد الذي خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا فان ذاك ليس فيه سماحة عند النعمة ولا صبر عند المصيبة وتمام الحديث فاي الاسلام افضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده - 00:04:18ضَ

قال يا رسول الله اي القتل اشرف قال من اريق دمه وعقر جواده قال يا رسول الله فاي الجهاد افضل؟ قال الذين جاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله قال يا رسول الله فاي الصدقة افضل - 00:04:39ضَ

قال جهد المقل. قال يا رسول الله فاي الصلاة افضل قال طول القنوت قال يا رسول الله فاي الهجرة افضل قال من هجر السوء وهذا محفوظ عن عبيد ابن عمير - 00:04:56ضَ

وهذا محفوظ عن عبيد ابن عمير تارة يروى مرسلا وتارة يروى مسندا. وفي رواية اي الساعات افضل؟ قال جوف الليل الغابر. وقوله افضل الايمان السماحة والصبر يروى من وجه واخر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:12ضَ

وهكذا في سائر الاحاديث انما يفسر الاسلام بالاستسلام لله بالقلب مع الاعمال الظاهرة كما في الحديث المعروف الذي رواه احمد عن باهزي بن حكيم عن ابيه عن جده انه قال والله يا رسول الله ما اتيتك حتى حلفت عدد اصابعي هذه الا اتيك. فبالذي بعثك بالحق - 00:05:35ضَ

فيما بعثك به قال الاسلام قال وما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله وان توجه وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة ادي الزكاة المفروضة اخوان نصيران لا يقبل الله من عبد اشرك بعد اسلامه - 00:06:00ضَ

وفي رواية قال ان تقول اسلمت وجهي لله وتخليت وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وكل مسلم على مسلم محرم وفي لفظ تقول اسلمت نفسي لله وخليت وجهي اليه وروى محمد بن نصر من حديث خالد بن معدان - 00:06:21ضَ

عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للاسلام صوا ومنارا كمنار الطريق من ذلك ان تعبد الله ولا تشرك به شيئا وان تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان - 00:06:45ضَ

والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتسلم على بني ادم اذا لقيتهم. فان ردوا عليك رددت عليهم فان رددت فان ردوا عليك ردت عليك وعليهم الملائكة وان لم يردوا عليك ردت عليك الملائكة ولعنتهم ان سكت عنهم - 00:07:03ضَ

وتسليمك على اهل بيتك اذا دخلت عليهم فمن انتقض فمن انتقص منهن شيئا فهو سهم في الاسلام تركه ومن تركهن فقد نبذ الاسلام وراء ظهره قد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. قال مجاهد وقتادة نزلت في المسلمين. يأمرهم بالدخول في شرائع الاسلام - 00:07:25ضَ

قل لها وبهذا القدر تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:51ضَ