أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|23 من 287|الصفات تجرى على ظاهرها ولا تؤول-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والعشرون - 00:00:00ضَ
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن اتخذ سنته طريقا ومنهجا. وبعد قال الشيخ رحمه الله لمن اراد ان يناظره في الصفات - 00:00:20ضَ
هل تقر على ظاهرها ام تؤول قال له الشيخ قد اطلق غير واحد ممن حكى اجماع السلف منهم الخطابي مذهب السلف انها تجرى على ظاهرها مع نفي الكيفية والتشبيه عنها. وذلك ان الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات - 00:00:37ضَ
يحتذي حذوه ويتبع ويتبع فيه مثاله فاذا كان اثبات الذات اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات كيفية. فنقول ان لله ان لله يدا وسمعا. ولا نقول ان معنى اليد القدرة ومعنى السمع - 00:00:58ضَ
العلم وقلت له وبعض الناس يقول مذهب السلف ان الظاهر غير مراد. ويقول اجمعنا على ان الظاهر غير مراد هذه العبارة خطأ اما لفظا ومعنى او لفظا لا معنى. لان الظاهر قد صار مشتركا بين شيئين. احدهما ان يقال ان اليد جارحة - 00:01:22ضَ
مثل مثل جوارح العباد وظاهر الغضب غليان القلب لطلب الانتقام. وظاهر كونه في السماء ان يكون مثل الماء في الظرف. فلا شك ان من قال ان هذه المعاني وشبهها من صفات المخلوقين ونعوت المحدثين غير مراد من الايات والاحاديث فقد صدق واحسن - 00:01:44ضَ
اذ لا يختلف اهل السنة ان الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله بل اكثر اهل السنة من اصحابنا وغيرهم يكفرون المشبهة والمجسمة لكن هذا القائل اخطأ حيث ظن ان هذا المعنى - 00:02:07ضَ
والظاهر من هذه الايات والاحاديث وحيث حكى عن السلف ما لم يقولوه فان ظاهر الكلام هو ما يسبق الى العقل السليم منه لمن يفهم تلك اللغة ثم قد يكون ظهوره بمجرد الوضع قد يكون بسياق الكلام وليست هذه المعاني المحدثة - 00:02:25ضَ
مستحيلة على الله تعالى هي السابقة هي السابقة الى عقول المؤمنين بل اليد عندهم كالعلم والقدرة والذات. وكلما كان علمنا وقدرتنا وحياتنا وكلامنا. ونحوها من الصفات اعراضا تدل على حدوثنا - 00:02:45ضَ
يمتنع ويوصف الله بمثلها فكذلك ايدينا ووجوهنا ونحوها اجسام اجساما كذلك محدثة يمتنع ان يوصف الله تعالى بمثلها. ثم لم يقل احد من اهل السنة اذا قلنا ان لله علما وقدرة وسمعا - 00:03:04ضَ
وصلا ان ظاهره غير مراد ثم يفسر بصفاتنا فكذلك لا يجوز ان يقال ان ظاهر اليد والوجه غير مراد اذ لا فرق بين ما هو من صفاتنا اذا فرق بين ما هو من صفاتنا جسم او عرظ او عرظ للجسم. ومن قال ان ظاهر شيء من اسمائه وصفاته غير - 00:03:22ضَ
انه قد اخطأ لانه ما من اسم لله تعالى الا والظاهر الذي يستحقه المخلوق غير مراد به. فكان قول هذا القائل يقتضي ان يكون جميع اسمائه وصفاته قد اريد بها ما يخالف ظاهرها. ولا يخفى ما في هذا الكلام من الفساد. والمعنى الثاني - 00:03:46ضَ
اي من المعني اي من المعنيين المشتركين للظاهر ان هذه الصفات انما هي صفات انما هي صفات الله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله. نسبتها الى ذاته كنسبة صفات كل شيء الى ذاته - 00:04:06ضَ
في علم ان العلم صفة ذاتية للموصوف ولها خصائص وكذلك الوجه ولا يقال انه مستغن عن هذه الصفات لان هذه الصفات واجبة لذاته والاله المعبود سبحانه هو المستحق لجميع هذه الصفات. وكذلك فعله. فعلم ان الخلق هو ابداع الكائنات من العدم - 00:04:23ضَ
وان كنا لا نكيف ذلك الفعل ولا يشبه افعالنا اذ نحن لا نفعل الا لحاجة الى الفعل. والله غني حميد. كذلك الذات تعلم من حيث الجملة. وان كانت لا تماثل الذوات - 00:04:46ضَ
مخلوقة ولا يعلم ما هو الا هو ولا يدرك لها كيفية فهذا هو الذي يظهر من اطلاق هذه الصفات وهو الذي يجب ان تحمل عليه. فالمؤمن يعلم احكام هذه الصفات واثارها وهو الذي اريد منه. في علم ان - 00:05:02ضَ
الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. وان الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. وان المؤمنين ينظرون الى وجه خالقهم في الجنة. ويتلذذون بذلك لذة - 00:05:22ضَ
في جانبها جميع اللذات ونحو ذلك كما يعلم ان له كما يعلم ان له ربا خالقا معبودا. ولا يعلم كره شيء من ذلك بل غاية علم الخلق هكذا. يعلمون من بعض الجهات ولا يحيطون بكنهه وعلمهم بنفوسهم من هذا الضرب. قلت له اي المناظر يقول الشيخ - 00:05:40ضَ
اخل المناظر افيجوز ان يقال ان الظاهر غير مراد بهذا التفسير فقال هذا لا يمكن فقلت له من قال ان الظاهر غير مراد بمعنى ان صفات المخلوقين مرادت مرادة قلنا له اصبت في المعنى لكن اخطأت في اللفظ واوهمت - 00:06:04ضَ
بدعة وجعلت للجهمية طريقا الى غرضهم وكان يمكنك ان تقول تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بان صفات ذات الله ليست كصفات المخلوقين وانه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوث او نقصه. ومن قال الظاهر - 00:06:24ضَ
وغير مراد بالتفسير الثاني وهو مراد الجهمية ومن تبعه من المعتزلة وبعض الاشعرية وغيرهم فقد اخطأ. ثم اقرب هؤلاء اولئك الجهمية الاشعرية يقولون ان له ان له صفات سبعا. الحياة والعلم والقدرة والارادة والكلام والسمع - 00:06:44ضَ
وينفون ما عداها ومنهم من يضم الى ذلك اليد فقط ومنهم من يتوقف في نفي ما سواها وولاتهم يقطعون بنفي ما جواها واما المعتزلة فانهم ينفون الصفات مطلقا ويثبتون احكامها وهي ترجع عند اكثرهم الى انه عليم قدير - 00:07:04ضَ
واما كونه مريدا متكلما فعندهم انها صفات حادثة او اضافية او عدمية وهم اقرب الناس الى الصابرين الفلاسفة من الروم. ومن سلك سبيلهم من العرب والفرس. وبهذا تنتهي هذه فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:07:26ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:07:44ضَ