أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|230 من 287|الرد على المرجئة في قولهم الإيمان في اللغة هو التصديق|الفوزان
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثلاثون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على على من لا نبي بعده. نبينا محمد واله وصحبه وبعد يرد الشيخ رحمه الله على المرجئة في قولهم الايمان في اللغة هو التصديق. والرسول انما خاطب الناس بلغة العرب لم - 00:00:22ضَ
يغيرها فيكون مراده بالايمان التصديق ثم قالوا والتصديق انما يكون بالقلب واللسان او بالقلب. فالاعمال ليست من من الايمان ثم عمدتهم في ان الايمان هو التصديق. قوله تعالى وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق لنا - 00:00:40ضَ
قال فيقال لهم اسم الايمان قد تكرر ذكره في القرآن والحديث اكثر من ذكر سائر الالفاظ. وهو اصل الدين وبه يخرج الناس من الظلمات الى النور ويفرق بين السعداء والاشقياء. ومن يوالى ومن يعادى - 00:01:02ضَ
والدين كله تابع لهذا. وكل مسلم محتاج الى معرفة ذلك. افيجوز ان يكون الرسول قد اهمل بيان هذا كله ووكله الى هاتين المقدمتين ومعلوم ان الشاهد الذي استشهد به على ان الايمان هو التصديق انه من القرآن - 00:01:19ضَ
ونقل معنى الايمان متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم اعظم من تواتر لفظ الكلمة فان الايمان يحتاج الى معرفة جميع فان الايمان يحتاج الى معرفته جميع الامة. وينقلونه بخلاف كلمة من سورة فاكثروا - 00:01:40ضَ
المؤمنين لم يكونوا يحفظون هذه السورة. فلا يجوز ان يجعل بيان اصل الدين مبنيا على مثل هذه المقدمات ولهذا كثر النزاع والاضطراب بين الذين عدلوا عن صراط الله المستقيم. وسلكوا السبل وصاروا شيعا من شيعا ومن الذين - 00:02:00ضَ
تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. فهذا كلام عام مطلق. ثم يقال هاتان المقدمتان كلاهما نوعه فمن الذي قال ان لفظ الايمان مرادف للفظ التصديق وذا وهب ان المعنى يصح - 00:02:19ضَ
اذا استعمل في هذا الموضع فلما قلت انه يوجب الترادف ولو قلت ما انت بمسلم لنا ما انت بمؤمن لنا صح المعنى لكن لما قلت ان هذا هو المراد بلفظ مؤمن - 00:02:39ضَ
واذا قال الله اقيموا الصلاة ولو قال القائل اتموا الصلاة ولازموا الصلاة التزموا الصلاة افعلوا الصلاة كان المعنى صحيحا لكن لا يدل هذا على معنى اقيموا فيكون اللفظ يرادف اللفظ يراد دلالته على ذلك - 00:02:55ضَ
قال قال ثم قال الشيخ ثم يقال ليس هو مرادفا له اي ليس لفظ الايمان مرادفا للفظ التصديق وذلك وذلك لوجوه احدها ان يقال للمخبر اذا صدقته صدقه خوف ولا يقال امنه وامن به. بل يقال امن له كما قال فامن له لوط الى ان قال الشيخ فكان - 00:03:16ضَ
تفسيره بلفظ الاقرار اقرب من تفسيره بلفظ التصديق. الوجه الثاني انه ليس مرادفا للفظ التصديق في المعنى. فانه وكل مخبر عن مشاهدة او غيب يقال له في اللغة صدقت كما يقال كذبت. فمن قال السماء فوقنا قيل له - 00:03:41ضَ
صدق كما يقال له كذب. واما لفظ الايمان فلا يستعمل الا في الخبر عن غائب لم يوجد في الكلام ان من يخبر عن مشاهدة كقوله طلعت الشمس وغربت انه يقال له اا امناه كما يقال صدقناه - 00:04:01ضَ
فان الايمان مشتق من الامن ولا يستعمل الا في خبر مؤتمن عليه المخبر. الثالث ان لفظ الايمان في اللغة لم يقابل بالتكذيب كلفظ التصديق فانه من المعلوم في اللغة ان كل مخبر يقال له صدقت او كذبت ويقال صدقنا - 00:04:20ضَ
او او كذبناه ولا يقال انت مؤمن له او مكذب له. بل المعروف في مقابلة الايمان الكفر. يقال هو مؤمن او كافر واذا فرض ان الايمان مرادف للتصديق فقولهم ان التصديق لا يكون الا بالقلب او اللسان عنه جوابان. احدهم - 00:04:40ضَ
والمنع بل الافعال تسمى تصديقا كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العينان تزنيان النظر والاذن تزني وزناها السمع. واليد تزني وزناها البطش. والرجل تزني وزناها المشي. والقلب - 00:05:02ضَ
ويتمنى ذلك ويشتهي والفرج يصدق ذلك او يكذبه. وقال الحسن البصري ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال الثاني انه اذا كان اصله التصديق فهو تصديق مخصوص كما ان الصلاة دعاء مخصوص والحج قصد مخصوص - 00:05:22ضَ
والصيام امساك مخصوص وهذا التصديق له لوازم صارت لوازمه داخلة في مسماه عند الاطلاق. فان انتفاء لازم يقتضي انتفاء الملزوم ويبقى النزاع لفظيا هل الايمان دال على العمل بالتظمن او اللزوم؟ ومما ينبغي ان - 00:05:47ضَ
ان اكثر التنازع بين اهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي. والا فالقائلون بان الايمان قول من الفقهاء اي متفقون في جمع والا فالقائلون بان الايمان قول من الفقهاء متفقون مع جميع علماء السنة على ان اصحاب الذنوب داخلون تحت - 00:06:07ضَ
فهم يقولون ان الايمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقا للذم والوعيد وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:06:29ضَ