أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|233 من 287|حكم من نفى عنه الرسول الإيمان من أصحاب الكبائر التي هي دون الشرك

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والثلاثون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال الشيخ رحمه الله من نفى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم اسم الايمان والاسلام فلابد ان يكون قد ترك بعض الواجبات فيه. وان - 00:00:22ضَ

هي بعضها ولهذا كان الصحابة والسلف يقولون انه يكون في العبد ايمان ونفاق. قال ابو داوود السجستاني حدثنا احمد بن حنبل حدثنا وكيع عن الاعمش عن شقيق ابن ابي المقدام عن ابي يحيى قال سئل حذيفة عن المنافق. قال الذي لا يعرف الاسلام ولا يعمل - 00:00:43ضَ

وقال ابو داوود حدثنا عثمان بن ابي شيبة حدثنا جرير عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن ابي البختري قال القلوب اربعة. قلب اغلف فذلك قلب الكافر. وقلب مصفح. وذلك قلب المنافق. وقلب - 00:01:07ضَ

قد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب فيه ايمان ونفاق فمثل الايمان فيه كمثل شجرة كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل النفاق مثل قرحة يمدها قيح ودم. فايهما غلب عليه غلب - 00:01:27ضَ

وقد روي مرفوعا وهذا الذي قاله حذيفة يدل عليه قوله تعالى هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان فقد كانوا قبل ذلك فيهم نفاق مغلوب فلما كان يوم احد غلب نفاقهم فصاروا الى الكفر اقرب. وروى عبدالله بن المبارك عن عوف بن ابي جميلة - 00:01:49ضَ

عن عبد الله ابن ابن هند عن علي ابن ابي طالب قال ان الايمان يبدو لمظة بيظاء في القلب. فكلما زاد العبد ايمانا ازداد هذا القلب بياضا حتى اذا استكمل الايمان ابيض القلب كله. وان النفاق يبدو لمضة - 00:02:12ضَ

او داء في القلب. وكلما ازداد العبد نفاقا ازداد القلب سوادا حتى اذا استكمل العبد النفاق اسود القلب. وان الله لو شققتم عن قلب المؤمن لوجدتموه ابيض. ولو شققتم عن قلب المنافق والكافر لوجدتموه اسود. قال ابن مسعود - 00:02:32ضَ

الغناء ينبت النفاق في القلب. كما ينبت الماء البطل. رواه احمد وغيره. وهذا كثير عن السلف يبينون ان قلبه قد يكون فيه ايمان ونفاق. والكتاب والسنة يدلان على ذلك. فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر شعب الايمان - 00:02:52ضَ

وذكر شعب النفاق وقال من كانت فيه شعبة منهن كانت فيه شعبة من النفاق حتى يدعها. وتلك شعبة قد يكون معها كثير من شعب الايمان. ولهذا قال ويخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان - 00:03:12ضَ

فعلم ان من كان معه من الايمان اقل القليل لم يخلد في النار وان من كان معه كثير من النفاق فهو يعذب في النار على قدر ما معه من ذلك ثم يخرج من النار. وعلى هذا - 00:03:32ضَ

قوله للاعراب لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. النفي حقيقة دخول الايمان في قلوب بهم ولا يمنع ان يكون معهم شعبة منه كما نفاه عن الزاني والسارق ومن لا يحب لاخيه ما يحبه لنفسه - 00:03:49ضَ

ومن لا يأمن جاره بوائقه وغير ذلك كما تقدم ذكره. فان في القرآن والحديث ممن نفي عنه الايمان لترك بعظ الواجبات شيء كثير. وحينئذ فنقول من قال من السلف اسلمنا اي استسلمنا خوف السيف - 00:04:09ضَ

من قال هو الاسلام الجميع صحيح فان هذا انما اراد الدخول في الاسلام والاسلام الظاهر يدخل فيه المنافقون فيدخل فيه من كان في بقلبه ايمان ونفاق. قد علم انه يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من ايمان بخلاف المنافق المحض - 00:04:29ضَ

الذي قلبه كله اسود فهذا هو الذي يكون في الدرك الاسفل من النار. ولهذا كان الصحابة يخشون النفاق على انفسهم ولم يخافوا التكذيب لله ورسوله. فان المؤمن يعلم من نفسه انه لا يكذب الله ورسوله يقينا. وهذا مستند - 00:04:52ضَ

وقال انا مؤمن حقا فانه اراد بذلك ما يعلمه من نفسه من التصديق الجازم. ولكن الايمان ليس مجرد التصديق بل لا لابد من اعمال قلبية تستلزم اعمالا ظاهرة كما تقدم. فحب الله ورسوله من الايمان. وحب ما امر الله به - 00:05:12ضَ

وبغض ما نهى عنه هذا من اخص الامور بالايمان. ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في عدة احاديث ان من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن. فهذا يحب الحسنة ويفرح بها. ويبغض السيئة ويسوءه - 00:05:33ضَ

وان فعلها بشهوة غالبة. وهذا الحب والبغظ من خصائص الايمان. ومعلوم ان الزاني حين يزني انما يزني لحب نفسه لذلك الفعل فلو قام بقلبه خشية الله التي تقهر الشهوة او حب الله الذي لم يغلبها لم - 00:05:53ضَ

ولهذا ولهذا قال عن يوسف عليه السلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فمن كان مخلصا لله حق الاخلاص لم يزني وانما يزني لخلوه من ذلك. وهذا هو الايمان الذي - 00:06:13ضَ

ينزع منه لم ينزع منه نفس التصديق. ولهذا قيل هو مسلم وليس بمؤمن. فان المسلم المستحق للثواب لابد ان يكون مصدقا والا كان منافقا. لكن ليس كل من صدق قام بقلبه من الاحوال الايمانية الواجبة - 00:06:34ضَ

مثل كمال محبة الله ورسوله. ومثل خشية الله والاخلاص له في الاعمال والتوكل عليه. بل يكون الرجل مصدقا بما جاء به الرسول وهو مع ذلك يرائي باعماله ويكون اهله وماله احب اليه من الله ورسوله وجهاد في سبيله - 00:06:54ضَ

خوطب بهذا المؤمنون في اخر الامر في سورة براءة. فقيل لهم قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الاية. وبهذا الا تختم هذه الحلقة؟ فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:14ضَ