أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|236 من 287|الإيمان لا ينافي التوكل على الله والأخذ بالأسباب النافعة|الفوزان

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس والثلاثون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد فيقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في بيان انه لابد من فعل الاسباب النافعة مع الايمان بالقدر والتوكل على الله. والرد على من يفرق بينهما - 00:00:22ضَ

زعموا ان الايمان بالقدر والتوكل على الله يغنيان عن فعل الاسباب النافعة والاعمال الصالحة. وتجنب الاعمال الشيح قال رحمه الله وهذا الموضع قد وقع فيه كثير من المعظمين من المشايخ يسترسل احدهم مع القدر - 00:00:45ضَ

غير محقق لما امر به ونهي عنه. ويجعل ذلك من باب التفويض والتوكل والجري مع الحقيقة القدرية ويحسب ان قول القائل ينبغي للعبد ان يكون مع الله كالميت بين يدي غاسله يتضمن ترك العمل بالامر - 00:01:06ضَ

والنهي حتى يترك ما امر به ويفعل ما ما نهي عنه وحتى يضعف عن النور والفرقان الذي يفرق به بينما امر الله به واحبه وبينما نهى عنه وابغضه وسخطه. فيسوي بينما فرق الله بينه كما قال تعالى - 00:01:27ضَ

ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم شاء ما يحكمون وقال تعالى افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون وقال تعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض - 00:01:54ضَ

ام نجعل المتقين كالفجار وقال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال تعالى وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الاموات - 00:02:18ضَ

ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور وامثال ذلك حتى يفضي الامر بغلاتهم الى عدم التمييز بين الامر بالامور اه حتى يفضي الامر بولاتهم الى عدم التمييز - 00:02:38ضَ

بين الامر بالامر النبوي الالهي الفرقاني الشرعي الذي دل عليه الكتاب والسنة وبينما يكون في الوجود من الاحوال التي تجري على ايدي الكفار والفجار فيشهدون وجه الجمع من جهة كون الجميع بقضاء الله وقدره وربوبيته وارادته العامة - 00:03:00ضَ

وانه داخل في ملكه ولا يشهدون وجه الفرق الذي فرق الله به بين اوليائه واعدائه والابرار والفجار والمؤمنين والكافرين واهل الطاعة الذين اطاعوا امره الديني واهل المعصية الذين عصوا هذا الامر - 00:03:25ضَ

ويستشهدون في ذلك بكلمات نقلت عن بعض الاشياخ او ببعض غلطات بعضهم وهذا اصل عظيم من اعظم ما يجب الاعتناء به على اهل طريق الله السالكين سبيل الارادة ارادة ارادة الذين يريدون وجهه فانه قد دخل - 00:03:47ضَ

بسبب اهمال ذلك على طوائف منهم من الكفر والفسوق والعصيان ما لا يعلمه الا الله حتى يصيروا معاونين على البغي والعدوان للمسلطين في الارض من اهل الظلم والعلو كالذين يتوجهون بقلوبهم في معاونة من يهوونه - 00:04:14ضَ

من اهل العلو في الارض والفساد ظانين انهم اذا كانت لهم احوال اثروا بها في ذلك كان من اولياء الله فان القلوب لها من التأثير اعظم من مال الابدان لكن ان كانت صالحة كان تأثيرها صالحا - 00:04:37ضَ

وان كانت فاسدة كان تأثيرها فاسدا الاحوال يكون تأثيرها محبوبا لله تارة ومكروها لله اخرى وقد تكلم الفقهاء على وجوب القود على من يقتل غيره في الباطن حيث يجب القود في ذلك ويستشهدون ببواطنهم وقلوبهم - 00:04:58ضَ

ويستشهدون ببواطنهم وقلوبهم الامر الكوني ويعدون مجرد خرق العادة لاحدهم بكشف يكشف له او بتأثير يوافق ارادته هو كرامة من الله له ولا يعلمون انه في الحقيقة اهانة. وان الكرامة لزوم الاستقامة. وان الله لم يكرم عبده بكرامة - 00:05:22ضَ

عظم من موافقته فيما يحبه ويرضاه وهو طاعته وطاعة رسوله وموالاة اوليائه ومعاداة اعدائه. وهؤلاء هم اولياء الله الذين قال الله فيهم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 00:05:48ضَ

فان كانوا موافقين له فيما اوجبه عليهم فهم من المقصد من المقتصدين وان كانوا موافقين فيما اوجبه واحبه فهم من المقربين. مع ان كل واجب محبوب وليس كل محبوب واجبة - 00:06:09ضَ

واما ما يبتلي الله به عبده من السراء بخرق العادة او بغيرها او بالضراء فليس ذلك لاجل كرامة العبد على ربه ولا هوانه عليه بل قد يسعد بها اقوام اذا اطاعوه في ذلك ويشقى بها اقوام اذا عصوه في ذلك - 00:06:27ضَ

قال الله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن. واما اذا ما ابتلى او فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهان كلا. ولهذا كان الناس في هذه الامور على ثلاثة اقسام - 00:06:47ضَ

قسم ترتفع درجاتهم بخرق العادة اذا استعملوها في طاعة الله. وقسم يتعرضون بها لعذاب الله استعملوها في معصية الله كبولعام وغيره وقسم تكون في حقهم بمنزلة المباحات والقسم الاول هم المؤمنون حقا - 00:07:07ضَ

المتبعون لنبيهم سيد ولد ادم الذي انما كانت خوارقه لحجة يقيم بها الدين او لحاجة يستعين بها على طاعة الله ولكثرة الغلط في هذا الاصل انهى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:30ضَ

عن الاستغسال مع القدر بدون الحرص على فعل المأمور الذي ينفع العبد. فروى مسلم في صحيحه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف - 00:07:48ضَ

وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فان لو تفتح عمل الشيطان وفي سنن ابي داود - 00:08:07ضَ

ان رجلين اختصما الى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى على احدهما فقال المقضي عليه حسبي الله ونعم الوكيل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس. فاذا - 00:08:27ضَ

غلبك امر فقل حسبي الله ونعم الوكيل. فامر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن ان يحرص على ما ينفعه. وان يستعين بالله وهذا مطابق لقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقوله فاعبده وتوكل عليه وبهذا - 00:08:47ضَ

انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:07ضَ