أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|238 من 287|حكم تمني الابتلاء|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن والثلاثون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد يقول الشيخ رحمه الله في معرض ان الانسان لا ينتمي في معرض ان الانسان لا يتمنى الابتلاء بل عليه ان يسأل الله العافية - 00:00:22ضَ

وان عليه اذا ابتلي ان يصبر قال رحمه الله كان طائفة من المشايخ يعزمون على الرضا قبل وقوع البلاء. فاذا وقع ان فسخت عزائمهم كما يقع نحو ذلك في الصبر وغيره - 00:00:40ضَ

كما قال تعالى ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان - 00:00:58ضَ

مرصوص ولهذا كره للمرء ان يتعرض للبلاء بان يوجب على نفسه ما لا ما لا يوجبه الله عليه بالعهد والنذر ونحو ذلك او يطلب ولاية او او يقدم على بلد فيه طاعون. كما ثبت في الصحيحين من غير وجه - 00:01:22ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل. وثبت عنه في الصحيحين انه قال لعبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها من غير مسألة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها - 00:01:45ضَ

وان اعطيتها من غير مسألة اعنت عليها. واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فاتي الذي هو خير وكفر عن يمينك وثبت عنه في الصحيحين انه قال في الطاعون - 00:02:09ضَ

اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه. واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا منها وثبت عنه في الصحيحين انه قال لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية. ولكن اذا لقيتموهم فاصبروا - 00:02:26ضَ

واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف وامثال ذلك مما يقتضي ان الانسان لا ينبغي له ان يسعى فيما يوجب عليه اشياء ويحرم عليه اشياء فيبخل بالوفاء كما يفعل كثير ممن يعاهد الله عهودا على امور وغالب هؤلاء يبتلون بنقض العهود ويقتضي ان الانسان - 00:02:44ضَ

اذا ابتلي فعليه ان يصبر ويثبت ولا ينكل حتى يكون من الرجال الموقنين القائمين بالواجبات ولابد في جميع ذلك من الصبر. ولهذا كان الصبر واجبا باتفاق المسلمين على اداء الواجبات وترك المحظورات ويدخل في ذلك الصبر على المصائب - 00:03:09ضَ

العنان يجزع فيها والصبر على والصبر عن اتباع اهواء النفوس فيما نهى الله عنه قد ذكر الله الصبر في كتابه في اكثر من تسعين موضعا وقرنه بالصلاة في قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة - 00:03:32ضَ

وانها لكبيرة الا على الخاشعين واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين. وقوله اقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل الى قوله واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - 00:03:51ضَ

فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك الاية وجعل الامامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين بقوله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فالدين كله علم بالحق وعمل به. والعمل به لابد فيه من الصبر. بل وطلب علمه يحتاج الى الصبر كما - 00:04:15ضَ

قال معاذ بن جبل رضي الله عنه عليكم بالعلم فان طلبه لله عبادة ومعرفته خشية والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة. ومذاكرته تسبيحه به به يعرف الله ويعبد وبه يمجد الله ويوحد - 00:04:43ضَ

يرفع يرفع الله بالعلم اقواما يجعلهم للناس ائمة وقادة يهتدون بهم وينتهون الى رأيهم فجعل البحث عن العلم من الجهاد ولابد في الجهاد من الصبر. ولهذا قال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر - 00:05:06ضَ

الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وقال تعالى واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. فالعلم النافع هو اصل الهدى والعمل بالحق هو الرشاد وضد الاول الضلال وضد الثاني الغي. فالظلال العلم فالظلال العمل بغير علم - 00:05:25ضَ

والغي اتباع الهوى قال تعالى والنجم اذا هوى ما ظل صاحبكم وما غوى فلا ينال الهدى الا بالعلم ولا ينال الرشاد الا بالصبر ولهذا قال علي الا ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. فاذا انقطع الرأس بان الجسد ثم رفع - 00:05:54ضَ

صوته فقال الا لا ايمان لمن لا صبر له واما الرضا فقد تنازع العلماء والمشايخ من اصحاب الامام احمد وغيرهم في الرضا بالقضاء هل هو واجب او مستحب؟ على قولين - 00:06:17ضَ

فعلى الاول يكون من اعمال المقتصدين. وعلى الثاني يكون من اعمال المقربين. قال عمر بن عبدالعزيز الرضا ولكن الصبر معول المؤمن وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لابن عباس ان استطعت ان تعمل لله بالرضا - 00:06:33ضَ

مع اليقين فافعل فان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ولهذا لم يجيء في القرآن الا مدح الراضين لا ايجاب ذلك. وهذا في الرضا بما يفعله الرب بعبده من المصائب - 00:06:56ضَ

المرض والفقر والزلازل كما قال تعالى والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس قال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا. فالبأساء في الاموال والضراء في الابدان والزلزال في القلوب. واما - 00:07:13ضَ

وبما امر الله به فاصله واجب وهو من الايمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد النبي - 00:07:42ضَ

وهو من توابع المحبة. قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله - 00:07:57ضَ

قالوا حسبنا الله ومن النوع الاول ما رواه احمد والترمذي وغيرهما عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من عادة ابن ادم استخارته من من سعادة ابن ادم استخارته لله ورضاه بما قسم الله له - 00:08:17ضَ

ومن شقاوة ابن ادم ترك استخارته لله وسخطه بما قسم الله له واما المنهيات من الكفر والفسوق والعصيان فاكثر العلماء يقولون لا يشرع الرظاء بها. كما لا تشرع محبتها وقال قوم ترظى من جهة كونها مظافة الى الله وتسخط من جهة كونها مظافة الى العبد فعلا وكسبا - 00:08:40ضَ

وهذا القول لا ينافي الذي قبله بل هما يعودان الى اصل واحد وهو سبحانه انما قدر الاشياء لحكمة باعتبار تلك الحكمة محبوبة مرضية قد تكون في نفسها مكروهة ومسخوطة. وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى - 00:09:07ضَ

حلقة القادمة باذن الله صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:09:27ضَ