أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|239 من 287|العلاقة بين الرضا بقضاء الله وبين حمده|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والثلاثون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله على عظيم فضله وجزيل عطاءه. الصلاة والسلام على النبي الكريم نبينا محمد وعلى اله واصحابه. ومن سار على نهجه واقتداه واقتدى به وبعد فقد بين الشيخ رحمه الله ما بين الرضا بقضاء الله وبين حمده من علاقة فقال والرضا وان كان من اعمال - 00:00:22ضَ

قلوب فكماله هو الحمد حتى ان بعضهم فسر الحمد بالرضا ولهذا جاء في الكتاب والسنة حمد الله على كل حال. وذلك يتضمن الرضا بقضائه. وفي الحديث اول من يدعى الى الجنة الحمادون - 00:00:46ضَ

الذين يحمدون الله في السراء والظراء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا اتاه الامر يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات واذا اتاه الامر يسوء قال الحمد لله على كل حال - 00:01:07ضَ

وفي مسند الامام احمد عن ابي موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قبض اذا قبض ولد العبد يقول الله لملائكته اقبضتم ولد عبدي فيقولون نعم. فيقول اقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم - 00:01:29ضَ

فيقول ماذا قال عبدي؟ فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب لواء وللحمد وامته الحمادون الذين يحمدون الله على السراء والظراء - 00:01:51ضَ

والحمد على الظراء يوجبه مشهدان. احدهما علم العبد بان الله سبحانه مستوجب لذلك مستحق له لنفسه شتيه؟ فانه احسن كل شيء خلقه واتقن كل شيء وهو العليم الحكيم الخبير الرحيم - 00:02:13ضَ

والثاني علمه بان اختيار الله لعبده المؤمن خير من اختياره لنفسه. كما روى مسلم في صحيحه وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له. وليس ذلك الا للمؤمن. ان - 00:02:32ضَ

اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان كل قضاء يقضيه الله للمؤمن الذي يصبر على البلاء ويشكر على السراء فهو خير له. قال تعالى ان في ذلك - 00:02:55ضَ

لايات لكل صبار شكور وذكرهما في اربعة مواضع من كتابه. فاما من لا يصبر على البلاء ولا يشكر على الرخاء فلا يلزم ان يكون القضاء خيرا له ولهذا اجيب من اورد هذا على ما يقضى على المؤمن من المعاصي بجوابين - 00:03:15ضَ

احدهما ان هذا انما يتناول ما اصاب العبد لا ما فعله العبد كما في قوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله اي من سراء. وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي من ظراء - 00:03:38ضَ

وكقوله وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون اي بالسراء والضراء كما قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة. قال تعالى ان تمسسكم حسنة تسوءهم وان تصبكم سيئة يفرحوا بها الحسنات والسيئات يراد بها المسار والمظر ويراد بها الطاعات والمعاصي - 00:03:54ضَ

والجواب الثاني ان هذا في حق المؤمن الصبار الشكور والذنوب والذنوب تنقص الايمان فاذا تاب العبد احبه الله قد ترتفع درجته بالتوبة قال بعض السلف كان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة - 00:04:20ضَ

فمن قضي له بالتوبة كان كما قال سعيد بن جبير ان العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وان العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة. وذلك انه يعمل الحسنة فتكون نصب عينيه ويعجب بها - 00:04:42ضَ

ويعمل السيئة وتكون نصب عينيه فيستغفر الله ويتوب اليه منها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الاعمال بالخواتيم والمؤمن اذا فعل سيئة فان عقوبتها تندفع عنه بعشرة اسباب - 00:05:00ضَ

ان يتوب فيتوب الله عليه. فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له. او يستغفر فيغفر له. او يعمل حسنات تمحوها فان الحسنات يذهبن السيئات او يدعو له اخوانه المؤمنون ويستغفرون له حيا وميتا - 00:05:20ضَ

او يهدون له من ثواب اعمالهم ما ينفعه الله به او يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. او يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه او تليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه - 00:05:40ضَ

او يبتليه الله في عرصات القيامة من اهوالها بما يكفر به عنه او يرحمه ارحم الراحمين. فمن اخطأته هذه العشرة فلا يلومن الا نفسه. فاذا كان المؤمن يعلم ان وخير له اذا كان صبارا شكورا او كان قد استخار الله وعلم ان من سعادة ابن ادم في استخارة - 00:05:58ضَ

لله ورضاه بما قسم الله له كان قد رضي بما هو خير له وفي الحديث الصحيح عن علي رضي الله عنه قال ان الله يقضي بالقضاء. فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط - 00:06:24ضَ

ففي هذا الحديث الرضا والاستخارة فالرضا بعد القضاء والاستخارة قبل القضاء. وهذا اكمل من الظراء والصبر فلهذا ذكر في ذاك الرضا وفي هذا الصبر ثم ان كان القضاء مع الصبر خيرا له فكيف مع الرضا؟ ولهذا جاء في الحديث المصاب من حرم الثواب - 00:06:42ضَ

في الاثر الذي رواه الشافعي في مسنده ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات سمعوا قائلا يقول يا ال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل - 00:07:06ضَ

اية فبالله فثقوا واياه فارجو فان المصاب من حرم الثواب. ولهذا لم يؤمر بالحزن المنافي للرضا قط مع انه لا فائدة فيه. فقد يكون فيه مضرة لكنه يعفى عنه اذا لم يقترن بما يكرهه الله - 00:07:26ضَ

اه لكن البكاء لكن البكاء على الميت على وجه الرحمة حسن مستحب. وذلك لا ينافي الرضا بخلاف بكاء بخلاف البكاء عليه لفوات حظه منه. وبهذا يعرف معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:46ضَ

ما بكى على الميت وقال ان هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده. وانما يرحم الله من عباده الرحماء فان هذا ليس كبكاء من يبكي لحظه لا لرحمة الميت. وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن - 00:08:06ضَ

ها وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:08:26ضَ