أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|241 من 287|محبة الله و ثمراتها|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والاربعون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله على ما من واعطى. والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى وعلى اله واصحابه اهل البر والوفاء اما بعد فيواصل الشيخ رحمه الله حديثه في موضوع محبة الله وعلاماتها - 00:00:21ضَ
وثمراتها فيقول ان المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغض محبوبه ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضى لرضاه ويغضب لغضبه ويأمر بما يأمر به عما ينهى عنه فهو موافق له في ذلك وهؤلاء هم الذين يرضى الرب لرضاهم ويغضب لغضبهم - 00:00:41ضَ
اذ هم انما يرظونه انما يرظون لرضاه ويغظبون لغظبه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر في طائفة فيهم صهيب وبلال لعلك اغضبتهم. لان كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك. فقال لهم يا - 00:01:07ضَ
هل اغضبتكم؟ قالوا لا يغفر الله لك يا ابا بكر. وكان قد مر بهم ابو سفيان ابن حرب فقالوا ما اخذ السيوف من عدو الله مأخذها. فقال لهم ابو بكر اتقولون هذا لسيد قريش؟ وذكر ابو بكر - 00:01:28ضَ
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما تقدم. لان اولئك انما قالوا ذلك غضبا لله. لكمال ما عندهم من من الموالاة لله ورسوله والمعاداة لاعداء الله ورسوله. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح - 00:01:48ضَ
فيما يروي عن ربه عز وجل ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت معه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي - 00:02:08ضَ
ابطشوا وبي يمشي ولان سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. وما ترددت في شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفس عبد المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته. ولابد له منه. فبين سبحانه انه يتردد لان - 00:02:28ضَ
ردد تعارض ارادتين وهو سبحانه يحب ما يحب عبده ويكره ما يكرهه من الموت. فهو يكرهه كما قال انا اكره مساءته وهو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد ان يموت. فسمى ذلك ترددا ثم بين انه لابد من - 00:02:48ضَ
وقوع ذلك وهذا اتفاق واتحاد في المحبوب المرظي المأمور به والمبغظ المكروه المنهي عنه. وقد يقال له اتحاد نوعي اتحاد نوعي وصفي وليس ذلك اتحاد الذاتين وليس ذلك اتحاد الذاتين فان ذلك محال ممتنع والقائل به كافر. وهو قول وهو قول النصارى والغالية من الرافضة - 00:03:08ضَ
والنساك كالحلاجية ونحوهم. وهو الاتحاد المقيد في شيء بعينه. واما واما الاتحاد المطلق الذي هو اهل وحدة الوجود الذين يزعمون ان وجود المخلوق هو عين وجود الخالق فهذا تعطيل للصانع - 00:03:36ضَ
دله وهو جامع لكل شرك. فكما ان الاتحاد نوعان فكذلك الحلول نوعان. قوم يقولون بالحلول المقيد في بعض والاشخاص وقوم يقولون بحلوله في كل شيء وهم الجهمية. الذين يقولون ان ذات الله في كل مكان قد يقع - 00:03:56ضَ
او لبعض المصطلمين اهل الفناء في المحبة ان يغيب بمحبوبه عن نفسه وحبه ويغيب بمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته وبموجوده عن وجوده حتى لا يشهد الا محبوبه فيظن ظن في زوال تمييزه ونقص عقله وسكره انه هو محبوبه. كما قيل ان محبوبا وقع في اليم فالقى المحب نفسه - 00:04:16ضَ
وخلفه فقال انا وقعت فانت ما الذي اوقعك؟ فقال غبت بك عني فظننت انك عني. فلا ريب ان فهذا خطأ وضلال فالفناء الذي يفضي بصاحبه الى مثل هذا حال ناقص. ولهذا لم يرد مثل هذا عن الصحابة الذين هم افظل هذه - 00:04:45ضَ
امة ولا عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو افضل الرسل. وان كانت المحبة التامة مستلزمة لموافقة محبوبه ومكروهه وولايته وعداوته. فمن المعلوم ان من احب الله المحبة الواجبة فلابد ان يبغض اعداءه - 00:05:08ضَ
ولابد ان يحب ما يحبه من جهادهم. كما قال تعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا من كانهم بنيان مرصوص والمحب التام لا يؤثر لا يؤثر فيه لوم لائم وعزل العاذل. بل ذلك - 00:05:28ضَ
يعزيه بملازمة المحبة كما قد قال اكثر الشعراء في ذلك. وهؤلاء هم اهل المنام المحمود وهم الذين لا يخافون هنا من يلومهم على ما يحب الله ويرضاه من جهاد اعدائه - 00:05:48ضَ
فان المنام على ذلك كثير. واما الملام على فعل ما يكرهه الله. او ترك او ترك ما احبه الله. فهو لوم بحق وليس ليس من المحمود وليس من المحمود الصبر على هذا الملام - 00:06:03ضَ
بل الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل. وبهذا يحصل الفرق بين المنامية الذين يفعلون ما يحبه الله ورسوله ولا يخافون في الله لومة لائم في ذلك وبين الملامية الذين يفعلون ما يبغضه الله ورسوله ويصبرون على المنام في - 00:06:19ضَ
خليكوا واذا كانت المحبة اصل كل عمل ديني فالخوف والرجاء وغيرهما يستلزم المحبة ويرجع اليها. فان الراجي انما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه. والخائف يفر من المخوف لينال المحبوب. قال تعالى اولئك الذين - 00:06:39ضَ
حين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه الاية. وقال تعالى ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله ورحمته اسم جامع لكل خير وعذابه اسم جامع لكل شر. ودار الرحمة الخالصة هي الجنة ودار العذاب الخالص - 00:07:00ضَ
هي النار واما الدنيا واما الدنيا فدار امتزاج فالرجاء وان تعلق بدخول الجنة فالجنة اسم جامع لكل نعيم واعلاه النظر الى وجه الله. كما في صحيح مسلم عن عبدالرحمن ابن ابي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه - 00:07:27ضَ
عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى مناد يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكم فيقولون ما هو؟ الم يبيضوا وجوهنا؟ الم يثقل موازيننا ويدخلنا الجنة؟ وينجنا من النار؟ قال - 00:07:47ضَ
ويكشف الحجاب فينظرون اليه فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه. وهو الزيادة يعني التي ذكرها الله في بقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وفي قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. نسأل الله من فضله وكرمه - 00:08:07ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والحمد لله رب العالمين - 00:08:27ضَ