أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|245 من 287|إنكار الجهمية للخلة الحاصلة لإبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والاربعون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والجهمية ينكرون في والجهمية ينكرون ان يكون ابراهيم خليلا وموسى كليما - 00:00:22ضَ

لان الخلة هي كمال المحبة المستغرقة للمحب كما قيل قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيح عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر - 00:00:45ضَ

قليلا ولكن صاحبكم خليل الله يعني نفسه عليه الصلاة والسلام وفي رواية اني ابرأ الى كل خليل من خلته ولو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا - 00:01:11ضَ

وفي رواية ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. فبين صلى الله عليه وسلم انه لا يصلح له ان اتخذ من المخلوقين خليلا وانه لو امكن ذلك لكان احق الناس بها ابو بكر الصديق رضي الله عنه - 00:01:27ضَ

مع انه صلى الله عليه وسلم قد وصف نفسه بانه يحب اشخاصا كما قال لمعاذ والله اني لاحبك كذلك قوله للانصار. وكان زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك ابنه اسامة حبه - 00:01:47ضَ

وامثال ذلك وقال له عمرو بن العاص اي الناس احب اليك يا رسول الله؟ قال عائشة قال فمن الرجال قال ابوها وقال لفاطمة ابنته رضي الله عنها الا تحبين ما احب؟ قالت بلى - 00:02:07ضَ

قال فاحبي عائشة وقال للحسن اللهم اني احبه اللهم اني احبه فاحبه واحب من يحبه وامثال هذا كثير ووصف نفسه بمحبة اشخاص وقال اني ابرأ الى كل خليل من خلته. ولو كنت متخذا من اهل الارض خليلا - 00:02:26ضَ

قلت ابا بكر خليلا. فعلم ان الخلة اخص من مطلق المحبة. بحيث هي من كمالها وتخللها المحب حتى لا يكون المحبوب بها محبوبا لذاته لا لشيء اخر اذ المحبوب لشيء غيره هو مؤخر في الحب عن ذلك الغير. ومن كمالها لا تقبل الشركة. فالمزاحمة ومن كمال - 00:02:49ضَ

لا تقبل الشركة والمزاحمة لتخللها المحب. ففيها كمال التوحيد وكمال الحب. فالخلة تنافي المزاح اما وتقدم الغير بحيث يكون المحبوب محبوبا لذاته محبة لا يزاحمه فيها غيره وهذه محبة لا تصلح الا لله. فلا يجوز ان يشركه غيره فيما يستحقه من المحبة. وهو محبوب لذاته - 00:03:13ضَ

كل ما يحب غيره اذا كان محبوبا بحق فانما يحب لاجله. وكل ما احب لغيره فمحبته باطلة. فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما كان لله تعالى واذا كانت الخلة كذلك فمن المعلوم ان من انكر ان يكون الله محبوبا لذاته لذاته ينكر مخاللته - 00:03:45ضَ

وكذلك ايضا ان انكر محبته لاحد من عباده فهو ينكر ان يتخذه خليلا بحيث يحب الرب ويحبه العبد كما اكمل على اكمل ما يصلح للعباد وكذلك تكليمه لموسى انكروه لانكارهم ان تقوم به صفة من الصفات - 00:04:10ضَ

او فعل من الافعال فكما ينكرون ان يتصف بحياة او قدرة او علم او ان يستوي او ان يجيء فكذلك فينكرون ان يتكلم او يكلم. فهذا حقيقة قولهم كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم - 00:04:33ضَ

لكن لما كان الاسلام ظاهرا والقرآن متلوا لا يمكن جحده لمن اظهر الاسلام اخذوا يلحدون في اسماء الله ويحرفون الكلم عن مواضعه فتأولوا محبة العباد له لمجرد محبتهم لطاعته او التقرب اليه. وهذا - 00:04:53ضَ

عظيم فان محبة المتقرب الى المتقرب اليه تابع لمحبته وفرع عليه. فمن لا يحب الشيء لا يمكن ان يحب التقرب اليه. اذ التقرب وسيلة ومحبة الوسيلة تبع لمحبة المقصود. فيمتنع ان تكون الوسيلة - 00:05:13ضَ

الى الشيء المحبوب هي المحبوب دون الشيء المقصود بالوسيلة وكذلك العبادة والطاعة اذا قيل في المطاع المعبود ان هذا يحب طاعته وعبادته فان محبته ذلك تبع لمحبته والا فمن لا يحب لا تحب طاعته وعبادته. ومن كان لا يعمل لغيره الا لعوظ يناله من - 00:05:33ضَ

او لدفع عقوبة فانه يكون معاوضا له او مفتديا منه لا يكون محبا له ولا يقال ان هذا يحبه ويفسر ذلك بمحبة طاعته وعبادته. فان المقصود وان استلزمت محبة الوسيلة او غير محبة الوسيلة - 00:06:00ضَ

فان ذلك يقتضي ان يعبر بلفظين محبة العوظ والسلامة عن محبة العمل. اما محبة الله فلا تعلق لها بمجرد محبة العوظ. الا ترى ان من هجر اجيرا بعوض لا يقال ان الاجير يحبه بمجرد ذلك بل قد يستأجر الرجل بل قد يستأجر الرجل من لا يحب - 00:06:20ضَ

بحال بل من يبغضه. وكذلك من افتدى نفسه بعمل من عذاب معذب لا يقال انه يحبه بل يكون مبغضا فعلم ان ما وصف الله به عباده المؤمنين من انهم يحبونه يمتنعوا الا يكون معناه الا مجرد محبة العمل الذي ينالون به بعض الاغراض المخلوقة - 00:06:45ضَ

من غير ان يكون ربهم محبوبا اصلا. وايضا فلفظ العبادة متظمن للمحبة مع الذل كما تقدم ثم رد الشيخ رحمه الله على نفيهم محبة الله لعبده حيث قالوا ان المحبة لا تكون الا لمناسبة بين - 00:07:10ضَ

المحب والمحبوب والله لا مناسبة بينه وبين عباده. فقال رحمه الله واما قولهم انه لا المناسبة بين القديم وحدة توجب محبته له وتمتعه بالنظر اليه فهذا الكلام مجمل فان ارادوا بالمناسبة انه ليس بينهما توالد فهذا حق - 00:07:28ضَ

وان ارادوا انه ليس بينهما من المناسبة ما بين الاكل والمأكول او نحو ذلك فهذا ايضا حق وان ارادوا انه لا مناسبة بينهما توجب ان يكون احدهما محبا عابدا والاخر معبودا محبوبا فهذا رأس المسألة. فالاحتجاج به مصادرة على المطلوب. ثم يقال بل لا مناسبة تقتضي المحبة - 00:07:53ضَ

الكاملة الا المناسبة التي بين المخلوق والخالق الذي لا اله غيره الذي هو في السماء وفي الارظ اله وله المثل الاعلى في السماوات والارض. وحقيقة هؤلاء جحد كون الله معبودا في الحقيقة. ولهذا وافق على هذه المسألة - 00:08:18ضَ

من الصوفية والمتكلمين الذين ينكرون ان يكون الله محبا في الحقيقة فاقروا بكونه محبوبا منعوا كونه محبا واصل انكارها انما هو قول المعتزلة ونحوهم من الجهمية ومن المعلوم انه قد دل الكتاب والسنة واتفاق سلف الامة على - 00:08:38ضَ

ان الله يحب ويرضى ما امر بفعله من واجب ومستحب. وان لم يكن ذلك موجودا. وعلى انه قد يريد وجود نور يبغضها ويسخطها من الاعيان والافعال كالفسق والكفر. وقد قال تعالى والله لا يحب الفساد. قال تعالى ولا يرضى - 00:09:00ضَ

بلاده الكفر وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:20ضَ