أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|247 من 287|محبة الله لعباده ومحبتهم له-الجزء الثاني|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والاربعون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة الصلاة والسلام على نبينا محمد المؤيد بالمعجزات الباهرة. اما بعد فيواصل الشيخ رحمه الله وكلامه عن محبة الله لعباده ومحبتهم له. فيقول ومما ينبغي التفطن له - 00:00:22ضَ
ان الله سبحانه قال في كتابه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. قال طائفة من السلف ادعى قوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم انهم يحبون الله - 00:00:46ضَ
فانزل الله هذه الاية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فبين سبحانه ان محبته توجب اتباع الرسول وان اتباع الرسول يوجب محبة الله للعبد. وهذه محبة امتحن الله بها امتحن الله - 00:01:04ضَ
يا اهل دعوى محبة الله. فان هذا الباب تكثر فيه الدعاوى والاشتباه. ولهذا يروى عندي النون المصري انهم تكلموا في مسألة المحبة عنده فقال اسكتوا عن هذه المسألة لئلا اتسمعها النفوس فتدعيها - 00:01:28ضَ
لان لا تسمعها النفوس فتدعيها. وقال بعضهم من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق. ومن عبد الله بالخوف وحده فهو فهو حروري. ومن عبده بالرجاء جاء وحده فهو مرجئ. ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد - 00:01:51ضَ
وذلك لان الحب المجرد تنبسط النفوس فيه حتى تتوسع في اهوائها اذا لم يزعها وازع الخشية لله حتى قالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه ويوجد في مدعي المحبة من مخالفة الشريعة ما لا يوجد في اهل الخشية - 00:02:15ضَ
ولهذا قرن الخشية بها في قوله هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب وكان المشائخ المصنفون في السنة يذكرون في عقائدهم مجانبة من يكثر من دعوى المحبة - 00:02:40ضَ
والخوظ فيها من غير خشية لما في ذلك من الفساد الذي وقع فيه طوائف من المتصوفة وما وقع في هؤلاء من فساد الاعتقاد والاعمال اوجب انكار اوجب انكار الطوائف لاصل طريقة المتصوفة بالكلية. حتى صار المنحرفون صنفين. صنف يقر بحق - 00:03:04ضَ
وباطلها وصنف ينكر حقها وباطلها. والصواب انما هو الاقرار بما فيها وفي غيرها من وافقت الكتاب والسنة والانكار لما فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة. قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. فاتباع سنة رسول الله صلى الله - 00:03:34ضَ
عليه وسلم وشريعته باطنا وظاهرا هو موجب محبة الله كما ان الجهاد في سبيله وموالاة اوليائه ومعاداة اعدائه هو حقيقتها. كما في الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. وفي الحديث من احب لله وابغض لله واعطى - 00:04:04ضَ
لا ومنع لله فقد استكمل الايمان وكثير ممن يدعي المحبة هو ابعد من غيره عن اتباع السنة وعن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ويدعي مع هذا ان ذلك اكمل الطريق - 00:04:31ضَ
ويدعي ويدعي مع هذا ان ذلك اكمل لطريق المحبة من غيره لزعمه ان طريق المحبة ليس فيه غيرة ولا غضب ولا غضب لله. وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة. ولهذا في الحديث - 00:04:51ضَ
المأثور يقول الله تعالى يوم القيامة اين المتحابون بجلالي اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي. فقوله اين المتحابون بجلال الله؟ تنبيه على ما في قلوبهم من اجلال الله وتعظيم - 00:05:11ضَ
مع التحاب فيه وبذلك يكون وبذلك يكون وبذلك يكونون حافظين لحدوده دون الذين فلا يحفظون حدوده لضعف الايمان في قلوبهم. وهؤلاء الذين جاء فيهم الحديث حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتجالسين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت - 00:05:31ضَ
محبتي للمتبادلين في والاحاديث في المتحابين في الله كثيرة الى ان قال رحمه الله واصل المحبة ومعرفة الله سبحانه وتعالى. ولها اصلان احدهما وهو الذي يقال له محبة العامة لاجل احسانه - 00:06:05ضَ
الى عباده وهذه المحبة على هذا الاصل لا ينكرها احد. فان القلوب مجبولة على حب من احسن اليها وبغض من اساء اليها والله سبحانه هو المنعم المحسن الى عبده بالحقيقة. فانه المتفضل بجميع النعم - 00:06:26ضَ
وان جرت بواسطة اذ هو ميسر الوسائط ومسبب الاسباب ولكن هذه المحبة في الحقيقة اذا لم تجذب القلب الى محبة الله نفسه فما احب فما احب العبد في الحقيقة الا نفسه وكذلك كل من احب شيئا من اجل احسانه اليه فما احب في الحقيقة الا نفسه وهذا - 00:06:48ضَ
ليس بمذموم بل محمود. وهذه المحبة المشار اليها بقوله صلى الله عليه وسلم احبوا الله لما يغدوكم به من نعمه. واحبوني لحب الله واحبوا اهلي بحبي والمقتصر على هذه المحبة هو لم يعرف من جهة الله ما يستوجب انه - 00:07:17ضَ
يحب الا احسانه اليه. وهذا كما قالوا الحمدلله على نوعين. حمد وشكر وذلك لا يكون الا على نعمته وحمد هو مدح وثناء عليه ومحبة له وهو بما يستحقه نفسه سبحانه. فكذلك الحب فان الاصل الثاني فيه هو محبته لما هو اهل له. وهذا حب من - 00:07:41ضَ
من عرف من الله ما يستحق ان يحب من اجله. وما من وما من وجه من وهي التي يعرف الله بها مما دلت عليه اسماؤه وصفاته الا وهو يستحق المحبة الكاملة من - 00:08:11ضَ
الوجه حتى جميع مفعولاته. اذ كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل. ولهذا استحق ان يكون محمودا على كل حال. ويستحق ان يحمد على السراء والظراء وهذا اعلى واكمل وهذا حب الخاصة وهؤلاء هم الذين اه يطلبون وهؤلاء - 00:08:31ضَ
هم الذين يطلبون لذة النظر الى وجهه الكريم. ويتلذذون بذكره ومناجاته. ويكون ذلك اعظم من الماء للسمك حتى لو انقطعوا عن ذلك لوجدوا من الالم ما لا يطيقون. وهم السابقون - 00:08:58ضَ
في صحيح مسلم كما في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بجبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المغردون قالوا يا رسول الله - 00:09:18ضَ
اي من المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. ذكر الشيخ رحمه الله ان محبة الله على نوعين النوع الاول محبته من اجل نعمه على العباد لما جبلت عليه النفوس من محبة من احسن اليها - 00:09:38ضَ
والله سبحانه هو المنعم بكل النعم النوع الثاني محبته من اجل ذاته واسمائه وصفاته وافعاله. وهذا النوع اكمل من النوع الاول لما فيه من معرفة الله واجلاله وتعظيمه. كما انه سبحانه يحمد على كل حال. وصلى الله وسلم على نبينا - 00:10:00ضَ
محمد وعلى اله وصحبه وبهذا انتهت هذه الحلقة - 00:10:24ضَ