أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|249 من 287|أمراض القلوب وشفاؤها-الجزء الثاني|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والاربعون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله على مزيد فضله وسابغ احسانه. الصلاة والسلام على محمد خير خلقه وخاتم رسله واله واصحابه. اما بعد تكلموا الشيخ رحمه الله عن امراض القلوب وشفائها فيقول ذكر الله سبحانه - 00:00:22ضَ
اية النور واية الظلمة. فقال تعالى الله نور السماوات والارض. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها كوكب دري. يوقد من شجرة مباركة زيتونة. لا ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور - 00:00:41ضَ
فهذا مثل نور الايمان في قلوب المؤمنين ثم قال تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده ووجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب. او كظلمات في بحر لجي يغشاه - 00:01:11ضَ
له موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها من لم يجعل الله له نورا فما له من نور فالاول مثل الاعتقادات الفاسدة والاعمال. فالاول مثل الاعتقادات الفاسدة - 00:01:35ضَ
والاعمال السيئة يحسبها صاحبها شيئا ينفعه فاذا جاءها لم يجدها شيئا ينفعه فوفاه الله حسابه على تلك الاعمال. والثاني مثل مثل للجهل البسيط عدم الايمان والعلم فان صاحبها في ظلمات بعظها فوق بعظ لا يبصر شيئا فان البصر انما هو بنور - 00:01:59ضَ
الايمان والعلم. قال تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون وقال تعالى ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه وهو برهان الايمان الذي حصل في قلبه فصرف الله به ما كان قد هم به وكتب له حسنة - 00:02:29ضَ
كاملة ولم يكتب عليه خطيئة. فاذا فعل خيرا فاذا فعل خيرا ولم يفعل سيئا. فكتب عليه فكتب له حسنة كاملة. ولم يكتب له اذ فعل خيرا ولم يفعل سيئا. وقال تعالى لتخرج الناس من الظلمات الى النور - 00:02:57ضَ
قال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به - 00:03:22ضَ
ولهذا ضرب الله للايمان مثلين مثلا بالماء الذي به الحياة وما يقترن به من الزبد ومثلا بالنار التي بها النور وما يقترن بما يوقد عليه من من الزبد وكذلك ضرب الله للنفاق - 00:03:39ضَ
مثلين قال تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل. فاما الزبد فيذهب جفاء. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك - 00:03:58ضَ
لكي يضرب الله الامثال. وقال تعالى في المنافقين مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ابى الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون. او كصيد من السماء فيه ظلمات - 00:04:24ضَ
ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت. والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله ذهب بسمعهم وابصارهم - 00:04:46ضَ
ان الله على كل شيء قدير. فضرب لهم مثلا كالذي او قد النار كلما اضاءت اطفاء الله والمثل الثاني كالماء النازل من السماء وفيه ظلمات ورعد وبرق ورعد وبرق يرى. والمقصود هنا ذكر حياة القلوب وانارتها. وفي الدعاء المأثور - 00:05:09ضَ
اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا والربيع هو المطر الذي ينزل من السماء فينبت به النبات. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا او يلم - 00:05:35ضَ
والفصل الذي ينزل فيه المطر تسميه العرب بالربيع لنزول المطر الذي ينبت الربيع فيه وغيرهم يسمي الربيع الفصل الذي يلي الشتاء. وغيرهم يسمي الربيع الفصل الذي يلي الشتاء فانه فيه - 00:05:55ضَ
تخرج الازهار التي تخلق منها الثمار. وتنبت الاوراق على الاشجار. والقلب الحي المنور فانه لما فيه من النور يسمع ويبصر ويعقل. والقلب الميت فانه لا يسمع ولا يبصر. قال تعالى - 00:06:16ضَ
ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. سم بكم عمي فهم له ايعقلون وقال تعالى ومنهم من يستمعون اليك افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون. ومنهم من ينظر اليك - 00:06:36ضَ
افانت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون. وقال تعالى ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم اكنة اي يفقهوه وفي اذانهم وقرا. وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها. حتى اذا جاءوا - 00:06:57ضَ
يجادلونك يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين. الايات فاخبر انهم لا يفقهون بقلوبهم ولا يسمعون باذانهم ولا يؤمنون بما رأوه من النار كما اخبر عنهم حيث قالوا قلوبنا فيها - 00:07:17ضَ
مما تدعون اليه وفي اذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فذكروا الموانع على القلوب والسمع والابصار. وابدانهم حية تسمع الاصوات وترى الاشخاص لكن حياة البدن بدون حياة القلب من جنس حياة البهائم لها سمع وبصر وهي تأكل وتشرب وتنكح - 00:07:37ضَ
ولهذا قال سبحانه ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. فشبههم التي ينعق بها الراعي وهي لا تسمع الا نداء. كما قال في الاية الاخرى ام تحسب ان اكثرهم يسمعون - 00:08:03ضَ
او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا. قال تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس هم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل. فطائفة من المفسرين تقول في هذه الايات - 00:08:23ضَ
وما اشبهها كقوله تعالى واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كانا ام يدعونا الى غر مسه وامثالها مما ذكره الله في عيوب الانسان وذمه فيقول هؤلاء فيقول هؤلاء - 00:08:51ضَ
هذه الاية هذه الاية في الكفار والمراد بالانسان هنا الكافر. فيبقى من يسمع ذلك يظن انه ليس لمن يظهر الاسلام في هذا الذم والوعيد نصيب بل يذهب وهمه الى ان من كان مظهرا - 00:09:15ضَ
للشرك من العرب اولى اه اولى من يعرفهم او او الى او الى من يعرفهم من مظهر الكفر كاليهود والنصارى ومشركي الترك والهند ونحو ذلك فلا ينتفع بهذه الايات التي انزلها الله ليهتدي بها العباد. فيقال اولا - 00:09:35ضَ
المظهرون للاسلام فيهم مؤمن ومنافق. والمنافقون كثيرون في كل زمان. والمنافقون في الدرك الاسفل من ويقال ثانيا الانسان قد يكون عنده شعبة من نفاق وكفر وان كان معه ايمان كما - 00:09:59ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا حدث كذب - 00:10:19ضَ
واذا اؤتمن خان واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر فاخبر انه من كانت فيه خصلة منها كانت فيه خصلة من النفاق. وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:36ضَ