أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|250 من 287|المؤمن يكون فيه شيء من النفاق-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخمسون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خير خلق الله اجمعين وعلى اله واصحابه والتابعين وبعد. يقول الشيخ رحمه الله في بيان ان المؤمن قد يكون فيه شيء من خصال - 00:00:21ضَ

للنفاق ومن شعب الكفر وامور الجاهلية. ولا تخرجوا ولا يخرجه ذلك من الايمان من اجل ان يحذر الانسان ان يحذر من ذلك ويتوب منه ولا يزكي نفسه يقول رحمه الله قد ثبت في الحديث الصحيح - 00:00:39ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي ذر رضي الله عنه انك امرؤ فيك جاهلية وابو ذر رضي الله عنه من اصدق الناس ايمانا وقال في الحديث الصحيح اربع في امتي من امور الجاهلية الفخر بالاحساب والطعن في الانساب - 00:00:59ضَ

احا والاستسقاء بالنجوم قال في الحديث الصحيح لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ وقال ايضا في الحديث الصحيح لتأخذ لتأخذن امتي ما - 00:01:21ضَ

اخذت الامم قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا فارس والروم؟ قال ومن الناس الا هؤلاء وقال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. وعن - 00:01:45ضَ

علي او حذيفة رضي الله عنهما قال القلوب اربعة. قلب اجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب اغلف فذلك قلب الكافر. وقلب منكوس فذلك قلب المنافق وقلب في هي مادتان مادة تمده بالايمان ومادة تمده بالنفاق - 00:02:06ضَ

فاولئك خلطوا عملا صالحا واخر سيئا. واذا عرف هذا علم ان كل عبد ينتفع بما ذكر الله في الايمان من مدح شعب الايمان وذم شعب الكفر. وهذا كما يقول بعضهم في قوله اهدنا الصراط المستقيم - 00:02:32ضَ

فيقولون المؤمن قد هدي الى الصراط المستقيم فاي فائدة في طلب الهدى ثم يجيب بعضهم بان المراد ثبتنا على الهدى كما تقول العرب للنائم نم حتى اتيك او يقول بعضهم الزم او يقول او يقول بعضهم الزم قلوبنا الهدى - 00:02:53ضَ

فحذف الملزوم ويقول بعضهم زدني هدى وانما يريدون هذا السؤال لعدم تصورهم للصراط المستقيم الذي يطلب العبد الهداية اليه ان المراد به العمل بما امر الله به وترك وترك ما نهى الله وترك ما نهى الله عنه في جميع الامور - 00:03:15ضَ

والانسان وان كان قد اقر بان محمدا رسول الله وان القرآن حق على سبيل الاجمال فاكثر ما يحتاج اليه من العلم بما ينفعه ويضره وما امر به وما نهي عنه في تفاصيل الامور وجزئياتها لم يعرفه. وما عرفه - 00:03:39ضَ

وكثير منه لم يعمل به ولو قدر انه بلغه كل امر ونهي في القرآن والسنة فالقرآن والسنة انما تذكر فيهما الامور العامة كلية لا يمكن غير ذلك ولا ولا تذكر ما يخص به كل عبد. ولهذا امر الانسان - 00:03:59ضَ

في مثل ذلك بسؤال الهداية الى الصراط المستقيم والهداية الى الصراط المستقيم تتناول هذا كله يتناول التعريف بما جاء به الرسول مفصلا. ويتناول التعريف بما يدخل في اوامره ويتناول ويتناول الهام العمل بعلمه. وان مجرد العلم بالحق لا يحصل به الاهتداء. ان لم - 00:04:23ضَ

اعمل بعلمه ولهذا قال لنبيه بعد صلح الحديبة انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما. وقال في حق موسى وهارون واتيناه - 00:04:56ضَ

والكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم والمسلمون قد تنازعوا فيما شاء الله من الامور الخبرية والعلمية الاعتقادية والعملية مع انهم كلهم متفقون على ان محمدا حق والقرآن حق. فلو حصل لكل منهم الهدى الى الصراط المستقيم فيما اختلفوا فيه لم - 00:05:16ضَ

اللي هو ثم الذين علموا ما امر الله به اكثرهم يعصونه. ولا يحتدون حذوه. فلو هدوا الى الصراط المستقيم في تلك الاعمال لفعلوا ما امروا به وتركوا ما نهوا عنه - 00:05:41ضَ

والذين هداهم الله من هذه الامة حتى صاروا من اولياء الله المتقين كان من اعظم اسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا دعاء في كل صلاة مع علمهم بحاجتهم وفاقتهم الى الله دائما في ان يهديهم الصراط المستقيم - 00:05:56ضَ

فبدواام هذا الدعاء والافتقار صاروا من اولياء الله المتقين قال سهل بن عبدالله التستري ليس بين العبد وبين ربه طريق اقرب اليه من الافتقار وما حصل فيه الهدى في الماضي فهو محتاج الى حصول الهدى فيه في المستقبل - 00:06:15ضَ

وهذا حقيقة قول من يقول ثبتنا واهدنا لزوم الصراط المستقيم. وقول من قال زدنا هدى يتناول ما تقدم. لكن ان هذا كله هدى في المستقبل الى الصراط المستقيم. فان العمل في المستقبل بالعلم لم يحصل بعد. ولا يكون مهتديا حتى يعمل - 00:06:35ضَ

في المستقبل بالعلم وقد لا يحصل العلم في المستقبل بل يزول عن القلب. وان حصل فقد لا يحصل العمل. الناس وهم مضطرون الى هذا الدعاء ولهذا فرضه الله عليهم في كل صلاة - 00:06:55ضَ

فليسوا الى شيء من الدعاء احوج منهم اليه. واذا حصل الهدى الى الصراط المستقيم حصل النصر والرزق وسائر ما اطلب النفوس من السعادة. ثم قال الشيخ وعلم ان حياة القلب وحياة غيره - 00:07:11ضَ

ليست مجرد الحس والحركة الارادية. او مجرد العلم والقدرة كما يظن ذلك طائفة من النظار. في علم الله ارتكاب الحسين البصري قالوا ان حياته بحيث يعلم ويقدر بل الحياة صفة قائمة بالموصوف. وهي شرط في العلم والارادة والقدرة على الافعال الاختيارية. وهي ايضا مستلزمة - 00:07:30ضَ

لذلك فكل حي له شعور وارادة وعمل اختياري بقدره وكل ما له علم وارادة وعمل يا ريف وحي والحياء مشتق من الحياة. فان القلب الحي يكون صاحبه حييا فيه حياء يمنعه من - 00:07:56ضَ

قبائح فان حياة القلب هي المانعة من القبائح التي تفسد القلب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم والحياء شعبة من الايمان. وقال الحياء والعي شعبتان من الايمان والبذاء والبيان شعبتان من النفاق - 00:08:16ضَ

فان الحي يدفع ما يؤذيه خلاف الميت الذي لا حياة فيه. فانه يسمى وقحا. والوقاحة الصلابة وهي وهي اليبس المخالفة المخالف لرطوبة الحياة. فاذا كان وقحا يابسا صليب الوجه لم يكن في - 00:08:37ضَ

في قلبه حياة توجب حياءه وامتناعه من القبح كالارض اليابسة لا يؤثر فيها وطو الاقدام بخلاف الارض الحظرة ولهذا كان الحي يظهر عليه التأثر بالقبح وله ارادة تمنعه عن فعل القبيح بخلاف الوقح الذي ليس بحي - 00:08:57ضَ

فلا حياء معه ولا ايمان يزجره عن ذلك. وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله وسلم سلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين - 00:09:17ضَ