أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|251 من 287|المؤمن يكون فيه شيء من النفاق-الجزء الثاني|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والخمسون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله كلامه في بيان امراض القلوب فيقول ومن امراض القلوب الحسد - 00:00:22ضَ
كما قال بعضهم في حده انه اذى يلحق بسبب العلم بحال الاغنياء فلا يجوز ان يكون الفاضل حسودا لان الفاضل يجري على ما هو الجميل وقد قال طائفة من الناس انه تمني انه تمني زوال النعمة عن المحسود - 00:00:41ضَ
وان لم يصل للحاسد مثلها بخلاف الغبطة فانها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط التحقيق ان الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود وهو نوعان - 00:01:10ضَ
احدهما كراهة للنعمة عليه مطلقا فهذا هو الحسد المذموم واذا بغض ذلك فانه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضا في قلبه ويتلذذ بزوال النعمة عنه وان لم يحصل له نفع بزوالها - 00:01:32ضَ
لكن نفعه زوال الالم الذي كان في نفسه ولكن ذلك الالم لم يزل الا بمباشرة منه وهو راحة واشد كالمريض الذي عولج بما يسكن وجعه والمرض باق فان بغضه لنعمة الله على عبده مرض - 00:01:56ضَ
فان تلك النعمة قد تعود على المحسود واعظم منها وقد يحصل نظير تلك النعمة لنظير ذلك المحسود والحاسد ليس له غرض في شيء معين لكن نفسه تكره ما انعم به على النوع - 00:02:23ضَ
ولهذا قال من قال انه تمني زوال النعمة فان من كره النعمة على غيره تمنى زوالها بقلبه والنوع الثاني ان يكره فضل ذلك الشخص عليه ايحب ان يكون مثله او افظل من فيحب ان يكون مثله او افظل منه - 00:02:44ضَ
فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة. وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسدا في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما انه قال لا حسد الا في اثنتين - 00:03:08ضَ
رجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ورجل اتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق وهذا لفظ ابن مسعود ولفظ ابن عمر رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل والنهار - 00:03:27ضَ
ورجل اتاه الله مالا فهو ينفق منه في الحق اناء الليل والنهار ورواه البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن فهو يتلوه الليل والنهار - 00:03:50ضَ
فسمعه رجل فقال يا ليتني اوتيت مثل ما اوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا ورجل اتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل يا ليتني اوتيت مثل ما اوتي هذا - 00:04:10ضَ
فعملت فيه مثل ما يعمل هذا فهذا الحسد الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم الا في موضعين هو الذي سماه اولئك الغبطة وهو ان يحب مثل حال الغير - 00:04:30ضَ
ويكره ان يفضل عليه فان قيل اذا لم سمي حسدا وانما احب ان ينعم الله عليه قيل مبدأ هذا الحب هو نظره الى انعامه على الغير وكراهته ان يتفضل على ان يفظل عليه - 00:04:47ضَ
ولولا وجود ذلك الغير لم يحب ذلك فلما كان مبدأ ذلك كراهته ان يتفضل عليه الغير كان حسدا لانه كراهة تتبعها محب واما من احب ان ينعم الله عليه مع عدم التفاته الى احوال الناس - 00:05:09ضَ
فهذا ليس عنده من الحسد شيء ولهذا يبتل غالب ولهذا يبتلى غالب الناس بهذا القسم الثاني ويسمى المنافسة فيتنافس الاثنان في الامر المحبوب المطلوب كلاهما يطلب ان يأخذه وذلك لكراهية احدهما ان يتفضل عليه الاخر - 00:05:32ضَ
كما يكره المستبقان كل منهما ان يسبقه الاخر والتنافس ليس مذموما مطلقا بل هو محمود في الخير قال تعالى ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم - 00:06:02ضَ
يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فامر المنافس ان ينافس في هذا النعيم لا ينافس في نعيم الدنيا الزائل وهذا موافق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:22ضَ
فانه نهى عن الحسد الا فيمن اوتي العلم فهو يعمل به ويعلمه. ومن اوتي المال فهو ينفقه فاما من اوتي علما ولم يعمل به ولم يعلمه او اوتي مالا ولم ينفقه في طاعة الله فهذا لا يحسد ولا يتمنى مثل حاله - 00:06:43ضَ
فانه ليس في خير يرغب فيه بل هو معرض للعذاب ومن ولي ولاية فيأتيها بعلم وعدل ادى الامانات الى اهلها وحكم بين الناس بالكتاب والسنة فهذا درجته عظيمة لكن هذا في جهاد عظيم. كذلك المجاهد في سبيل الله - 00:07:08ضَ
والنفوس لا تحصد من هو في تعب عظيم. فلهذا لم يذكره وان كان المجاهد في سبيل الله افضل من الذي ينفق المال. بخلاف بخلاف المنفق والمعلم فان هذين ليس لهم عدو - 00:07:35ضَ
فان هذين ليس لهما عدو من خارج فان قدر انهما لهما عدو يجاهدانه فذلك افضل لدرجتهما وكذلك لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم المصلي والصائم والحاج لان هذه الاعمال لا يحصل منها في العادة - 00:07:55ضَ
من نفع الناس الذي يعظمون به الشخص ويسودونه ما يحصل بالتعليم والانفاق. والحسد في الاصل انما يقع لما يحصل للغير من السؤدد والرياسة والا فالعامل لا يحسد في العادة ولو كان تنعمه بالاكل والشرب والنكاح اكثر من غيره. بخلاف هذين النوعين - 00:08:18ضَ
فانهما يحسدان كثيرا ولهذا يوجد بين اهل العلم الذين لهم اتباع من الحسد ما لا يوجد فيمن ليس كذلك. كذلك في من له اتباع بسبب انفاق ما له. فهذا ينفع الناس - 00:08:45ضَ
بقوت القلوب وهذا ينفعهم بقوت الابدان والناس كلهم محتاجون الى ما يصلحهم من هذا وهذا ولهذا ضرب الله سبحانه مثلين مثلا بهذا ومثلا بهذا فقال ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء - 00:09:05ضَ
ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير - 00:09:27ضَ
هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم والمثلان ضربهما الله سبحانه لنفسه المقدسة ولما يعبد من دونه فان الاوثان لا تقدر لا على عمل ينفع ولا على كلام ينفع - 00:09:48ضَ
فاذا قدر عبد مملوك لا يقدر على شيء واخر قد واخر رزقه الله مالا على واخر قد رزقه الله اه لقد روى اخر قد رزقه الله لا على عمل ينفع ولا على كلام ينفع - 00:10:08ضَ
واخر قد رزقه الله رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستوي هذا المملوك العاجز عن الاحسان وهذا المملوك القادر على الاحسان المحسن الى الناس سرا وجهرا وهو سبحانه قادر على الاحسان الى عباده وهو محسن اليهم دائما - 00:10:30ضَ
فكيف يشبه به العاجز المملوك الذي لا يقدر على شيء حتى يشرك به معه وهذا مثل الذي اعطاه الله مالا فهو ينفق منه اناء الليل والنهار والمثل الثاني اذا قدر شخصان احدهما ابكم لا يعقل ولا يتكلم ولا يقدر على شيء وهو مع هذا كل على مولاه - 00:10:54ضَ
اينما يوجهه لا يأتي بخير فليس فيه من نفع قط. بل هو بل هو كل على من يتولى امره واخر عالم يأمر بالعدل ويعمل بالعدل فهو على صراط مستقيم. وهذا نظير الذي اعطاه الله الحكمة فهو - 00:11:18ضَ
بها ويعلمها الناس قد ضرب ذلك مثلا لنفسه فانه سبحانه عالم عادل قادر يأمر بالعدل وهو قائم بالقسط على صراط مستقيم كما قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو - 00:11:39ضَ
علم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وقال هود ان ربي على صراط مستقيم. وبهذا تنتهي هذه الحلقة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:59ضَ