أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|252 من 287|الغبطة والتنافس في الخير ليسا من الحسد-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثاني والخمسون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. فيواصل الشيخ رحمه والله الكلام في موضوع الغبطة والتنافس في الخير والفرق بين ذلك وبين الحسد المذموم فيقول - 00:00:22ضَ

ولهذا كان الناس يعظمون دار العباس كان عبد الله يعلم الناس واخوه يطعم الناس. فكانوا يعظمون على ذلك ورأى معاوية الناس يسألون ابن عمر عن المناسك وهو يفتيهم فقال هذا والله الشرف - 00:00:41ضَ

او نحو ذلك هذا وعمر بن الخطاب رضي الله عنه نافس ابا بكر رضي الله عنه الانفاق كما ثبت في الصحيح عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتصدق - 00:01:04ضَ

فوافق ذلك مالا عندي. فقلت اليوم اسبق ابا بكر ان سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك؟ قلت مثله - 00:01:22ضَ

واتى ابو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك قال ابقيت لهم الله ورسوله فقلت لا اسابقك الى شيء ابدا - 00:01:41ضَ

فكان ما فعله عمر من المنافسة والغبطة المباحة لكن حال الصديق رضي الله عنه افضل منه وهو انه خال من المنافسة مطلقا لا ينظر الى حال غيره. وكذلك موسى صلى الله عليه وسلم - 00:01:58ضَ

في حديث المعراج حصل له منافسة وغبطة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى بكى لما تجاوزه النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له ما يبكيك فقال ابكي لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من امتي من امته اكثر ممن يدخلها من امتي اخرجه - 00:02:17ضَ

في الصحيحين وروي في بعض الالفاظ المروية في غير الصحيح مررنا على رجل وهو يقول ويرفع صوته اكرمته وفضلته قال فرفعناه اليه فسلمنا عليه فرد السلام فقال من هذا معك يا جبريل؟ قال هذا احمد قال مرحبا بالنبي الامي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لامته - 00:02:41ضَ

قال ثم اندفعنا فقلت من هذا يا جبريل؟ قال هذا موسى ابن عمران قلت ومن يعاتب؟ قال يعاتب ربه فيك قلت ويرفع صوته على ربه قال ان الله عز وجل قد عرف صدقه - 00:03:09ضَ

وعمر رضي الله عنه قد كان مشبها بموسى ونبينا حاله افضل من حال موسى فانه لم يكن عنده شيء من ذلك وكذلك كان في الصحابة ابو عبيدة ابن الجراح ونحوه كانوا سالمين من جميع هذه الامور - 00:03:28ضَ

وكانوا ارفع درجة ممن عنده منافسة وغبطة. وان كان ذلك مباحا ولهذا استحق ابو عبيدة رضي الله عنه ان يكون امين هذه الامة فان المؤتمن اذا لم يكن في نفسه مزاحمة على شيء مما مما اؤتمن عليه - 00:03:48ضَ

كان احق بالامانة ممن يخاف مزاحمته. ولهذا يؤتمن على النساء والصبيان ولهذا يؤتمن على النساء والصبيان ويؤتمن على الولاية الصغرى من يعرف انه لا يزاحم على الكبرى وتمنه على المال من يعرف انه ليس له غرض في اخذ شيء منه - 00:04:09ضَ

واذا اؤتمن من في نفسه خيانة شبه بالذئب المؤتمن على الغنم. فلا يقدر ان يؤدي الامانة في ذلك لما في نفسه من الطلب لما اؤتمن عليه. وفي الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده عن انس رضي الله عنه - 00:04:33ضَ

قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الان من هذا الفج رجل من اهل الجنة قال فطلع رجل من الانصار تنطف لحيته من وضوء وقد علق نعليه في يده الشمال - 00:04:53ضَ

فسلم فلما كان من الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل حاله فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مقالته فطلع ذلك الرجل على مثل حاله فلما قام النبي صلى - 00:05:11ضَ

صلى الله عليه وسلم تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. فقال اني لاحيت ابي فاقسمت الا ادخل عليه ثلاثة فان رأيت ان تؤيني حتى تمضي الثلاث فعلت. قال نعم. قال انس رضي الله عنه. فكان عبد الله - 00:05:31ضَ

انه بات عنده ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا. غير انه اذا تعارى انقلب على فراشه الله عز وجل وكبر حتى يقوم الى صلاة الفجر. فقال عبدالله غير اني - 00:05:53ضَ

لم اسمعه يقول الا خيرا فلما فرغنا من الثلاث وكدت ان احقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين ابي غضب ولا هجرة. ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات - 00:06:11ضَ

يطلع عليكم رجل من اهل الجنة اطلعت انت الثلاث مرات فاردت ان اردت ان اوي اليك لانظر ما عملك. فاقتدي بك فلم ارك تعمل كثير عمل. فما الذي بلغ بك - 00:06:30ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو قال ما هو الا ما رأيت. غير اني لا اجد على احد من المسلمين في نفسي غشا ولا حسدا على خير اعطاه الله اياه - 00:06:47ضَ

قال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق. فقول عبد الله بن عمر فقول عبد الله فقول عبد الله ابني ابن عمرو له هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق - 00:07:03ضَ

يشير الى خلوه يشير الى خلوه وسلامته من جميع انواع الحسد. وبهذا اثنى الله تعالى على الانصار قال ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويوثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. اي مما اوتي - 00:07:18ضَ

من هم المهاجرون؟ قال المفسرون لا يجدون في صدورهم حاجة اي حسدا وغيظا مما اوتي المهاجرون ثم قال بعضهم من مال الفي وقيل من الفضل والتقدم فهم لا يجدون حاجة مما اوتوا من المال ولا من - 00:07:38ضَ

جاهي والحسد يقع على هذا وكان بين الاوس والخزرج منافسة على الدين فكان هؤلاء اذا فعلوا ما يفضلون به عند الله ورسوله احب الاخرون ان يفعلوا نظير ذلك فهو منافس - 00:07:59ضَ

فيما يقربهم الى الله كما قال تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. واما الحسد المذموم كله فقد قال تعالى عن اليهود ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد - 00:08:17ضَ

ما تبين لهم الحق يودون ان يودون ان يتمنون ارتدادكم حسدا. فجعل الحسد هو الموجب هو الموجب لذلك. الود من بعد ما تبين لهم الحق لانهم لما رأوا انكم قد حصل لكم من النعمة ما حصل - 00:08:37ضَ

بل ما لم يحصل لهم مثله حسدوكم. وكذلك في الاية الاخرى ان يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا على ابراهيم الكتاب والحكمة واتينهم ملكا عظيما. فمنهم من امن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم - 00:08:58ضَ

انما شعيرة. قال تعالى قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد. فقد ذكر طائفة من المفسرين انها نزلت بسبب حسد اليهود للنبي صلى الله - 00:09:18ضَ

الله عليه وسلم حتى سحروه. سحره لبيد بن الاعصم اليهودي. فالحاسد المبغض للنعمة على من انعم الله وعليه بها ظالم معتدل. والكاره لتفضيله المحب لمماثلته منهي عن ذلك الا فيما يقربه الى الله. فاذا احب ان يعطى مثل ما اعطي مما يقربه الى الله - 00:09:38ضَ

هذا لا بأس به واعراض قلبه عن هذا بحيث لا ينظر الى حال الغير افضل. ثم هذا الحسد ان عمل بموجبه ان عمل بموجبه صاحبه كان ظالما معتديا مستحقا للعقوبة الا ان يتوب. وكان المحسود مظلوما - 00:10:05ضَ

نورا بالصبر والتقوى كما قال تعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره. وبهذا انتهت هذه الحلقة والحمد لله رب العالمين - 00:10:25ضَ