أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|256 من 287|مرض القلوب وشفاؤها-الجزء الثاني|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس والخمسون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد فما يزال الشيخ رحمه الله يتكلم عن امراض القلوب وشفائها فيقول قد قدمنا قاعدة كبيرة ان جنس الحسنات انفع من انفع من جنس ترك السيئات. كما ان جنس - 00:00:22ضَ

ابتداء كما ان جنس الاغتداء احسن من جنس الاحتمال وبينا ان هذا مقصود لنفسه وذاك مقصود لغيره بالانظمام الى غيره. وكما ان الواجب وكما ان الواجب الاحتماء عن سبب المرض قبل حصوله - 00:00:45ضَ

وازالته بعد حصوله فهكذا امراض القلب. يحتاج فيها الى حفظ الصحة ابتداء والى اعادتها اذا عرظ لها المرظ والصحة تحفظ بالمثل والمرض يجول بالظد فصحة القلب تحفظ باستعمال امثال ما فيها - 00:01:06ضَ

او هو ما يقوي العلم والايمان من الذكر والتفكر والعبادات المشروعة ويجول بالضد فتزال الشبهات بالبينات وتزال محبة الباطل ببغضه ومحبة الحق ولهذا قال يحيى ابن عمار العلوم خمسة فعلم هو حياة الدنيا - 00:01:27ضَ

وهو علم التوحيد وعلم هو غذاء الدين وهو علم التذكر بمعاني القرآن والحديث. وعلم هو داء الدين وهو علم الفتوى اذا نزل اذا نزل بالعبد نازلة احتاج الى من يشفيه فيها - 00:01:52ضَ

كما قال ابن مسعود وعلم هو داء الدين وهو الكلام المحدث. وعلم هو هلاك الدين وهو علم السحر ونحوه فحفظ الصحة بالمثل وازالة المرض بالضد في مرض الجسم الطبيعي ومرض القلب النفساني الديني الشرعي - 00:02:12ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعا هل تحسون فيها من جدع ثم يقول ابو هريرة اقرأوا ان شئتم - 00:02:34ضَ

فطرة الله التي فطر الناس عليها اخرجه في الصحيحين قال الله تعالى وله من في السماوات والارض كل له قانتون وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم - 00:02:55ضَ

الى قوله بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم الى قوله فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين قيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون - 00:03:17ضَ

فاخبر انه فطر الناس على اقامة الوجه حنيفا وهو عبادة الله وحده لا شريك له فهذه من الحركة الفطرية الطبيعية المستقيمة المعتدلة للقلب وتركها ظلم عظيم. اتبع اهله اهواءهم بغير علم. ولابد لهذه الفطرة - 00:03:35ضَ

والخلقة وهي صحة الخلقة من قوت وغذاء يمدها بنظير ما فيها من مما فطرت عليه علما وعملا ولهذا ولهذا كان تمام الدين بالفطرة المكملة بالشريعة المنزلة وهي مأدبة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:58ضَ

في حديث ابن مسعود ان كل ادب يحب ان تؤتى مادبته. وان مأدبة الله وان مأدبة الله هي القرآن ومثله كماء انزله الله من السماء كما جرى تمثيله بذلك في الكتاب والسنة - 00:04:21ضَ

والمحرفون للفطرة المغيرون للقلب عن استقامته ممرضون القلوب مسقمون لها قد انزل الله كتابه شفاء لما في الصدور وما يصيب المؤمن من المصائب في الدنيا هي بمنزلة ما يصيب الجسم من الالم يصح بها الجسم وتزول اخلاطه الفاسدة. كما قال النبي صلى الله عليه - 00:04:43ضَ

وسلم ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها خطاياه. وذلك تحقيق لقوله من يعمل سوءا يجزى به - 00:05:12ضَ

ومن لم يطهر في هذه الدنيا من هذه الامراض فيؤدب ومن ومن لم يطهر في هذه الدنيا من هذه الامراض فيؤوب صحيحا والا احتاج ان يطهر منها في الاخرة فيعذبه الله - 00:05:31ضَ

كالذي اجتمعت فيه اخلاطه ولم يستعمل الادوية لتخفيفها عنه فيجتم فتجتمع حتى يكون هلاكه بها. ولهذا جاء في الاثر اذا قالوا للمريض اللهم ارحمه يقول الله كيف ارحمه من شيء به ارحمه - 00:05:51ضَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم المرض حطة يحط الله الخطايا بها كما تحط كما تحط الشجرة اليابسة ورقها وكما ان من امراض الجسم ما اذا مات الانسان منه كان شهيدا كالمطعون والمبطون - 00:06:13ضَ

وصاحب ذات الجنب كذلك الميت بغرق او حرق او هدم فمن امراض النفس ما اذا اتقى العبد ربه فيه وصبر عليه حتى مات كان شهيدا كالجبان الذي يتقي الله ويصبر للقتال حتى يقتل فان البخل والجبن من امراض النفوس - 00:06:38ضَ

ان اطاعه ان اطاعه اوجب له الالم وان عصاه تألم كامراظ الجسم وكذلك العشق وقد روي من عش من عشق فعف وكتم وصبر ثم مات مات شهيدا فانه مرض في النفس يدعو الى ما يضر النفس كما يدعو المريض الى تناول ما يضر. فان اطاع هواه عظم عذابه في - 00:07:02ضَ

الاخرة وفي الدنيا ايضا وان عصى الهوى بالعفة والكتمان صار في نفسه من الالم والسقم ما فيها فاذا مات من ذلك المرض كان شهيدا. هذا يدعوه الى النار هذا يدعوه الى النار - 00:07:28ضَ

فيمنعه كالجبان تمنعه نفسه من الجنة فيقدمها فهذه الامراض اذا كان معها ايمان وتقوى كانت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له. ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له. وان اصابته - 00:07:47ضَ

وصبر كان خيرا له وسئل الشيخ رحمه الله عن قول الله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل فيها ام لا وما حقيقة العبودية؟ وهل هي اعلى المقامات في الدنيا والاخرة؟ ام فوقها شيء من المقامات؟ فاجاب رحمه الله - 00:08:11ضَ

قوله الحمد لله رب العالمين العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. الصلاة والزكاة والصيام هو الحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود - 00:08:37ضَ

والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان الى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الادميين والبهايم والدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة وكذلك حب الله ورسوله - 00:08:59ضَ

وخشية الله والانابة اليه واخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وامثال ذلك هي من العبادة لله وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له - 00:09:20ضَ

التي خلق الخلق لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبهذا وبها ارسل الرسل كما قال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وكذلك قال هودوا وصالحوا وشعيب وغيرهم لقومهم - 00:09:44ضَ

قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. نسأل الله العافية وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن - 00:10:05ضَ

لله - 00:10:21ضَ