أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|257 من 287|العبادة وأنواعها|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والخمسون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

والحمد لله على فضله واحسانه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. يواصل شيخ الاسلام رحمه الله كلامه في بيان معنى العبادة وانواعها فيقول والله سبحانه وتعالى نعت صفوة خلقه بالعبودية له - 00:00:22ضَ

وقال تعالى عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا الايات. ولما قال الشيطان فبما اغويتني لهم ولاغوينهم اجمعين الا عبادة منهم المخلصين - 00:00:46ضَ

قال الله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين وقال تعالى عن المسيح الذي ادعيت فيه الالوهية والنبوة ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:09ضَ

في الحديث الصحيح لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله اقول عبدالله ورسوله وقد نعته بالعبودية في اكمل احواله فقال في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا - 00:01:35ضَ

وقال في الايحاء فاوحى الى عبده ما اوحى. وقال في الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال في التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. فالدين كله داخل - 00:01:58ضَ

في العبادة قد ثبت في الصحيح ان جبريل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في سورة اعرابي سأله عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي - 00:02:20ضَ

الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال فما الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره قال فما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. ثم قال في اخر الحديث - 00:02:40ضَ

هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجعل هذا كله من الدين والدين يتضمن معنى الخضوع والذل. يقال دنته فدال اي ذللته فذل ويقال يدين الله ويدين لله. ان يعبدوا الله ويطيعه - 00:03:07ضَ

اخضعوا له فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له. والعبادة اصل معناها الذل ايضا. يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد وطأته الاقدام لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب - 00:03:32ضَ

فهي تتضمن غاية فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له فان اخر مراتب الحب فان اخر مراتب الحب هو التتيم واوله العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب. ثم الصبابة الانصباب القلب اليه. ثم الغرام وهو الحب - 00:03:53ضَ

اللازم للقلب ثم العشق واخرها التتيم. يقال تيم الله اي عبد الله. فالمتيم المعبد محبوبة. ومن خضع لانسان مع بغضه له لا يكون عابدا له ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له كما قد يحب ولده وصديقه. ولهذا لا يكفي احدهما في - 00:04:18ضَ

عبادة الله تعالى بل يجب ان يكون ما بل يجب ان يكون الى العبد من كل شيء. بل يجب ان يكون احب الى العبد من كل شيء وان يكون الله بل يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء - 00:04:45ضَ

وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والذل التام الا الله وكل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة وما وما عظم بغير الله كان تعظيمه باطلا - 00:05:05ضَ

قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. فتربص حتى يأتي الله بامره - 00:05:25ضَ

فجنس المحبة تكون لله ورسوله كالطاعة. فان الطاعة لله ورسوله والارظا لله ورسوله والله ورسوله احق ان يرضوه والايتاء لله ورسوله. ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله. واما العبادة وما يناسبها من التوكل - 00:05:48ضَ

والخوف ونحو ذلك فلا يكون الا لله وحده. كما قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة وان بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. الى قوله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون - 00:06:12ضَ

وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله. وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله رسوله انا الى الله راغبون. فالايتاء لله والرسول كقوله وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم - 00:06:32ضَ

مع انه فانتهوا. واما الحسم فهو الكافي فهو لله وحده. كما قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي - 00:06:52ضَ

حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي حسبك وحسب من اتبعك الله. ومن ظن ان المعنى حسبك الله مؤمنون والمؤمنون معه فقد غلط غلطا فاحشا. وقال تعالى اليس الله بكاف عبده وتحرير ذلك ان العبد يراد - 00:07:12ضَ

به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره وصرفه وبهذا الاعتبار المخلوقون كلهم عباد الله من الابرار والفجار والمؤمنين والكفار واهل الجنة واهل النار اذ هو ربهم كلهم ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته وكلماته التامات التي لا يجاوزهن - 00:07:33ضَ

تبر ولا فاجر فما شاء كان وان لم يشاءوا وما فما شاء كان وان لم يشاءوا وما شاءوا لم يشأه لم يكن كما قال تعالى افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وان - 00:07:59ضَ

اليه يرجعون فهو سبحانه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم. ومقلب قلوبهم ومصرفوا لا رب لهم غيره ولا مالك لهم سواه ولا خالق الا هو. سواء اعترفوا بذلك وانكروه. وسواء - 00:08:19ضَ

علموا ذلك او جهلوه لكن اهل الايمان منهم عرفوا ذلك واعترفوا به بخلاف من كان جاهلا بذلك او جاحد دله مستكبرا على ربه لا يقر ولا يخظع له مع علمه بان الله ربه وخالقه. فالمعرفة بالحق اذا كانت - 00:08:39ضَ

مع الاستكبار عن قبوله والجحد له كانت عذابا على صاحبها. كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناء - 00:08:59ضَ

وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. فان اعتراف العبد بان الله ربه وخالقه وانه مفتقر اليه محتاج اليه. عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله - 00:09:19ضَ

هذا وهذا وهذا العبد يسأل ربه فيتضرع اليه ويتوكل عليه. لكن قد يطيع امره وقد يعصيه. قد يعبد مع ذلك وقد يعبد الشيطان والاصنام. ومثل هذه العبودية ومثل هذه العبودية لا تفرق بين اهل الجنة واهل النار. ولا يصير بها الرجل مؤمنا. كما قال تعالى وما - 00:09:45ضَ

لا يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فان المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان - 00:10:13ضَ

انتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون الى قوله فعلى تسحرون. وكثير ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها يشهد هذه الحقيقة وهي الحقيقة الكونية التي يشترك فيها وفي شهودها ومعرفتها مؤمن والكافر والبر والفاجر وابليس معترف بهذه الحقيقة. واهل النار. قال ابليس ربي ربي فانظرني - 00:10:33ضَ

اني الى يوم يبعثون وقال ربي بما اغويتني لازينن لهم ولاغوينهم اجمعين. وقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين نعين وقال ارأيتك هذا الذي كرمت علي وامثال هذا من الخطاب الذي يقر فيه بان الله ربه وخالقه - 00:11:03ضَ

وهو خالق غيره. وكذلك اهل النار قالوا ربنا غلبت علينا شكوتنا وكنا قوما ظالين. قال تعالى ولو ترى اذ وقفوا وعلى ربهم قال اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا. فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شهودها. ولم يكن - 00:11:23ضَ

لما امر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادته المتعلقة بالهيته وطاعة امره وامر رسوله كان من ابليس واهل النار وان ظن مع ذلك انه من خواص اولياء الله واهل المعرفة والتحقيق الذين يسقط عنهم الامر - 00:11:43ضَ

والنهي الشرعيان كان من شر كان من اشر اهل الكفر والالحاد. نسأل الله العافية. وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:12:03ضَ