أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|258 من 287|الرد على غلاة الصوفية الذين يزعمون أنهم تسقط عنهم التكاليف الشرعية
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن والخمسون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله على واسع فضله وعظيم انعامه والصلاة والسلام على نبينا محمد خير خلقه وخاتم رسله ثم اما بعد فيرد الشيخ رحمه الله على غلاة الصوفية الذين يزعمون انهم يصلون الى حد تسقط عنهم التكاليف لمعرفة - 00:00:22ضَ
بالله وقربهم منه بزعمهم فيقول ومن ظن ان الخضر وغيره سقط عنهم الامر ان لمشاهدة الارادة ونحو ذلك كان قوله هذا من شر اقوال الكافرين. الكافرين بالله ورسله حتى يدخل في النوع الثاني من معنى العبد وهو العبد بمعنى العابد فيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه - 00:00:45ضَ
فيطيع امر فيطيع امره وامر وامر رسله. ويوالي اولياءه المؤمنين المتقين. ويعادي اعداء اه اعداءه وهذه العبادة متعلقة بالهيته. ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه الها اخر - 00:01:14ضَ
الاله الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم والاجلال والاكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها وبها وصف المصطفين من عباده وبها بعث رسله واما العبد بمعنى المعبد سواء اقر بذلك او انكره - 00:01:41ضَ
فتلك يشترك فيها المؤمن والكافر وبالفرق بين هذين النوعين يعرف الفرق بين الحقائق الدينية الداخلة في عبادة الله ودينه وامره الشرعي التي يحبها ويرضاها ويوالي اهلها وبين الحقائق التي يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر التي من اكتفى بها - 00:02:05ضَ
ولم يتبع الحقائق الدينية كان من اتباع ابليس اللعين والكافرين برب العالمين. ومن اكتفى بها في بعض الامور يريدون بعض او في مقام او حال نقص من ايمانه وولايته لله بحسب ما نقص من الحقائق الدينية - 00:02:32ضَ
وهذا مقام عظيم غلط فيه الغالطون وكثر فيه الاشتباه على السالكين حتى زلق فيه من اكابر شيوخ المدعين التحقيق والتوحيد والعرفان. ما لا يحصيهم الا الله الذي يعلم السر والاعلان - 00:02:52ضَ
والى هذا اشار الشيخ عبدالقادر رحمه الله فيما ذكر عنه فبين ان كثيرا من الرجال اذا وصلوا الى القضاء والقدر يمسك الا انا. فاني انفتحت لي فيه روزنة فنازعت اقدار الحق للحق للحق. والرجل من - 00:03:12ضَ
تكون منازعا للقدر لا من يكون موافقا للقدر. والذي ذكره الشيخ رحمه الله هو الذي امر الله به ورسوله لكن كثير من الرجال غلطوا فانهم قد يشهدون ما يقدر على احدهم من المعاصي والذنوب او ما يقدر على الناس من - 00:03:32ضَ
ذلك بل من الكفر ويشهدون ان هذا جار بمشيئة الله وقضائه وقدره داخل في حكم ربوبيته ومقتضى مشيئته فيظنون الاستسلام لذلك وموافقته والرضا به دينا وطريقا وعبادة فيضاهون المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء وقالوا انطعم - 00:03:53ضَ
ومن لو يشاء الله اطعمه وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ولو هدوا لعلموا ان القدر ان القدر امرنا ان نرظى به ونصبر على موجبه في المصائب التي تصيبنا كالفقر والمرض والخوف. قال تعالى ما - 00:04:21ضَ
اما من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة. في علم ان ما من عند الله فيرضى ويسلم. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان - 00:04:40ضَ
امرأة ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احتج ادم وموسى فقال موسى انت ادم خلقك الله بيده - 00:05:00ضَ
ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء فلماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة فقال ادم انت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه فهل وجدت ذلك مكتوبا علي قبل ان اخلق - 00:05:20ضَ
قال نعم قال فحج ادم موسى وادم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا ان المذنب يحتج القدر فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل. ولو كان هذا عذرا لكان عذرا لابليس. وقوم نوح وقوم هود - 00:05:40ضَ
وكل كافر ولا موسى ولا موسى ولا ادم ايضا لاجل الذنب فان ولا لام موسى ولا لام ولا لام موسى ادم ايضا لاجل الذنب. فان ادم قد تاب فالى ربه فاجتباه وهدى. ولكن لامه لاجل المصيبة التي لحقتهم بالخطيئة - 00:06:00ضَ
ولهذا قال فلماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فاجابه ادم ان هذا كان مكتوبا قبل ان اخلق اكان العمل والمصيبة التي ترتبت عليه مقدرا. وما قدر من المصائب يجب الاستسلام له. فانه من تمام - 00:06:26ضَ
رضا بالله ربا واما الذنوب فليس للعبد ان يذنب واذا اذنب فعليه ان يستغفر ويتوب. فيتوب من المعايب ويصبر على المصائب طيب قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك. وقال تعالى وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم - 00:06:45ضَ
وقال وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور. وقال يوسف انه من يتق ويصبر فان الله ايضيع اجر المحسنين وكذلك ذنوب العباد يجب على العبد فيها ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. بحسب قدرته ويجاهد في سبيل - 00:07:08ضَ
الى الله الكفار والمنافقين ويوالي اولياء الله ويعادي اعداءه ويحب في الله ويبغض في الله. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. الى قوله قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم - 00:07:30ضَ
فوالذين معه اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا او بينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم - 00:07:53ضَ
اخر يوادون من حاد الله ورسوله. ولو كانوا اباءهم او ابناءهم الى قوله اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. وقال تعالى فنجعل المسلمين كالمجرمين. وقال تعالى ام نجعل الذين - 00:08:13ضَ
امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار ثم ذكر الشيخ ايات في هذا المعنى الى ان من قال ونظائر ذلك مما يفرق مما يفرق الله فيه بين اهل الحق والباطل واهل الطاعة واهل المعصية - 00:08:33ضَ
واهل البر واهل الفجور واهل الهدى واهل الضلال واهل الغي واهل الرشاد واهل الصدق واهل الكذب. فمن شهد الحقيقة الكونية دون الدينية سوى بين هذه الاجناس المختلفة التي فرق الله بينها غاية التفريق - 00:08:53ضَ
حتى يؤول به الامر الى ان يسوي الله بالاصنام. كما قال تعالى عنهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين. اذ برب العالمين بل قد ال الامر بهؤلاء الاء ان نرى الى ان سووا الله بكل موجود وجعلوا ما يستحق - 00:09:13ضَ
من العبادة والطاعة حقا لكل موجود. اذ جعلوه هو وجود المخلوقات. وهذا من اعظم الكفر والالحاد برب العالمين عالمين وهؤلاء يصل بهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد لا بمعنى انهم معبودون ولا - 00:09:33ضَ
لا بمعنى انهم معبودون ولا بانهم عابدون. اذ يشهدون انفسهم هي الحق كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي صاحب الفصوص وامثاله من الملحدين المفترين كابن سبعين وامثاله ويشهدون انهم هم العابدون - 00:09:53ضَ
والمعبودون ولا حول ولا قوة الا بالله ونعوذ بالله من الضلال وبهذه انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة قادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:13ضَ