أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|259 من 287|الفرق بين مذهب أهل الحلول والاتحاد وبين مذهب أهل الإيمان|الفوزان

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والخمسون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. فالشيخ رحمه الله لما ذكر مذهب اهل والاتحاد وما يتضمنه من الكفر والالحاد ذكر مذهب اهل الايمان والتوحيد فقال واما المؤمنون بالله ورسوله عوامهم وخواصهم الذين هم اهل - 00:00:22ضَ

والكتاب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله اهلين من الناس. قيل من هم يا رسول الله؟ قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته. فهؤلاء يعلمون ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه. وان الخالق - 00:00:50ضَ

انه مباين للمخلوقين ليس هو حالا في ليس هو حالا فيهم ولا متحدا بهم ولا وجوده وجودهم والنصارى والنصارى كفروا بالله ين قالوا بالحلول والاتحاد بالمسيح خاصة. فكيف من جعل - 00:01:10ضَ

ذلك عاما في كل مخلوق ويعلمون مع ذلك ان الله امر بطاعته وطاعة رسوله. ونهى عن معصيته ومعصية رسوله. وانه لا يحب ولا يرظى لعباده الكفر وان على الخلق ان يعبدوه فيطيعوا امره ويستعينوا به على ذلك كما قال - 00:01:30ضَ

قال تعالى اياك نعبد واياك نستعين. ومن عبادته وطاعته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الامكان والجهاد في سبيله لاهل الكفر والنفاق. فيجتهدون في اقامة دينه. مستعينين به دافعين مزيلين - 00:01:54ضَ

لذلك ما قدر من السيئات دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك كما يزيل الانسان الجوع الحاضر اكل ويدفع به الجوع المستقبل. وكذلك اذا ان او ان البر دفعه دفع وكذلك - 00:02:14ضَ

اذا ان او ان البرد دفعه باللباس. وكذلك كل كل وكذلك كل مطلوب يدفع به مكروه كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقاتل - 00:02:34ضَ

ان نتقي بها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله. وفي الحديث ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيتعالجان بين السماء والارض فهذا حال المؤمنين بالله ورسوله العابدين لله وكل ذلك من العبادة. وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة - 00:02:54ضَ

الكونية يعني غلاة المتصوفة ونحوهم وهي ربوبيته تعالى لكل شيء. ويجعلون ذلك مانعا من من اتباع امره الديني الشرعي. على مراتب في الظلال فولاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون به الشريعة - 00:03:17ضَ

وقوله وقول هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهم من جنس قوم وهو من جنس قول المشركين الذين قالوا ولو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم - 00:03:40ضَ

وهؤلاء من اعظم اهل الارض تناقضا بل كل من احتج بالقدر فانه متناقض فانه لا يمكن ان يقر كل ادمي على ما فعل فلابد اذا ظلمه ظالم او ظلم الناس ظالم وسعى في الارض وسعى في الارض - 00:04:00ضَ

الفساد واخذ يسفك دماء الناس ويستحل الخروج ويهلك الحرث والنسل ونحو ذلك من انواع الظرر التي لا قوام للناس ان يدفع هذا ان يدفع هذا القدر ان يدفع هذا القدر وان يعاقب الظالم بما يكف عدوان امثاله. فيقال له ان كان القدر حجة - 00:04:20ضَ

كل احد ان يفعل ما يشاء بك وبغيرك. وان لم يكن حجة بطل اصل قولك حجة. واصحاب هذا القول يحتجون بالحقيقة الكونية ولا يطردون هذا القول ولا يلتزمون وانما هم وانما هم بحسب ارائهم واهوائهم - 00:04:45ضَ

ما قال فيهم بعض العلماء انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري اي اي مذهب وافق قهواك كمذهبت به ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة. فيزعمون ان الامر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا - 00:05:05ضَ

لها صنعا. اما من شهد ان افعاله مخلوقة انه مجبور على ذلك وان الله هو المتصرف فيه كما تحرك كما تحرك سائر المتحركات فانه ارتفعوا عنه الامر والنهي والوعد والوعيد. وقد يقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف. ويزعم احدهم - 00:05:28ضَ

ان الخضر سقط عنه التكليف لشهوده الارادة. فهؤلاء لا يفرقون بين العامة والخاصة. الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالق افعال العباد وانه مدبر جميع الكائنات وقد يفرقون بين من - 00:05:54ضَ

اعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا فلا يسقطون التكليف عن عن من يؤمن بذلك ويعلمه فقط لكن عمن يشهده فلا يرى لنفسه فعلا اصلا وهؤلاء لا يجعلون الجمر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه. وقد وقع في هذا طوائف من المنتسبين الى التحقيق - 00:06:14ضَ

والمعرفة والتوحيد وسبب ذلك انه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه. كما ضاق نطاق المعتزلة ونحوهم من القدرية عن ذلك ثم المعتزلة اثبتت الامر والنهي الشرعيين دون القضاء والقدر. الذي هو ارادة - 00:06:38ضَ

طلاه العامة وخلقه لافعال العباد. وهؤلاء اثبتوا القدر ونفوا الامر والنهي الشرعيين. في حق من شهد القدر ان لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا قول هؤلاء شر من قول المعتزلة. ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد - 00:07:00ضَ

وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين الذين لم يشهدوا هذه الحقيقة الكونية. ولهذا يجعلون من طلع الى شهود هذه الحقيقة يسقط عنه الامر والنهي صار من الخاصة وربما تأولوا على ذلك قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وجعلوا اليقين هو معرفة هذه الحقيقة - 00:07:20ضَ

وقول وقول هؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر. فانه قد علم بالاضطرار من دين الاسلام ان الامر والنهي لازم لكل عبد ما دام عقله حاضرا الى ان يموت لا يسقط عنه الامر والنهي لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك - 00:07:46ضَ

فان لم يعرف ذلك عرفه وبين له. فان اصر على اعتقاده فان اصر على اعتقاد سقوط الامر فانه يقتل وقد كثرت مثل هذه المقالات في المستأخرين. واما المستقدمون من هذه الامة فلم تكن هذه المقالة - 00:08:10ضَ

معروفة فيهم وهذه المقالات هي محادة لله ورسوله ومعاداة له وصد عن سبيله ومشاقة له او تكذيب لرسله ومضادة له في حكمه. وان كان من يقول هذه المقالات قد يجهل ذلك. يعتقد ان هذا - 00:08:30ضَ

الذي هو عليه هو طريق الرسول وطريق اولياء الله المحققين فهو في ذلك بمنزلة من يعتقد ان الصلاة لا تجب عليه لاستغنائه عنها بما حصل له من الاحوال القلبية. او ان الخمر حلال له لكونه من الخواص. الذين لا يضرهم - 00:08:50ضَ

شرب الخمر او ان الفاحشة حلال له لانه صار كالبحر لا تكدره الذنوب ونحو ذلك. ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة امر الله - 00:09:10ضَ

هؤلاء الاصناف فيهم شبه من المشركين اما ان يبتدعوا واما ان يحتجوا بالقدر واما ان يجمعوا بين الامرين كما قال تعالى عن المشركين. واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله - 00:09:30ضَ

بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون. وكما قال تعالى عنهم. وقال اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه شيء نحن ولا اباؤنا. ولا حرمنا من دونه من شيء. وقد ذكر عن المشركين - 00:09:48ضَ

حينما ابتدعوه من الدين الذي الذي فيه تحليل الحرام والعبادة التي لم يشرعها الله بمثل قوله وقالوا هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه الى اخر السورة. وكذلك في سورة - 00:10:08ضَ

الاعراف في قوله يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان الى قوله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وبهذه انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:34ضَ