أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|261 من 287|الإجابة عن إشكالات حول مسمى العبادة|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والستون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله القائل في محكم كتابه المبين قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بلغ البلاغ المبين وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد يجيب الشيخ رحمه الله عن تساؤلات حول العبادة فيقول - 00:00:22ضَ
فان قيل فاذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة فلماذا عطف عليها غيرها كقوله اياك نعبد واياك نستعين. وقوله فاعبده وتوكل عليه وقول نوح اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. وكذلك قول غيره من الرسل. قيل هذا له نظائر كما في قوله - 00:00:45ضَ
ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر. وكذلك قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان. كما ان الفحشاء والبغي من المنكر - 00:01:09ضَ
كذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة. واقاموا الصلاة من اعظم التمسك بالكتاب كذلك قوله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات وامثال ذلك في القرآن كثير. وهذا الباب يكون تارة مع كون احدهما بعض الاخر - 00:01:32ضَ
فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص. وتارة يكون دلالة الاسم تتنوع بحال الانفراد والاقتران فاذا افرد عم واذا قرن بغيره خص كاسم الفقير والمسكين لما في افراد احدهما في مثل قوله للفقراء الذين احصروا في سبيل الله. وقوله او اطعام عشرة مساكين - 00:01:58ضَ
دخل فيه الاخر ولما قرن بينهما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين صارا نوعين وقد قيل ان الخاص المعطوف على نعم لا يدخل في العام حال الاقتران بل يكون من هذا الباب والتحقيق ان هذا ليس لازما. قال تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل - 00:02:28ضَ
قال وقال تعالى واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وذكر الخاص مع العام يكون لاسباب متنوعة. تارة لكونه له خاصية ليست لسائر افراد العام كما في - 00:02:54ضَ
بنوح وابراهيم وموسى وعيسى وتارة لكون العام فيه اطلاق قد لا يفهم منه العموم. كما في قوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون - 00:03:16ضَ
قوله يؤمنون بالغيب يتناول الغيب الذي يجب الايمان به. لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليك وما انزل من قبلك قد يكون المقصود انهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب - 00:03:39ضَ
وبالاخبار بالغيب وهو ماء وهو ما انزل اليك وما انزل من قبلك ومن هذا الباب قوله تعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة وتلاوة الكتاب هي اتباعه. كما قال ابن مسعود في قوله الذين اتيناهم - 00:03:56ضَ
الكتاب يتلونه حق تلاوته. قال يحللون حلاله ويحرمون حرامه. ويؤمنون بمتشابهه. ويعملون بمحكمة اتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر لمجيتها. وكذلك قوله لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني. واقم الصلاة لذكري. واقام الصلاة لذكره من اجل عبادته - 00:04:19ضَ
وكذلك قوله تعالى اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. قوله اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. وقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. فان به الامور هي ايضا من تمام تقوى الله. وكذلك قوله فاعبده وتوكل عليه. فان التوكل والاستعانة هي من - 00:04:49ضَ
عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصها فانها هي العون على سائر العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته. اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله. وكلما ازداد - 00:05:12ضَ
العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته. ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق واظلهم. قال تعالى قالوا اتخذ الرحمن ولدا - 00:05:32ضَ
انه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون الى قوله وهم من خشيته مشفقون اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته. ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية - 00:05:52ضَ
وجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق واظلهم قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون الى قوله وهم من خشيته مشفقون. ثم ذكر الشيخ رحمه الله ايات كثيرة بهذا المعنى. ثم قال وهذا ونحوه - 00:06:18ضَ
مما فيه وصف اكابر المخلوقات مما فيه وصف اكابر المخلوقين بالعبادة وذم من خرج عن ذلك متعدد في القرآن قد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون - 00:06:44ضَ
وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال لبني اسرائيل يا عبادي الذين امنوا ان عرضي واسعة ان عرضي واسعة فاياي فاعبدون واياي فاتقون. وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:07:07ضَ
وقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين. وامرت لان اكون اول المسلمين قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه - 00:07:32ضَ
وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادة الله. كقول نوح ومن بعده عليهم السلام اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وفي المسند عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:52ضَ
قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة وجعل الذلة والصغار على من خالف امري وقد بين ان عباده هم الذين ينجون من السيئات. قال الشيطان ابما اغويتني لازينن لهم في الارض - 00:08:08ضَ
وينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين وقال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين. وقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا اعبادك منهم المخلصين؟ وقال في حق يوسف كذلك لنصره عنه السواء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. وبالعبادة - 00:08:33ضَ
التي نعت كل من اصطفى من خلقه كقوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار. وقال واذكر عبدنا داوود ذا الايدي انه اواب. وقال عن سليمان نعم العبد. وقال - 00:08:58ضَ
اذكر عبدنا ايوب وقال وقال ذكر وقال ذرية وقال سبحانه ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ومثل هذا متعدد في القرآن - 00:09:21ضَ
وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:43ضَ