أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|263 من 287|استعباد القلب بالشهوات|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والستون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد قال الشيخ رحمه الله فان اسر القلب اعظم من اسر البدن واستعباد القلب اعظم من استعباد البدن فان من من استعبد بدنه واسترق لا يبالي اذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا. بل - 00:00:22ضَ

يمكنه الاحتيال في الخلاص اما اذا كان القلب الذي هو الملك رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل والاسر المحض والعبودية لما استعبد القلب وعبودية القلب واسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب - 00:00:52ضَ

فان المسلم لو اسره كافر واسترقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك اذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات ومن استعبد اذا ادى حق الله وحق مواليه له اجران ولو اكره على التكلم بالكفر فتكلم به - 00:01:16ضَ

قلبه مطمئن بالايمان لم يضره ذلك واما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله. فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما ان الغنى غنى النفس - 00:01:40ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس وهذا لعمري اذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة. فاما من استعبد قلبه صورة محرمة - 00:02:01ضَ

امرأة او صبي فهذا هو العذاب الذي لا يداني فيه وهؤلاء من اعظم الناس عذابا واقلهم ثوابا. فان العاشق لصورة اذا بقي قلبه علقا بها مستعبدا لها اجتمع له من انواع الشر والفساد ما لا يحصيه الا رب العباد - 00:02:18ضَ

ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة اشد ضررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول اثره من قلبه وهؤلاء يشبه يشبهون بالسكارى - 00:02:43ضَ

هؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين كما قيل سكران شكر هوى وسكر منامة ومتى افاقة من به شكراني وقيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق اعظم مما بالمجانين العشق لا يستفيق الدهر صاحبه. وانما يصرع المجنون في حين. ومن اعظم اسباب هذا البلاء اعراض - 00:03:02ضَ

القلب عن الله فان القلب اذا ذاق طعم عبادة الله والاخلاص له لم يكن عنده شيء قط احلى من ذلك. ولا الذ ولا الذ ولا اطيب والانسان لا يترك محبوبا الا بمحبوب اخر يكون احب اليه منه - 00:03:34ضَ

او خوفا من مكروه فالحب الفاسد انما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح او بالخوف من الظرر قال تعالى في حق يوسف عليه السلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فالله - 00:03:56ضَ

يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل الى الصور والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء باخلاصه لله ولهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله والاخلاص له تغلبه نفسه على اتباع هواها - 00:04:14ضَ

فاذا ذاق طعم الاخلاص قوي في قلبه فقهر له هواه بلا علاج. قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر فان الصلاة فيها دفع للمكروه وهو الفحشاء وهو الفحشاء والمنكر - 00:04:33ضَ

وفيها تحصيل المطلوب وهو ذكر الله وحصول هذا المحبوب اكبر من دفع المكروب. فان ذكر الله عبادة لله وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها واما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل التبع. والقلب خلق يحب الحق ويريده ويطلبه - 00:04:53ضَ

فلما عرضت له ارادة الشر طلب دفع ذلك فانه يفسد القلب كما كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل ولهذا قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها وقال تعالى قد افلح من تزكى - 00:05:18ضَ

ترى اسم ربه فصلى وقال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم وقال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا فجعل سبحانه غظ البصر وحفظ الفرج هو ازكى للنفس. وبين ان ترك الفواحش من زكاة النفوس - 00:05:39ضَ

وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الظلم والشرك والكذب وغير ذلك وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الارض قلبه رقيق لما لما يعينه عليها ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم فيبذل لهم الاموال والولايات - 00:06:06ضَ

اعف عنهم ليطيعوه ويعينوه. فهو في الظاهر رئيس مطاع. وفي الحقيقة عبد مطيع لهم. والتحقيق ان كلاهما فيه عبودية للاخر. وكلاهما تارك لحقيقة عبادة الله. واذا كان تعاونهما على العلو في - 00:06:34ضَ

ارضي بغير الحق كان بمنزلة المتعاونين على الفاحشة او قطع الطريق. فكل واحد من الشخصين لهواه الذي تعبده واسترقه يستعبده الاخر. وهكذا ايضا طالب المال فان ذلك يستعبده ويسترقه. وهذه - 00:06:54ضَ

الامور نوعان منها ما يحتاج اليه العبد كما يحتاج اليه من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك الا يطلبه من الله ويرغب اليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي - 00:07:14ضَ

وبساطه الذي يجلس عليه. بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير ان يستعبده فيكون هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. ومنها ما لا يحتاج العبد اليه - 00:07:34ضَ

فهذه لا ينبغي له ان يعلق قلبه بها. فاذا تعلق قلبه بها صار مستعبدا لها. وربما صار معتمدا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله ولا حقيقة التوكل عليه. بل فيه شعبة من العبادة لغير الله - 00:07:52ضَ

من التوكل على غير الله وهذا من احق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدين تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعيش عبد القطيفة تعيش عبد الخميصة وهذا هو عبد هذه الامور. فلو طلبها من الله فان - 00:08:12ضَ

الله اذا اعطاه اياها رضي واذا منعه اياه سخط وانما وانما عبد الله من يرظيه ما يرظي الله تسخطه ما يسخط الله ويحب ما احبه الله ورسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله ويوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله تعالى - 00:08:32ضَ

وهذا هو الذي استكمل الايمان كما في الحديث. من احب من احب في الله من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. وقالت وقال صلى الله عليه - 00:08:56ضَ

اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله. ومن كان يكره ان يرجع في - 00:09:12ضَ

كفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه فكان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وحب المخلوق لله لا لغرض اخر فكان هذا من تمام محبته لله - 00:09:35ضَ

فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب. فاذا احب انبياء الله واولياء الله لاجل قيامهم بمحبوب الحق لا لشيء اخر فقد احبهم لله لا لغيره. وقد قال تعالى وقد قال تعالى فسوف يأتي - 00:09:56ضَ

الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. ولهذا قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فان الرسول يأمر بما يحب الله وينهى عما يبغضه الله. ويفعل ما يحبه الله - 00:10:16ضَ

ويخبر عما يحب الله التصديق به. ومن كان محبا لله لزم ان يتبع الرسول. فيصدقه فيما اخبر ويطيعه في فيما امر ويتأسى به فيما فعل ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله. فجعل الله لاهل محبته - 00:10:36ضَ

علامتين اتباع الرسول والجهاد في سبيله. وذلك لان الجهاد وحق وذلك لان وذلك لان الجهاد حقيقة الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الايمان والعمل الصالح. ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر - 00:10:56ضَ

والفسوق والعصيان وقد قال تعالى قل ان كان اباؤكم قل ان كان اباؤكم وقد قال تعالى قل ان كان اباؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم الى قوله حتى يأتي الله بامره وعد من كانت هذه الاشياء واحب اليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله بهذا الوعيد. انتهت هذه الحلقة - 00:11:16ضَ

الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:44ضَ