أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|264 من 287|المحبة تقتضي موالاة المحبوب|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والستون بعد المئة الثانية. الحمدلله الذي لا نحصي ثناء عليه - 00:00:00ضَ
والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بلغنا رسالة ربه وعلى اله وصحبه وبعد فيواصل الشيخ رحمه الله كلامه على محبة العبد لربه وما يتعلق بها من احكام فيقول فحقيقة المحبة لا تتم الا بموالاة المحبوب - 00:00:25ضَ
وهو وهو وهي موافقته في حب ما يحب وبغض ما يبغض والله يحب الايمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان. ومعلوم ان الحب يحرك ارادة القلب. فكلما قويت المحبة في القلب طلب القلب فعل المحبوبات. فاذا كانت المحبة تامة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات - 00:00:46ضَ
فاذا كان العبد قادرا عليها حصلها وان كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له كاجر الفاعل كما قال صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم - 00:01:13ضَ
مشاية ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الوزر مثل مثل اوزار من تبعه من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا. وقال ان بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم. قالوا وهم بالمدينة؟ قال وهم بالمدينة - 00:01:33ضَ
العذر والجهاد هو بذل الوسع وهو القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق. فاذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه. ومعلوم ان المحبوبات لا تنال غالبا الا باحتمال المكروه - 00:01:55ضَ
كروهات سواء كانت محبة صالحة او فاسدة. فالمحبون للمال والرياسة والصور لا ينالون مطالبهم الا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم من الظرر في الدنيا والاخرة. فالمحب لله ورسوله اذا لم يحتمي الماء - 00:02:16ضَ
اذا لم يحتمل ما يرى ذو الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في حصول محبوبهم دل على ضعف محبتهم لله اذا كان ما يسلكه اولئك هو الطريق الذي يشير الى الذي يشير به العقل ومن - 00:02:36ضَ
معلوم ان المؤمن اشد حبا لله. كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون عنك حب الله الذين امنوا اشد حبا لله نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساد تصوره طريقا لا يحصل بها المطلوب. فمثل هذا الطريق - 00:02:56ضَ
فمثل ما فمثل هذا الطريق لا تحمد. اذا كانت المحبة صالحة محمودة فكيف اذا كانت المحبة فاسدة والطريق غير موصل؟ كما يفعله المتهورون في طلب المال والرئاسة والصور في حب - 00:03:19ضَ
امور توجب لهم ضررا ولا تحصل لهم مطلوبا. وانما المقصود الطريق التي يسلكها العقل لحصول مطلوبه. واذا بين هذا فكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية. وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وحرية عما - 00:03:38ضَ
فسواه والقلب فقير بالذات الى الله من وجهين. من جهة العبادة وهي العلة الغائية. ومن جهة الاستعانة التوكل وهي العلة الفاعلية. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن. ولا يطمئن الا - 00:03:58ضَ
بعبادة الله وحبه والانابة اليه. ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن. ولم يسكن فيه فقر ذاتي الى ربه ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه. وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة - 00:04:18ضَ
وهذا لا يحصل الا باعانة الله له. لا يقدر على تحصيل ذلك له الا الله. فهو دائما مفتقر الى حقيقة الى لا حقيقة اياك نعبد واياك نستعين. فانه لو اعين على حصول ما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده - 00:04:40ضَ
لم يحصل له عبادته لله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصوده وهو المحبوب له بالقصد وكل ما سواه انما يحبه لاجله. لا يحب شيئا لا يحب شيء. لا يحب شيء لذاته الا الله - 00:05:00ضَ
فمتى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة لا اله الا الله ولا حقيقة التوحيد والعبودية والمحبة وكان فيه من النقص والعيب بل من الالم والحسرة والعذاب بحسب ذلك. ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله - 00:05:20ضَ
اي متوكلا عليه مفتقرا اليه في حصوله لم يحصل له. فانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فهو خير الى الله من حيث هو المطلوب المحبوب. المراد المعبود ومن حيث هو المسؤول المستعان به المتوكل عليه فهو - 00:05:40ضَ
واله لا اله غيره وهو ربه لا رب له سواه ولا تتم عبوديته لله الا بهذين. ومتى انا احب غير الله لذاته او يلتفت الى غير الله انه يعينه. كان عبدا لما احبه وعبدا لما رجاه. بحسب حبه له و - 00:06:00ضَ
رجاءه اياك واذا لم يحب واذا لم يحب لذات واذا لم يحب لذاته الا لله. وكلما احب سواه او فانما احبه له ولم يرجو قط شيئا الا الله. واذا فعل ما فعل من الاسباب او حصل ما حصل منها كان - 00:06:20ضَ
شاهدا ان الله هو الذي خلقها وقدرها. وان كل ما في السماوات والارض الله ربه ومليكه وخالقه. وهو مفتقر اليه كان قد حصل له من تمام عبوديته لله بحسب ما قسم له من ذلك. والناس في هذا على درجات متفاوتة - 00:06:40ضَ
لا يحصي طرفيها الا الله. فاكمل الخلق وافظلهم واعلاهم واقربهم الى الله واقواهم واهداهم اتمهم عبودية لله من هذا الوجه وهذا هو حقيقة دين الاسلام الذي ارسل به رسله وانزل به كتبه. وهو ان يستسلم العبد لله لا لغيره. فالمستوى - 00:07:00ضَ
اسلموا له ولغيره مشرك. والممتنع عن الاستسلام له مستكبر. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الجنة لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من كبر. كما ان النار لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان - 00:07:23ضَ
جعل الكبر فجعل الكبر مقابلا للايمان. فان الكبر ينافي حقيقة العبودية. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله وعليه وسلم انه قال العظمة ازاري والكبرياء ردائي. فمن نازعني واحدا منه ما عذبته؟ والكبرياء والعظمة - 00:07:43ضَ
من خصائص الربوبية والكبرياء اعلى من العظمة. ولهذا جعلها بمنزلة الرداء. كما جعل العظمة بمنزلة تجارة لهذا كان شعار الصلوات لهذا كان شعار الصلوات والاذان والاعياد هو التكبير. وكان مستحبا في - 00:08:03ضَ
العالية كالصفا والمروة. واذا علا الانسان شرفا او ركب دابة ونحو ذلك وبه يطفأ الحريق. وان عظم وعند الاذان يهرب الشيطان. قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي - 00:08:23ضَ
ويدخلون جهنم داخرين. وكل من استكبر عن عبادة الله لا بد ان يعبد غيره. فان الانسان حساس يتحرك ارادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصدق الاسماء حارث وهمام. فالحارث - 00:08:43ضَ
الكاسب الفاعل والهمام فعال من الهم. والهم اول الارادة. فالانسان له ارادة دائمة. وكل ارادة فلا لابد لها من مراد تنتهي اليه فلا بد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وارادته. فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى ارادته وحبه - 00:09:03ضَ
استكبر عن ذلك فلابد ان يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله. ويكون عبدا لذلك المراد المحبوب اما المال واما الجاه واما الصور واما ما يتخذه الها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والاوثان - 00:09:26ضَ
قبور الانبياء والصالحين او من الملائكة والانبياء الذين يتخذهم اربابا او غير ذلك مما عبد من دون الله واذا كان عبدا لغير الله يكون مشركا. وكل مستكبر فهو مشرك. ولهذا كان فرعون من اعظم الخلق استكبارا عن عباده - 00:09:46ضَ
الله وكان مشركا. قال تعالى ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين. الى فرعون وهامان وقارون قالوا ساحر كذاب الى قوله وقال موسى اني عدت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب الى - 00:10:06ضَ
قوله كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار. وقد وقد وصف فرعون بالشرك في قوله وقال الملك من قوم فرعون اتذر موسى اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويا درك والهتك - 00:10:26ضَ
بل الاستقراء يدل على انه كلما كان الرجل اعظم استكبارا عن عبادة الله كان اعظم اشراكا بالله لانه كلما عن عبادة الله ازداد فقره وحاجته الى المراد المحبوب. الذي هو حصول المقصود. مقصود القلب بالقصد الاول - 00:10:46ضَ
فيكون مشركا بما استعبده من ذلك. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات الا بان يكون الله هو مولاه وبهذا فهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:11:06ضَ