أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|265 من 287|حاجة القلب إلى تعلّقه بالله|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والستون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله بيده الخير وهو على كل شيء قدير. الصلاة والسلام على نبينا محمد البشير النذير والسراج المنير وعلى اله واصحابه وبعد يقول الشيخ رحمه الله وهو يتكلم عن العبادة وما يضادها من الكبر وغيره. قال ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات - 00:00:21ضَ

الا بان يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد الا اياه ولا يستعين الا به ولا يتوكل الا الا عليه ولا يفرح الا بما يحبه ويرضاه ولا يكره الا ما يبغضه الرب ويكرهه. ولا يوالي الا من والاه الله ولا يعادي الا - 00:00:43ضَ

من عاداه الله ولا يحب الا لله ولا يبغض شيئا الا لله ولا يعطي الا لله ولا يمنع الا لله. فكلما قوي اخلاص دينه لله كملت عبوديته واستغناؤه عن المخلوقات - 00:01:03ضَ

وبكمال عبوديته لله يبرؤه من الكبر والشرك والشرك غالب على النصارى والكبر غالب على اليهود. قال تعالى في النصارى اتخذوا احبارهم ورهبان هم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون - 00:01:21ضَ

وقال في اليهود افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم. ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون قال تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق. وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها. وان يروا سبيل الرشد - 00:01:44ضَ

لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ولما كان الكبر مستلزما للشرك والشرك ضد الاسلام وهو الذنب الذي لا يغفره الله. قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما. قال تعالى ان الله لا يغفر - 00:02:04ضَ

يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. كان الانبياء مبعوثين جميعهم بدين بدين الاسلام. فهو الذي لا يقبل الله غيره. لا من الاولين ولا من الاخرين. قال نوح فان توليتم فما - 00:02:30ضَ

هل تكن من اجر؟ ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين. وقال في حق ابراهيم ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلم - 00:02:50ضَ

لرب العالمين الى قوله فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وقال يوسف توفني مسلما والحقني بالصالحين قال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. فقالوا على الله توكلنا. وقال تعالى - 00:03:10ضَ

انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. وقالت بلقيس ربياني ظلمت نفسي اسلمت مع سليمان لله رب العالمين. وقال واذا اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي. قالوا امنا - 00:03:30ضَ

واشهد باننا مسلمون وقال ان الدين عند الله الاسلام. وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وقال على فغير دين الله يبغون. وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها - 00:03:50ضَ

فذكر اسلام الكائنات طوعا وكرها لان المخلوقات جميعها متعبدة لله. التعبد التام سواء اقر المقر بذلك او انكره. وهم وهم وهم مدينون مدبرون. فهم مسلمون له طوعا وكرها ليس لاحد من المخلوقات خروج عما شاءه وقدره وقضاه - 00:04:08ضَ

ولا حول ولا قوة الا به. وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف يشاء. وهو خالقهم كل وهو خالقهم كلهم وبارئي وبارئهم ومصورهم كل ما سواه فهو مربوب مصنوع مفطور فقير محتاج - 00:04:34ضَ

معبد مقهور وهو الواحد القهار الخالق البارئ المصور. وهو وان كان قد خلق ما خلقه باسباب فهو خالق السبب والمقدر له وهو مفتقر اليه كافتقار هذا. وليس في المخلوقات سبب مستقل بفعلي - 00:04:54ضَ

بفعل ولا دفع ضرر بل كل ما هو سبب فهو فهو محتاج الى سبب اخر يعاونه والى ما يدفع عنه الضد الذي يعارضه ويمانعه وهو سبحانه الغني عن كل ما سواه وليس له شريك يعاونه ولا ضد - 00:05:14ضَ

يناوءه ويعارضه. قال تعالى قل ارأيتم ما تدعون من دون الله. ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال تعالى وان يمسسك الله بضر - 00:05:32ضَ

فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. قال تعالى عن الخليل يا قومي اني بريء مما تشيكون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين وحاجه قومه - 00:05:52ضَ

قال اتحاجوني في الله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا الى قوله تعالى االذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون - 00:06:12ضَ

وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه ان هذه الاية لما نزلت شق ذلك شق ذلك على آآ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اينا لم يلبس ايمانه بظلم؟ فقال انما هو الشرك - 00:06:30ضَ

الم تسمعوا الى قول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. وابراهيم الخليل امام الحنفاء المخلصين. حيث بعث وقد طبق الارض دين المشركين. قال الله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن. قال اني جاعلك - 00:06:50ضَ

فلناس اماما. قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين. فبين ان عهده بالامامة لا يتناول الظالم لم يأمر الله سبحانه ان يكون الظالم اماما واعظم ظلم الشرك. وقال تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله - 00:07:10ضَ

نيفا ولم يكن من المشركين. والامة هو معلم الخير الذي يؤتم به. كما ان القدوة الذي يقتدى به. والله تعالى جعل في ذريته النبوة والكتاب. وانما بعث الانبياء بعده بملته. قال تعالى ثم اوحينا اليك - 00:07:30ضَ

يعني انتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. قال تعالى ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. وقال تعالى ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. ولكن كان حنيفا - 00:07:50ضَ

مسلما وما كان من المشركين. وقال تعالى وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل الملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط - 00:08:10ضَ

ما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. وقد في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم خير البرية فهو افضل الانبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو خليل الله تعالى. قد ثبت في الصحيح - 00:08:30ضَ

عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه انه قال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا وقال لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن صاحبكم خليل الله يعني نفسه. وقال - 00:08:54ضَ

فلا يبقين في المسجد خوخة الا سدت الا خوخة ابي بكر وقال ان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. وكل هذا في الصحيح وفيه انه قال ذلك قبل موته بايام - 00:09:13ضَ

وذلك من تمام رسالته فان ذلك تحقيق تمام مخالته لله التي اصلها محبة الله تعالى العبد ومحبة العبد لله خلافا للجهمية. وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:09:33ضَ