أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|267 من 287|ضلالات الصوفية|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والستون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله على نعمه والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. يبين الشيخ رحمه الله كثيرا من ضلالات الذين يدعون محبة الله سبحانه وهم يخالفون شرعه. فيقول كثير ممن يدعي المحبة يخرج عن شريعته وسنته - 00:00:22ضَ

ويدعي من الخيالات ما لا يتسع هذا الموضع لذكره. حتى قد يظن احدهم سقوط الامر حتى قد يظن ب احدهم سقوط الامر وتحليل الحرام. وغير ذلك مما فيه مخالفة شريعة الرسول وسنته - 00:00:43ضَ

بل قد جعل محبة الله ومحبة رسوله والجهاد في سبيله يتضمن كمال محبة ما امر الله به وكمال بغض ما نهى الله عنه. ولهذا قال في صفة من يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين - 00:01:02ضَ

شاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ولهذا كانت محبة هذه الامة لله اكمل من محبة من قبلها. وعبوديتهم لله اكمل من عبودية من قبلهم واكمل هذه الامة في ذلك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ومن كان بهم اشبه كان ذلك فيه اكمل - 00:01:23ضَ

فاين هذا من قوم يدعون المحبة؟ وفي كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب وارادوا ان الكون كله قد اراد قد اراد الله وجوده فظنوا ان كمال المحبة ان يحب العبد كل شيء حتى الكورة - 00:01:49ضَ

والفسوق والعصيان ولا يمكن احدا ان يحب كل موجود بل يحب ما يلائمه وينفعه ويبغض ما ينافيه ويضره ولكن استفادوا بهذا الضلال اتباع اهواءهم فهم يحبون ما يهوونه كالصورة والرئاسة وفضول المال والبدع المضلة زاعمين ان هذا من محبة الله ومن - 00:02:09ضَ

الله بغض ما يبغضه الله ورسوله وجهاد اهله بالنفس والمال واصل ضلالهم ان هذا القائل ان المحبة نار فريق ما سوى مراد المحبوب قصد بمراد الله تعالى الارادة الدينية الشرعية التي هي بمعنى محبته ورضاه. وكأنه قال تحرق من القلب ما - 00:02:35ضَ

سوى المحبوب لله وهذا معنى صحيح. فان من تمام الحب الا يحب الا ما يحبه الله. فاذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة واما قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه. فان لم اوافقه في بغضه - 00:02:57ضَ

وسخطه لم اكن محبا له بل محبا لما يبغضه. فاتباع الشريعة والقيام بالجهاد من اعظم الفروق بين اهل محبته بالله واولياءه الذين يحبهم ويحبونه وبين من يدعي محبة الله ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعظ - 00:03:17ضَ

البدع المخالفة لشريعته. فان دعوى هذه المحبة لله من جنس دعوى اليهود والنصارى لمحبة الله بل قد تكون دعوة هؤلاء شرا من دعوى اليهود والنصارى لما فيهم من النفاق الذي هم به في الدرك الاسفل من النار - 00:03:37ضَ

كما قد تكون دعوى اليهود والنصارى شرا من دعواهم اذا لم يصلوا الى مثل كفرهم. وفي التوراة والانجيل من الله ما هم ما هم متفقون عليه حتى ان ذلك عندهم اعظم وصايا الناموس. ففي الانجيل ان المسيح - 00:03:57ضَ

قال اعظم وصايا المسيح ان تحب الله بكل قلبك وعقلك ونفسك. والنصارى يدعون قيامهم بهذه المحبة وان ما فيهم من الزهد والعبادة هو من ذلك. وهم برءاء من محبة الله ان لم يتبعوا ما احبه بل اتبعوا ما اسخط الله - 00:04:17ضَ

كرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم والله يبغض الكافرين ويمقتهم ويلعنهم. وهو سبحانه يحب من يحبه. لا يمكن ان لا يمكن ان ان يكون العبد لا يمكن ان يكون العبد محبا لله والله تعالى والله تعالى غير محب له. بل بقدر محبته العبد لربه يكون - 00:04:37ضَ

والله الى وان كان جزاء الله وان كان جزاء الله لعبده اعظم. كما في الحديث الصحيح الالهي عن الله تعالى انه قال من قرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة - 00:05:00ضَ

قد اخبر سبحانه انه يحب المتقين والمحسنين والصابرين. ويحب التوابين ويحب المتطهرين. بل هو يحب من فعل فما امر به من واجب ومستحب. كما في الحديث الصحيح لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببت - 00:05:22ضَ

وكنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الحديث. وكثير من المخطئين الذين اتبعوا اشياخا في الزهد والعبادة وقعوا فيما وقع فيه النصارى من دعوى المحبة لله مع مخالفة شريعته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك - 00:05:42ضَ

يتمسكون في الدين الذي يتقربون به الى الله بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها ولو صدق لم يكن قائلها معصوما فيجعلون متبوعهم فيجعلون متبوعيهم شارعين لهم دينا. كما جعل النصارى قسيسيهم شارعين لهم دينا. ثم - 00:06:03ضَ

هم ينتقصون العبودية ويدعون ان الخاصة يتعدونها كما يدعي النصارى في المسيح ويثبتون للخاصة من المشاركة لله من جنس ما تثبته النصارى في المسيح وامه الى انواع اخر يطول شرحها في هذا الموضع وانما - 00:06:29ضَ

دين الحق هو تحقيق العبودية لله بكل وجه. وهو تحقيق محبة الله بكل درجة. وبقدر تكميل العبودية تكمن العبد لربه وتكمل محبة الرب لعبده. وبقدر نقص هذا يكون نقص هذا. وكلما كان في القلب حب لغير الله - 00:06:49ضَ

كانت فيه عبودية لغير الله بحسب ذلك. وكلما كان فيه عبودية لغير الله كان فيه حب لغير الله بحسب ذلك وكل محبة لا تكون لله فهي باطلة. وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل. فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا - 00:07:09ضَ

لما كان لله ولا يكون لله الا ما احبه الله ورسوله وهو المشروع. فكل عمل اريد به غير الله لم يكن اه وكل عمل لا يوافق شرع الله لم يكن لله - 00:07:29ضَ

بل لا يكون لله الا ما جمع الوصفين ان يكون لله وان يكون موافقا لمحبة الله ورسوله. وهذا هو الواجب والمستحب كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا - 00:07:44ضَ

فلابد من العمل الصالح وهو الواجب والمستحب ولابد ان يكون خالصا لوجه الله تعالى كما قال تعالى بلى من اسلم ووجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:04ضَ

من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل مما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او - 00:08:24ضَ

ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. وهذا الاصل هو اصل الدين. وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين. وبه الله الرسل وانزل الكتب واليه دعا واليه دعا الرسل وعليه جاهدوا وبه وبه - 00:08:44ضَ

امروا وفيه رغبوا وهو قطب الدين الذي تدور عليه رحاه. والشرك غالب على النفوس. وهو كما جاء في الحديث وفي وهو في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. وفي حديث اخر قال ابو بكر يا رسول الله كيف ننجو منه وهو اخفى من دبيب النمل - 00:09:04ضَ

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر الا اعلمك كلمة اذا قلتها نجوت من دقه وجله. قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. وكان عمر يقول في دعائه اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا - 00:09:24ضَ

ولا تجعل فيه لاحد شيئا. وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:09:49ضَ