أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|268 من 287|التوحيد والشرك|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن والستون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله الذي انعم علينا بنعمه الظاهرة والباطنة الصلاة والسلام على نبينا محمد المؤيد بالمعجزات الباهرة وعلى اله واصحابه نجوم الهدى الزاهرة اما بعد فلا يزال كلام الشيخ رحمه الله موصولا عن التوحيد والشرك - 00:00:22ضَ

فيقول والشرك غالب على النفوس. وهو كما جاء في الحديث في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. وكثيرا وكثيرا ما ايخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبة الله - 00:00:43ضَ

ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها وعبوديتها له واخلاص واخلاص دينها له. كما قال شداد ابن اوس يا بقايا العرب ان اخوف ما اخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية. قيل لابي داوود سجستاني وما الشهوة - 00:01:00ضَ

خفية. قال حب الرئاسة وعن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما ذئبان جائعان ارسل في زريبة غنم لافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه. قال الترمذي حديث حسن صحيح - 00:01:24ضَ

فبين صلى الله عليه وسلم ان الحرص على المال والشرف في فساد الدين لا ينقص عن فساد بين الجائعين لجريبة الغنم وذلك بين فان الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص - 00:01:44ضَ

وذلك ان القلب اذا ذاق حلاوة عبوديته لله ومحبته له لم يكن شيء احب اليه من ذلك حتى يقدمه وعليه وبذلك وبذلك يصرف عن اهل الاخلاص السوء والفحشاء. كما قال تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء - 00:02:01ضَ

انه من عبادنا المخلصين فان المخلص لله ذاق عن حلاوة عبوديته لله ما يمنعه عن عبوديته لغيره. ومن حلاوة محبته لله ما يمنعه من محبة غيره اذ ليس عند القلب الا - 00:02:23ضَ

اذ ليس عند القلب لا احلى ولا الذ ولا اطيب ولا الين ولا انعم من حلاوة الايمان المتظمن عبوديته لله ومحبة ومحبته له واخلاص الدين له. وذلك يقتضي انجذاب القلب الى الله - 00:02:41ضَ

فيصير القلب منيبا الى الله خائفا منه راغبا راهبا. كما قال تعالى من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب اذ المحب يخاف من زوال مطلوبه وحصول مرغوبه فلا يكون عبدا لله - 00:03:01ضَ

ومحبا له الا بين خوف ورجاء. قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة اي وهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا واذا كان العبد مخلصا له اجتباه ربه - 00:03:19ضَ

فيحيي قلبه ويجتذبه اليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء. ويخاف من حصول ضد ذلك ما في القلب الذي لم يخلص لله فانه في طلب وارادة وحب مطلق. فيهوى ما يسمح له ويتشبث - 00:03:42ضَ

يهواه كالغصن اي نسيم مر امانة وتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة فيبقى اسيرا عبدا لمن لو اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة. فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة - 00:04:02ضَ

ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل. ويعادي من يذمه ولو بالحق. وتارة يستعبده الدرهم والدينار. وامثال ذلك من الامور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها وحينئذ الهه هواه ويتبع هواه بغير هدى من الله. ومن لم يكن خالصا لله عبدا له - 00:04:25ضَ

قد صار قلبه معبدا لربه وحده لا شريك له. بحيث يكون الله احب اليه من كل ما سواه ويكون ويكون ذليلا له خاضعا. والا استعبدته الكائنات واستولت على قلبه الشياطين. وكان من الغاوين - 00:04:52ضَ

وعن الشياطين وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه الا الله وهذا امر ضروري لا حيلة فيه فالقلب ان لم يكن حنيفا مقبلا على الله معرضا عما سواه. والا كان مشركا - 00:05:11ضَ

قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون الى قوله كل حزب بما لديهم فرحون - 00:05:27ضَ

قد جعل الله سبحانه ابراهيم وال ابراهيم ائمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين اهل محبة الله وعباده واخلاص ديني له كما جعل فرعون وال فرعون ائمة المشركين المتبعين اهواءهم. قال تعالى في ابراهيم ووهبنا له اسحاق - 00:05:45ضَ

يعقوب نافلة ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين. وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين وقال في فرعون وقومه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون. واتبعناهم في هذه الدنيا - 00:06:06ضَ

لعنة ويوم القيامة هم من المكبوحين. ولهذا يصير ولهذا يصير اتباع فرعون اولا الى ان لا يميزوا بينما يحبه الله ويرضاه. وبينما قدر الله وقضاه. بل ينظرون الى المشيئة المطلقة - 00:06:34ضَ

كاملة ثم في اخر الامر لا يميزون بين الخالق والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية. والحقيقة معصية بلا طاعة. والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية. وهذا - 00:06:53ضَ

تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا الخالق وانكروا تكليمه لعبده موسى. وما ارسله به من الامر والنهي واما ابراهيم وال ابراهيم الحنفاء والانبياء فهم يعلمون انه لابد من الفرق بين الخالق والمخلوق - 00:07:14ضَ

وانه ولا بد من الفرق بين الطاعة والمعصية. وان العبد كلما ازداد تحقيقا ازدادت محبته لله له وطاعته له واعراضه عن عبادة غيره. ومحبة غيره وطاعة غيره. وهؤلاء المشركون الضالون - 00:07:34ضَ

يسوون بين الله وبين خلقه. والخليل يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون. انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى. مثال ذلك اسم الفناء. فان الفناء ثلاثة - 00:07:55ضَ

وانواع نوع للكاملين من الانبياء والاولياء. ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين من المشبهين. فاما الاول فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله. بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا اياه. ولا - 00:08:18ضَ

وكلوا الا عليه ولا يطلب غيره. وهو المعنى الذي يجب ان يقصد بقول الشيخ بيزيد. حيث قال اريد الا اريد حيث قال اريد الا اريد الا ما يريد. اي المراد المحبوب المرظي وهو المراد بالارادة الدينية. وكما - 00:08:38ضَ

العبد الا يريد ولا يحب ولا يرظى الا ما اراده الله ورظيه واحبه. وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب ولا يحب الا ما يحبه الله كالملائكة والانبياء والصالحين. وهذا معنى قولهم في قوله تعالى الا - 00:08:58ضَ

من اتى الله بقلب سليم قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله او مما سوى محبة الله فالمعنى واحد وهذا المعنى انما سمي فناء - 00:09:18ضَ

وهذا المعنى ان سمي فناء او لم يسمى هو اول الاسلام واخره وباطن الدين وظاهره. واما النوع الثاني فهو فهو الفناء عن شهود السوى. وهذا يحصل لكثير من السالكين. فانهم لفرط انجذاب قلوبهم الى ذكر الله - 00:09:36ضَ

عبادته ومحبته. ضعف قلوبهم من ان تشهد غير ما تعبد. وترى غير ما تقصد. لا يخطر بقلوبهم الله بل ولا يشكرون كما في قولي كما قيل في قوله واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدي - 00:09:56ضَ

لولا ان ربطنا على قلبها قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى وهذا كثير يعرض لمن امر من الامور اما حب واما خوف او رجاء. يبقى قلبه منصرفا عن كل شيء الا عن ما قد احبه - 00:10:16ضَ

واو خافه او طلبه بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا يشعر بغيره. فاذا قوي على حب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده. وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته - 00:10:36ضَ

حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات المعبدة ممن ممن سواه. ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى والمراد ثناؤها في شهود العبد وذكره. وثناؤه عن ان يدركها او يشهدها. واذا قوي هذا ضعف واذا - 00:10:55ضَ

هذا ضعف المحب حتى اضطرب في تمييزه. فقد يظن انه هو محبوبه. كما يذكر ان رجلا القى في اليم فالقى محبه نفسه خلفه فقال انا وقعت فما الذي اوقعك فما الذي اوقعك خلفي؟ قال غبت بك عني حتى ظننت انك عني - 00:11:15ضَ

وهذا الموضوع زل فيه اقوام وظنوا انه اتحاد وان المحب يتحد بالمحبوب حتى لا يكون بينهما فرق في نفسك بوجودهما وهذا غلط وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:11:38ضَ