أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|275 من 287|حقيقة ومعنى الظلم|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والسبعون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله كلامه في بياع في بيان الظلم والشفاعة فيه فيقول واما قوله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة من ظلموا انفسهم او نكرة في سياق الشرط - 00:00:22ضَ
يعم كل ما فيه ظلم الانسان نفسه وهو اذا اشرك ثم تاب ثم ثم تاب تاب الله عليه وقد تقدم ان ظلم الانسان لنفسه يدخل فيه كل ذنب كبير او صغير مع الاطلاق. وقال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا امنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد - 00:00:43ضَ
ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. فهذا ظلم لنفسه مقرون بغيره فلا يدخل فيه الشرك الاكبر. وفي الصحيحين عن ابن مسعود انه لما نزلت هذه الاية الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:12ضَ
وقالوا اينا لم يظلم نفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما هو الشرك. الم تسمعوا الى قول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم والذين شق ذلك عليهم ظنوا ان الظلم المشروط هو ظلم العبد نفسه. وانه لا يكون الامن والاهتداء الا لمن لم - 00:01:35ضَ
يلبس ايمانه بهذا الظلم فشق ذلك عليهم فبين صلى الله عليه وسلم لهم ما دلهم على ان الشرك ظلم في كتاب الله وحينئذ فلا يحصل الامن والاهتداء الا لمن لم يلبس ايمانه بهذا الظلم. ومن لم يلبس ايمانه بهذا الظلم - 00:01:58ضَ
كان من اهل الامن والاهتداء كما كان من اهل الاصطفاء في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين الذين اصطفينا من عبادنا الى قوله جنات عدن يدخلن يقولونها وهذا لا ينفي ان يؤاخذ احدهم بظلم نفسه اذا لم يتب كما قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا - 00:02:18ضَ
يراه من يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال تعالى وقال تعالى من يعمل سوءا يجزى به. وقد سأل ابو بكر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال يا رسول - 00:02:40ضَ
الله واينا لم يعمل سوءا فقال يا ابا بكر الست تنصب؟ الست تحزن؟ الست تصيبك اللأوى؟ فذلك ما تجزون تبين ان المؤمن الذي اذا تاب دخل الجنة قد يجزى بسيئاته في الدنيا بالمصائب التي تصيبه كما في الصحيحين عنه صلى الله - 00:02:54ضَ
الله عليه وسلم انه قال مثل المؤمن كمثل الخامة كمثل الخامة من الزرع تفيؤها الرياح تقومها تارة وتميلها اخرى. ومثل المنافق كمثل شجرة الارز لا تزال لا تزال ثابتة على اصلها - 00:03:15ضَ
حتى يكون انجعافها مرة واحدة. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها خطاياه - 00:03:34ضَ
وفي حديث سعد بن ابي وقاص قلت يا رسول الله اي الناس اشد بلاء؟ قال الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان في دينه فان كان في دينه صلابة زيد في بلاءه - 00:03:54ضَ
وان كان في دينه رقة خفف عنه. ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الارض وليس عليه خطيئة رواه احمد والترمذي وغيرهما وقال المرض حطة تحط الخطايا عن صاحبه كما تحط الورقة اليابسة او - 00:04:14ضَ
فمن سلم من اجناس الظلم الثلاثة كان له الامن التام والاهتداء التام. ومن لم يسلم من ظلمه نفسه كان له الامن والاهتداء او مطلقة بمعنى انه لابد ان يدخل الجنة كما وعد كما وعد بذلك في الاية الاخرى - 00:04:33ضَ
وقد هداه الى الصراط المستقيم الذي تكون عاقبته الجنة ويحصل له من نقص الامن والاهتداء بحسب ما نقص من ايمانه بظلمه وليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله انما هو الشرك ان من لم يشرك الشرك الاكبر - 00:04:53ضَ
يكون له الامن التام والاهتداء التام. فان احاديثه الكثيرة مع نصوص القرآن تبين ان اهل الكبائر معرضون بالخوف لم يحصل لهم الامن التام والاهتداء التام الذي يكونون به مهتدين الى الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من - 00:05:12ضَ
والصديقين والشهداء والصالحين من غير عذاب يحصل لهم. بل معهم اصل الاهتداء الى هذا الصراط ومعهم اصل نعمة الله عليهم ولابد لهم من دخول الجنة وقول النبي صلى الله عليه وسلم انما هو الشرك - 00:05:33ضَ
ان اراد به الشرك الاكبر فمقصوده ان من لم يكن ان من لم يكن من اهله فهو امن مما وعد به المشركون من عذاب الدنيا والاخرة فهو مهتد الى ذلك وان كان مراده جنس الشرك - 00:05:51ضَ
فيقال ظلم العبد نفسه كبخله لحب المال ببعض الواجب هو شرك اصغر. وحبه ما يبغضه الله حتى يكون يقدم حتى هنا يقدم هواه على محبة الله شرك اصغر ونحو ذلك فهذا صاحبه قد فاته من الامن والاهتداء بحسبه - 00:06:07ضَ
ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الظلم بهذا الاعتبار انتهى كلام الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع المهم وهو بيان ان وهو بيان انواع الظلم وحكم كل نوع وما يترتب عليه - 00:06:27ضَ
من من من الاحكام وان المعاصي كلها ظلم ولكن هذا الظلم يتنوع فمنه ظلم لا يغفر الا بالتوبة منه وهو الشرك. وظلم داخل تحت المشيئة قابل للمغفرة او التعذيب بحسبه - 00:06:45ضَ
ولا يخلد صاحبه في النار. بل يكون مآله الى الجنة بسبب توحيده. وهو ظلم العبد نفسه بالمعاصي التي هي دون الشرك وهذا الذي ذكره الشيخ في هذا النوع هو مذهب اهل السنة والجماعة خلافا للخوارج الذين يكفرون بالكبائر التي هي دون الشرك وخلافا للمعتزلة - 00:07:03ضَ
الذين يقولون ان صاحبها في منزلة بين المنزلتين ليس بمؤمن ولا كافر. وخلافا للمرجية الذين يقولون لا لا لا يضر مع الايمان معصية. كما لا ينفع مع الكفر طاعة. واما ظلم العبد للناس فانه لا يغفر - 00:07:28ضَ
الا بمسامحة المظلومين والا فانه لابد من القصاص للمظلومين من الظالم. وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:48ضَ