أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|279 من 287|جعل الله للأشياء أسباباً تكون بها|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والسبعون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نواصل الاقتباس من فتاوى شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله وكنا في الحلقة السابقة نقلنا بعض كلامه - 00:00:22ضَ
عن قضاء الله وقدره في سبق السعادة والشقاوة على العبد في علم الله سبحانه وتعالى وقدره وان العبد لا يثاب او يعذب الا بعمله الذي هو سبب لسعادته او شقاوته - 00:00:39ضَ
قال الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اطفال المشركين قال الله اعلم بما كانوا عاملين يعني ان الله يعلم ما يعملون لو بلغوا - 00:00:56ضَ
وقد روي انهم في القيامة يبعث اليهم رسول فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار في ظهر ما علمه فيهم من الطاعة والمعصية. وكذلك الجنة خلقها الله لاهل الايمان به وطاعته - 00:01:14ضَ
فمن قدر ان يكون منهم يسره للايمان والطاعة. فمن قال انا ادخل الجنة سواء كنت مؤمنا او كافرا اذا علم اني من اهلها كان مفتريا على الله في ذلك فان الله انما علم انه يدخلها بالايمان - 00:01:32ضَ
فاذا لم يكن معه ايمان لم يكن هذا هو الذي علم الله انه يدخل الجنة بل من لم يكن مؤمنا بل كافرا فان الله يعلم انه من اهل النار لا من اهل الجنة - 00:01:52ضَ
ولهذا امر الناس بالدعاء والاستغاثة بالله وغير ذلك من الاسباب ومن قال انا لا ادعو ولا اسأل اتكالا على القدر كان مخطئا ايضا لان الله جعل الدعاء والسؤال من الاسباب التي ينال بها مغفرته ورحمته وهداه ونصره ورزقه - 00:02:07ضَ
واذا قدر للعبد خيرا واذا قدر للعبد خيرا يناله بالدعاء لم يحصل بدون الدعاء وما قدره الله وعلمه من احوال العباد وعواقبهم. فانما قدره الله باسباب يسوق المقادير الى مواقيت - 00:02:33ضَ
فليس في الدنيا والاخرة شيء الا بسبب. والله والله خالق الاسباب والمسببات. ولهذا قال بعضهم الالتفات الى الاسباب شرك ومحو الاسباب ان تكون اسبابا نقص في العقل والاعراض عن الاسباب بالكلية - 00:02:52ضَ
انتقاد في الشريعة ومجرد الاسباب لا يوجب حصول المسبب فان المطر اذا نزل وبذر الحب لا يكون ذلك كافيا في حصول النبات بل لا بد من ريح مربية باذن الله. ولابد من صرف الانتفاع الانتفاء عنه فلا بد من تمام - 00:03:12ضَ
طرود وزوال الموانع. وكل ذلك بقضاء الله وقدره. وكذلك الولد لا يولد بمجرد انزال الماء في الفرج بل كم من بل كم من انزل ولم يولد له بل لابد من ان الله شاء خلقه فتحمل المرأة - 00:03:36ضَ
وتربيه في الرحم وسائر ما يتم به خلقه من الشروط وزوال الموانع وكذلك امر الاخرة ليس بمجرد العمل ينال الانسان السعادة بل هي سبب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:56ضَ
انه لن يدخل احدكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل وقد قال تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون - 00:04:18ضَ
فهذه باب السبب اي بسبب اعمالكم والذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم ماء المقابلة. كما يقال اشتريت هذا بهذا اي ليس العمل عوضا ثمنا كافيا في دخول الجنة بل لا بد من عفو الله وفضله ورحمته فبعفوه يمحو - 00:04:36ضَ
السيئات وبرحمته يأتي بالخيرات. وبفضله يضاعف البركات ثم بين الشيخ رحمه الله من غلط في هذا الباب فقال وفي هذا الموضع ظل طائفتان من الناس فريق امنوا بالقدر وظنوا ان ذلك كاف في حصول المقصود - 00:04:58ضَ
فاعرضوا عن الاسباب الشرعية والاعمال الصالحة. وهؤلاء يؤول بهم الامر الى ان يكفروا بكتب الله ورسله ودينه وفريق اخذوا يطلبون الجزاء من الله كما يطلبه الاجير من المستأجر متكلين على حولهم وقوتهم وعملهم - 00:05:20ضَ
وهؤلاء جهال ضلال فان الله لم يأمر العباد بما امرهم به لحاجة اليه ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا به ولكن امرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم. وهو سبحانه كما قال يا عبادي انكم لن تبلغوا ظري فتظروني ولن - 00:05:42ضَ
ان تبلغوا نفعي فتنفعوني فالملك اذا امر مملوكه بامر امرهم لحاجته اليهم وهم فعلوه بقوتهم التي لم يخلقها لهم فيطالبون بجزاء ذلك والله تعالى غني عن العالمين فان احسنوا احسنوا لانفسهم وان اساءوا فلها - 00:06:09ضَ
لهم ما كسبوا وعليهم ما اكتسبوا. من عمل صالحا فلنفسه. ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد الى ان قال الشيخ رحمه الله فهو سبحانه مع غناه عن العالمين خلقهم وارسل اليهم رسولا يبين لهم ما يسعدهم وما يشقيهم. ثم انه هدى - 00:06:34ضَ
اعباده المؤمنين لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. فمن عليهم بالايمان والعمل الصالح فخلقه بفضله وارساله فخلقه بفظله وارساله الرسول بفظله وهدايتهم له بفضله وجميع ما ينالون به الخيرات من قواهم وغير قواهم بفضله. فكذلك الثواب والجزاء - 00:06:57ضَ
هو بفظله وان كان اوجب ذلك على نفسه كما حرم على نفسه الظلم ووعد بذلك كما قال كتب على نفسه الرحمة. قال تعالى وكان حقا علينا نصره المؤمنين فهو واقع لا محالة. واجب بحكم ايجابه ووعده - 00:07:26ضَ
لان الخلق لا يوجبون على الله شيئا او يحرمون عليه شيئا بل هم اعجز من ذلك واقل من ذلك وكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل كما في الحديث انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم - 00:07:47ضَ
اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله تعالى وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:08:07ضَ