أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|28 من 287|الفرق بين الإسلام والإيمان-الجزء الثالث|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن والعشرون - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله كلامه عن الايمان فيقول فيقال اسم الايمان تارة يذكر مفردا غير مقرون باسم الاسلام. ولا باسم العمل الصالح ولا غيرهما - 00:00:20ضَ
وتارة يذكر مقرونا اما بالاسلام كقوله في حديث جبريل ما الاسلام وما الايمان؟ وكقوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وكقوله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا - 00:00:41ضَ
وقوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. وكذلك ذكر الايمان مع مع العمل الصالح. وذلك في مواضع من القرآن كقوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:01:00ضَ
واما مقرونا بالذين اوتوا العلم كقوله تعالى وقال الذين اوتوا العلم والايمان وقوله يرفع يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وحيث ذكر الذين امنوا فقد دخل فيهم الذين اوتوا العلم فانهم خيارهم. قال تعالى والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من - 00:01:20ضَ
عند ربنا وقال لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ويذكر ايضا لفظ المؤمنين مقرونا بالذين هادوا والنصارى والصابئين. ثم يقول من امن منهم بالله واليوم الاخر - 00:01:47ضَ
ثم يقول من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون فالمؤمنون في ابتداء الخطاب غير الثلاثة والايمان والايمان الاخر عمهم. كما عمهم في قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية - 00:02:07ضَ
فالمقصود هنا العموم والخصوص بالنسبة الى ما في الباطن والظاهر من الايمان واما العموم بالنسبة الى الملل فتلك مسألة اخرى فلما ذكر الايمان مع الاسلام جعل الاسلام هو الاعمال الظاهرة - 00:02:30ضَ
واش جعل الاسلام هو الاعمال هو الاعمال الظاهرة الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج وجعل الايمان ما في القلب من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهكذا في الحديث الذي رواه احمد عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الاسلام علانية والايمان في القلب - 00:02:46ضَ
واذا ذكر اسم الايمان مجرد لن دخل فيه الاسلام والاعمال الصالحة كقوله في حديث الشعب الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق - 00:03:13ضَ
وكذلك سائر الاحاديث يجعل فيها اعمال البر من الايمان. ثم ان نفي الايمان عند عدمها دل على انها واجبة وان ذكر فضل الايمان وان ذكر فضل ايمان صاحبها ولم ينفى ايمانه دل على انها مستحبة - 00:03:29ضَ
فان الله ورسوله لا ينفي اسم مسمى امرئ اسم مسمى امر امر الله به ورسوله الا اذا ترك بعظ واجباته من قوله لا صلاة الا بام القرآن. وقوله لا ايمان لمن لا امانة له. ولا دين لمن لا عهد له - 00:03:51ضَ
ونحو ذلك فاما اذا كان مستحبا في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب فان هذا لو جاز فان هذا لو جاز لجاز ان ينفى عن جمهور المؤمنين اسم الايمان والصلاة والزكاة والحج. لانه ما من عمل - 00:04:12ضَ
الا وغيره افضل منه. وليس احد يفعل افعال البر مثلما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا ابو بكر ولا عمر فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه اجاز ان ينفى عن جمهور المسلمين من الاولين والاخرين وهذا لا يقوله - 00:04:30ضَ
فمن قال ان المنفي هو الكمال فان اراد انه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض ويتعرض للعقوبة فهو صدق. فقد صدق. وان اراد انه نفي الكمال المستحب فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله ولا يجوز ان يقع فان من فعل الواجب كما وجب عليه ولم ينتقص من واجبه - 00:04:53ضَ
شيئا لم يجز ان يقال ما فعله لا حقيقة ولا مجازا. فاذا قال للمسيء في صلاته ارجع فصل فانك لم تصلي وقال لمن صلى خلف الصف وقد امره بالاعادة لا صلاة لفذ خلف الصف - 00:05:20ضَ
كان لترك واجب فذلك قوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الى الله اولئك هم الصادقون. ابين ان الجهاد واجب وترك الارتياب واجب والجهاد وان كان فرضا على الكفاية - 00:05:36ضَ
فجميع المؤمنين يخاطبون به ابتداء آآ فعليه فعليهم كلهم اعتقاد وجوبه والعزم على فعله اذا تعين. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بغزو - 00:05:57ضَ
مات على شعبة من نفاق رواه مسلم. فاخبر انه من لم يهم به كان على شعبة نفاق وايضا فالجهاد جنس تحته انواع متعددة ولابد ان يجب على المؤمن نوع من انواعه. وكذلك قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت - 00:06:16ضَ
عليهم ايات زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. هذا كله واجب فان التوكل على الله واجب من اعظم الواجبات كما ان الاخلاص لله واجب - 00:06:40ضَ
كما ان الاخلاص لله واجب وحب الله ورسوله واجب قد امر الله بالتوكل عليه في غير اية اعظم مما امر بالوضوء والغسل من الجنابة ونهاه عن التوكل على غير الله. قال تعالى فاعبده وتوكل عليه - 00:07:01ضَ
قال تعالى الله لا اله الا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون وقال تعالى ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:07:20ضَ
قال تعالى وقال موسى يا قومي كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين واما قوله الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فيقال من احوال القلب واعماله ما يكون من لوازم الايمان الثابتة فيه - 00:07:36ضَ
بحيث اذا كان الانسان مؤمنا لزم لزم ذلك بغير قصد منه ولا تعمد له. واذا لم يوجد دل على ان الايمان الواجب لم يحصل في القلب. وهذا قوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله - 00:07:58ضَ
ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه فاخبر انك لا تجد مؤمنا يواد المحادين لله ورسوله فان نفس الايمان ينافي مودتهم - 00:08:19ضَ
كما ينفي احد ضد الدين الاخر وبهذا نكتفي في هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:38ضَ