أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|280 من 287|الإيمان بالقضاء والقدر|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثمانون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله على فضله واحسانه والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم انبيائه نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان وبعد فما زال الحديث معكم موصولا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:00:21ضَ

عن القضاء والقدر وما يتعلق به يقول رحمه الله وفي الحديث الصحيح سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت - 00:00:42ضَ

اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا انت من قالها اذا اصبح موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة - 00:01:01ضَ

فقوله ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي اعتراف بانعام الرب وذنب العبد. كما قال بعض السلف اني اصبح بين نعمة تنزل من الله علي وبين ذنب يصعد مني الى الله فاريد ان - 00:01:16ضَ

احدث للنعمة شكرا وللذنب استغفارا فمن اعرض عن الامر والنهي والوعد والوعيد ناظرا الى القدر فقد ظل. ومن طلب القيام بالامر والنهي معرضا عن القدر فقد ظل بل المؤمن كما قال تعالى اياك نعبد واياك نستعين - 00:01:37ضَ

فنعبده اتباعا للامر ونستعينه ايمانا بالقدر وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت - 00:01:58ضَ

لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان فامر النبي صلى الله عليه وسلم بشيئين ان يحرص الانسان على ما ينفعه وهو امتثال الامر - 00:02:23ضَ

وهو العبادة وهو طاعة الله ورسوله. وان يستعين بالله وهو متظمن الايمان بالقدر. انه لا حول ولا قوة الا بالله وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فمن ظن انه يطيع الله بلا معونته كما يزعم - 00:02:41ضَ

والقدرية المجوسية فقد جحد قدرة الله التامة ومشيئته النافذة وخلقه لكل شيء. ومن ظن انه واذا اعين على ما يريد ويسر له ذلك كان محمودا سواء وافق الامر الشرعي او خالفه فقد جحد - 00:03:01ضَ

دين الله وكذب بكتبه ورسله ووعده ووعيده واستحق من غضبه وعقابه اعظم ما يستحقه الاول فان العبد قد يريد ما يرضاه ويحبه ويامر به ويقرب اليه وقد يريد ما يبغضه الله ويكرهه ويسخطه - 00:03:21ضَ

عنه ويعذب صاحبه. فكل من هذين قد يسر له ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل ميسر لما خلق له من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة - 00:03:42ضَ

واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة قد قال تعالى من كان يريد العاجل تعجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مدحورا - 00:04:00ضَ

ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. كلا نمد هؤلاء وهؤلاء اي من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا وقال تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن - 00:04:17ضَ

واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا بين سبحانه انه ليس كل من ابتلاه الدنيا يكون قد اهانه. بل قد يبتلي عبده بالسراء والظراء. فالمؤمن يكون صبارا شكورا. فيكون - 00:04:41ضَ

فيكون هذا وهذا خيرا له. كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقضي للمؤمن قضاء الا كان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. والمنافق هلوع جزوع - 00:05:01ضَ

كما قال تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم الى قوله جنات مكرمون - 00:05:28ضَ

ولما كان العبد ميسر لما لا ينفعه بل يضره من معصية الله والبطر والطغيان وقد يقصد عبادة الله وطاعته والعمل الصالح فلا يتأتى له ذلك امر في كل صلاة ان يقول اياك نعبد واياك نستعين - 00:05:52ضَ

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل. فاذا فقال الحمد لله رب العالمين. قال حمدني عبدي. فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي - 00:06:14ضَ

فاذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي. فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال هذه الاية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت - 00:06:39ضَ

غير المغضوب عليهم ولا الظالين. قال فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل. فكل عمل فكل عمل يعمله العبد ولا يكون طاعة لله وعبادة وعملا صالحا فهو باطل فان الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما كان لله - 00:06:59ضَ

وانا لبذلك وانا بذلك العمل رياسة ومالا فغاية المترأس ان يكون كفرعون غاية المتمول ان يكون كقارون. وقد ذكر الله في سورة القصص من قصة فرعون وقارون ما فيه عبرة لاولي الالباب وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:23ضَ