Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثاني والثمانون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد واله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد فقد سئل شيخ الاسلام عن اقوام يحتجون بسابق القدر ويقولون انه قد مضى الامر والشقي شقي والسعيد سعيد - 00:00:22ضَ

محتجين بقوله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون قائلين بان الله قدر الخير والشر وما لنا في الافعال قدرة وانما القدرة لله الى اخره فاجاب رحمه الله بقوله - 00:00:46ضَ

هؤلاء القوم اذا اصروا على هذا الاعتقاد كانوا اكثر من اليهود والنصارى فان اليهود والنصارى يؤمنون بالامر والنهي والوعد والوعيد والثواب والعقاب. لكن حرفوا وبدلوا وامنوا ببعض كفروا ببعض كما قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله - 00:01:06ضَ

ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين عذابا مهينا والذين بالله والذين والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم - 00:01:31ضَ

اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله غفورا رحيما فاذا كان من امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر حقا فكيف بمن كفر بالجميع ولم يقر بامر الله ونهيه ووعده ووعيده بل ترك ذلك محتجا بالقدر فهو اكثر ممن امن ببعض وكفر ببعض - 00:02:01ضَ

وقول هؤلاء يظهر بطلانهم من وجوه احدها ان الواحد من هؤلاء اما ان يرى القدر حجة للعبد واما الا يراه حجة للعبد فان كان القدر حجة للعبد فهو حجة لجميع الناس - 00:02:27ضَ

فانهم كلهم مشتركون في القدر وحينئذ فيلزم الا ينكر على من ظلمه وشتمه واخذ ماله وافسد حريمه وظرب عنقه واهلك الحرث والنسل وهؤلاء جميعهم كذابون متناقضون فان احدهم لا يزال يذم هذا ويبغض هذا - 00:02:46ضَ

ويخالف هذا حتى ان الذي ينكر عليهم يبغضونه ويعادونه وينكرون عليه فان القدر فان القدر حجة فان كان القدر حجة فان كان القدر حجة لمن فعل المحرمات وترك الواجبات لزمهم الا يذموا احدا ولا يبغضوا احدا ولا يقولوا - 00:03:12ضَ

في احد انه ظالم ولو فعل ما فعل ومعلوم ان هذا لا يمكن احدا فعله ولو فعل الناس هذا لهلك العالم فتبين ان قولهم فاسد في العقل كما انه كفر في الشرع - 00:03:42ضَ

وانهم كذابون مفترون في قولهم ان القدر حجة للعبد الوجه الثاني ان هذا يلزم منه ان يكون ابليس وفرعون وقوم نوح وقوم نوح وعاد وكل من اهلكه الله بذنوبه معذورا - 00:03:59ضَ

وهذا من الكفر الذي اتفق عليه ارباب الملل الوجه الثالث ان هذا يلزم منه الا يفرق بين اولياء الله واعداء الله ولا بين المؤمنين والكفار ولا بين اهل الجنة واهل النار. قد قال تعالى وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور - 00:04:19ضَ

وما يستوي الاحياء ولا الاموات وقال تعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار؟ قال تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون - 00:04:48ضَ

وذلك ان هؤلاء سبقت عند الله السوابق وكتب مقاديرهم قبل ان يخلقهم. وهم مع هذا انقسموا الى سعيد بالايمان والعمل الصالح والى شقي بالكفر والفسق والعصيان فعلم بذلك ان القضاء والقدر ليس بحجة لاحد على معاصي الله - 00:05:12ضَ

الوجه الرابع ان القدر نؤمن به ولا نحتج به فمن احتج بالقدر فحجته داحضة ومن اعتذر بالقدر فعذره غير مقبول ولو كان الاحتجاج بالقدر مقبولا لقبل من ابليس وغيره من العصاة - 00:05:35ضَ

ولو كان القدر حجة للعباد لم يعذب احد من الخلق لا في الدنيا ولا في الاخرة ولو كان القدر حجة لم تقطع يد سارق ولا اقيم حد على ذي جريمة - 00:05:54ضَ

ولا جوهد في سبيل الله ولا امر بالمعروف ولا نهي عن المنكر الوجه الخامس ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذا فانه قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار - 00:06:10ضَ

فقيل يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. رواه البخاري ومسلم الوجه السادس ان يقال ان الله علم الامور وكتبها على ما هي عليه فهو سبحانه قد كتب ان فلانا - 00:06:30ضَ

امنوا ويعملوا صالحا فيدخل الجنة وان فلانا يعصي ويفسق فيدخل النار كما علم ان فلانا يتزوج امرأة فيطأها فيأتيه ولد وان فلانا يأكل ويشرب فيشبع ويروى وان يبذر البذر فينبت الزرع - 00:06:52ضَ

فمن قال ان فمن قال ان كنت من اهل الجنة فانا ادخلها بلا عمل صالح كان قوله قولا باطلا متناقضا لان الله علم انه يدخل الجنة بعمله الصالح فلو دخلها بلا عمل كان هذا مناقضا لما علمه الله وقدره - 00:07:12ضَ

ومثال ذلك من يقول انا لا اطأ امرأة فان كان قد قضى الله لي بولد فهو يولد لي فهذا جاهل فان الله فاذا قضى بالولد قضى ان اباه يطأ امرأة فتحبل فتلد. واما الولد بلا وطأ ولا حبل فان الله لم يقدره ولم يكتبه. كذلك - 00:07:33ضَ

كدخول الجنة انما اعدها الله للمؤمنين. وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:55ضَ