Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والثمانون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله المتفضل بجميع النعم لا نحصي ثناء عليه الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان اما بعد فقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:00:22ضَ

عما قاله الغزالي في كتابه منهاج العابدين من ان العبد لا يلزمه طلب الرزق لان الرزق من فعل الله ولا يقدر العبد على تحصيله لان الرزق اما قوت وغذاء وهو مظمون واما شيء زائد على ذلك فلا حاجة للعبد اليه - 00:00:40ضَ

وانما حاجته الى المظمون وهو من الله وفي ظمانه قال الشيخ هذا الذي ذكره ابو حامد قد ذهب اليه طائفة من الناس ولكن ائمة المسلمين وجمهورهم على خلاف هذا وان الكسب يكون واجبا تارة ومستحبا تارة ومكروها تارة ومباحا تارة - 00:01:02ضَ

ومحرما تارة فلا يجوز اطلاق القول بانه لم يكن شيء منه واجب كما انه لا يجوز اطلاق القول لانه ليس ليس منه شيء محرم والسبب الذي امر العبد والسبب الذي امر العبد به امر ايجاب او امر استحباب هو عبادة الله وطاعته - 00:01:25ضَ

هو عبادة الله وطاعة وطاعته له ولرسوله والله فرض على العباد ان يعبدوه ويتوكل عليه كما قال تعالى فاعبده وتوكل عليه. وقال واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا - 00:01:50ضَ

وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه والتقوى تجمع فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه - 00:02:14ضَ

ويروى عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا ابا ذر لو عمل الناس كلهم بهذه الاية لوسعتهم ولهذا قال بعض السلف ما احتاج تقي قط - 00:02:29ضَ

يقول ان الله ضمن للمتقين ان يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس وان يرزقهم من حيث لا يحتسبون. فيدفع عنهم ما يضرهم ويجلب لهم ما يحتاجون اليه. فاذا لم يحصل ذلك - 00:02:45ضَ

فاذا لم يحصل ذلك دل على ان في التقوى خللا فليستغفر الله وليتب اليه ولهذا جاء في الحديث المرفوع الذي رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:03:02ضَ

من اكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب والمقصود ان الله لم يأمر بالتوكل عليه فقط. بل امر مع التوكل عليه بعبادته وتقواه - 00:03:18ضَ

التي تتضمن فعل ما امر وترك ما حذر فمن ظن انه يرظي ربه بالتوكل بدون فعل ما امر به كان ظالا. كما ان من ظن انه انه يقوم بما يرضي الله عليه - 00:03:37ضَ

بما يرضي الله عليه دون التوكل كان ضالا. الى ان قال وما اظن ان التوكل يغني عن الاسباب المأمور بها فكما قال واما من ومن ظن ان التوكل يغني عن الاسباب المعمور بها فهو ظال - 00:03:55ضَ

وهذا كمن ظن انه يتوكل على ما قدر عليه من السعادة والشقاوة بدون ان يفعل ما امر الله وهذه المسألة مما سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:04:15ضَ

ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة والنار فقيل يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له وكذلك في الصحيحين عنه انه قيل له - 00:04:35ضَ

ارأيت ما يعمل الناس؟ ارأيت ما يعمل الناس فيه ويكدحون افيما جفت الاقلام وطويت الصحف وبين صلى الله عليه وسلم ان الاسباب المخلوقة والمشروعة هي من القدر فقيل له ارأيت رقى نسترقي بها وتقى نتقي بها وادوية نتداوى بها هل ترد من قدر الله شيئا - 00:04:53ضَ

فقال هي من قدر الله الالتفات الى الاسباب شرك ومحو الاسباب ان تكون اسبابا نقص في العقل والاعراض عن الاسباب المأمور بها قدح في الشرع فعلى العبد ان يكون قلبه معتمدا على الله لا على سبب من الاسباب - 00:05:19ضَ

والله ييسر له من الاسباب ما يصلحه في الدنيا والاخرة فان كانت الاسباب مقدورة له وهو مأمور بها فعلها مع التوكل على الله كما يؤدي الفرائض وكما يجاهد ويحمل السلاح ويلبس جنة الحرب - 00:05:38ضَ

ولا يكتفي في دفع العدو على مجرد توكله بدون ان يفعل ما امر به من الجهاد ومن ترك الاسباب المأمور بها فهو عاجز الى ان قال الشيخ رحمه الله وقد تكلم الناس في حمل الزاد في الحج وغيره من الاسفار - 00:05:58ضَ

فالذي مضت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسنة خلفائه الراشدين واصحابه والتابعين لهم باحسان واكابر المشايخ هو حمل الزاد لما في ذلك من طاعة الله ورسوله وانتفاع الحامل ونفع الناس - 00:06:18ضَ

وزعمت طائفة ان من تمام التوكل الا يحمل الزاد وقد رد الاكابر هذا القول وهذا وامثاله من قلة العلم بسنة الله في خلقه وامره فان الله خلق المخلوقات خلق المخلوقات باسباب وشرع للعباد اسبابا ينالون بها مغفرته ورحمته وثواب - 00:06:39ضَ

او في الدنيا والاخرة فمن ظن انه بمجرد توكله مع تركه ما امره الله به من الاسباب يحصل مطلوبه وان كان وان وان المطالب لا تتوقف على الاسباب التي جعلها الله اسبابا لها فهو غالط - 00:07:01ضَ

الله سبحانه وان كان قد ظمن للعبد رزقه وهو لا بد ان يرزقه وهو لابد ان يرزقه ما عمر فهذا لا يمنع ان يكون ذلك الرزق المظمون له اسباب لا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:21ضَ